• التحدي الذي ترتب على الوجود البرتغالي، ولما كانت دولة اليعاربة نجحت في تحدي هذا الوجود في الخليج والقضاء عليه، فان هذا النجاح أغراها بمزيد من العمل على تعقبه خارج الخليج تدفعها إلى ذلك روح قوية للتخلص من السيطرة المسيحية على أراض كان يحكمها العرب المسلمون قبل ذلك.
* عرب الخليج والعمانيين بالذات كانوا موجودين في تلك المناطق منذ وقت طويل حتى الإسلام، وان جذورهم لم تكن تقطعت بعد، مما كانباعثا لهم على العودة إليها.
• دور الإمام ناصر بن مرشد في تصفية الوجود البرتخلال الأعوام الثمانية الأولى من عهده, طبق الإمام ناصر بن مرشد, وبصورة شبه منظمة, سياسة ثابتة وحازمة وقوية حيال القبائل المتمردة , وقد أخضعها إخضاعا صارما , كما أخضع الممالك الصغيرة الشكلية القائمة في المقاطعات والمناطق .
كانت إنجازات الإمام ناصر بن مرشد ملحمية وتاريخية , فقد حقق توحيد عمان ومحا آثار خمسة قرون من المرارة الوطنية وقد أعاد الإعتبار للكرامة العمانية واستعاد تقاليد الإمامة وأرجع تراثها, كما أعاد مكانتها إلى أذهان العمانيين , وبفضله استطاعت عمان دخول التاريخ الحديث موحدة ومزودة برسالة روحية وهوية وطنية وثقافية واضحة .
*دور الإمام سلطان بن سيف اليعربي :
يوم وفاة الإمام ناصر بن مرشد , عقد العلماء مجلسا عاما لانتخاب إمام جديد طبقا للإجراءات التقليدية , ووقع الإجماع على شخص سلطان بن سيف قريب الإمام المتوفى وأحد قادته العسكريين , كان الإمام الجديد واعيا للمهمات الملقاة على عاتقه ولقدرات العمانيين على إنجازها وكان قادرا على رسم مستقبل الدولة العمانية.
انتهز البرتغاليون مناسبة وفاة الإمام ناصر بن مرشد لينقضوا الاتفاق المعقود مع الإمامة ويخرقوا بنوده, وعلى الأخص فيما يتعلق بالضرائب, وقد أعلن سلطان بن سيف الحرب عليهم واشرف بنفسه على العمليات العسكرية حتى النصر, في أجل لم يتجاوز ستة أشهر. وفي أقل من سنة حقق الإمام سلطان بن سيف الانتصار وحرر عمان وأنهى بناء الدولة العمانية , وبفضل هذه المرحلة استعادت عمان موقعها كأقوى دولة بحرية في المحيط الهندي , باسطة سلطتها ونفوذها من الخليج إلى شرق أفريقيا , ولم يكتف الإمام بهذا النصر , بل أخذ أيضا في مطاردة البرتغاليين خارج الحدود العمانية.غالي