عنوان الموضوع : بحث تقرير المأمون مدارس الامارات
مقدم من طرف منتديات بيت الامارات النسائي


هلا ..
اشحالكم ؟؟
عساكم بخير ...

انزين .. لو سمحتوو ممكن تساعدوني في بحثي مال التاريخ ..


بحثي عن المأمون .. بلييييييييييييييييييييز ساعدوني ...



لازم البحث يتكون من 10 صفحااات ..

دخييييييييلكم ساعدوني المس تباه ورا باجر ...

بتريااكم ..




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

حصلت معلومات قد تفيدك :

اضغطي :

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%...85%D9%88%D9%86



أبو العباس عبد الله المأمون

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

(تم التحويل من المأمون)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
الدولة العباسيةخلفاء بني العباس في بغدادالسفاح.المنصور.المهدي.الهادي.الرشيد.الأمين.المأمون.المعتصم بالله.الواثق بالله.المتوكل على الله.المنتصر بالله.المستعين بالله.المعتز بالله.المهتدي بالله.المعتمد على الله.المعتضد بالله.المكتفي بالله.المقتدر بالله.القاهر بالله.الراضي بالله.المتقي لله.المستكفي بالله.المطيع لله.الطائع بالله.القادر بالله.القائم بأمر الله.المقتدي بأمر الله.المستظهر بالله.المسترشد بالله.الراشد بالله.المقتفي لأمر الله.المستنجد بالله.المستضئ بأمر الله.الناصر لدين الله.الظاهر بأمر الله.المستنصر بالله.المستعصم بالله.عبد الله المأمون بن هارون الرشيد. ولد عام 170هـ[1] في الليلة التي مات فيها الهادي واستخلف أبوه وتوفي عام 218هـ. فترة الخلافة بالهجري: 198 -218. فترة الخلافة بالميلادي: 813 -833.
أمه (من الفرس البرامكة) اسمها مراجل ماتت في نفاسها به.[2]
محتويات

[إخفاء]



[عدل] صفته

عصره عصر العلم لو لم يكن المأمون خليفة لكان عالم ولإن خسر العلم تفرغ المامون فقد كسب العلم مئات العلماء الذين رعاهم المأمون وقليلا مايتولى الحكم عالم فينصف العلم والعلماء كان من أفضل حكام بني ًالعباس و أكثرهم رجاحة بالعقل كان محبا للعلم جدا فتبحر في علوم الفلسفه وعلوم القران ودرس كثير من المذاهب فكان من أكثر ذاك الزمان قراءه عم في زمانه السلام بين العرب والروم مما ساعد بانتشار العلم واستقرار الدوله وزيادة دخلها انشاء كثير من المكتبات والمستشفيات و شجع على نشر العلم .

[عدل] خلافته


  • أصبح الأمر في المشرق والمغرب تحت سلطان المأمون ( بعد أن أرسل جيشا عظيما من خرسان - وقصفوا بغداد بالمنجنيق ودمروها - وجلبوا له رأس أخاه الخليفة الأمين ) وهو سابع خلفاء بنى العباس، لقد كان المأمون في ذلك الوقت واليًا من قبل والده على "خراسان" وكان يقيم في عاصمتها "مرو"، وكان من الطبيعى أن يفضِّلها بعد أن انفرد بالخلافة.

إنها تضم أنصاره ومؤيديه، فهو هناك في أمان واطمئنان، وكان الفرس يودون أن يبقى "بمرو" لتكون عاصمة الخلافة، ولكنها بعيدة عن مركز الدولة، وهى أكثر اتجاهًا نحو الشرق، مما جعل سيطرتها على العرب ضعيفة، بل إن أهل بغداد أنفسهم دخلوا في عدة ثورات ضد المأمون؛ حتى إنهم خلعوه أخيرًا، وبايعوا بدلا منه عمه إبراهيم بن المهدى.واضطر المأمون أخيرًا أن يذهب إلى بغداد وأن يترك "مرو" للقضاء على هذه التحركات في مهدها.

[عدل] الإحسان إلى الشيعة

كان معظم أعوان المأمون من الفرس، ومعظمهم من الشيعة، ولهذا اضطر المأمون لممالأه الشيعة وكسبهم إلى جانبه، فأرسل إلى زعماء العلويين أن يوافوه في عاصمته (وكانت مرو في ذلك الوقت)، فلما جاءوه أحسن استقبالهم، وأكرم وفادتهم، وما لبث بعد قليل أن عهد بولاية العهد إلى "على الرضا" وهى طبعًا خطوة جريئة؛ لأن فيها نقلا للخلافة من البيت العباسى إلى البيت العلوى. ولم يكتفِ بهذا، بل غير الشعار من السواد وهو شعار العباسيين إلى الخضرة وهى شعار العلويين. ورغم اعتراض أقاربه من العباسيين، فإن المأمون كان مصرًّّا على هذا الأمر، إذ كان يعتقد أن ذلك من بر على بن أبى طالب -رضى الله عنه-. وجاءت عمة أبيه زينب بنت سليمان بن على، وكانت موضع تعظيم العباسيين وإجلالهم، وهى من جيل المنصور، وسألته: ما الذى دعاك إلى نقل الخلافة من بيتك إلى بيت على؟ فقال: يا عمة، إنى رأيت عليّا حين ولى الخلافة أحسن إلى بنى العباس، وما رأيت أحدًا من أهل بيتى حين أفضى الأمر إليهم (وصل إليهم) كافأه على فعله، فأحببت أن أكافئه على إحسانه. فقالت: يا أمير المؤمنين إنك على بِرِّ بنى علىّ والأمر فيك، أقدر منك على برهم، والأمر فيهم. ولكن لم يلبث "على الرضا" أن توفي مسموما بالسجن بأمر من المأمون,وكان ذلك في سنة 203هـ/ 819م، وعلى كل حال لقد استطاع المأمون ببيعة "على الرضا" أن يقوى من سلطانه؛ لأنه بهذه البيعة أمن جانب العلويين. ولكن قامت ضد الخليفة المأمون ثورات عديدة اختلفت في مدى عنفها وشدتها، واستطاع القضاء عليها جميعًا.



[عدل] ثورة مصر

وكان أخطر هذه الثورات جميعًا ثورة مصر؛ ذلك أن جند مصر كانوا قد اشتركوا في خلافات الأمين والمأمون كل فريق في جانب، وبعد أن انتهى الخلاف بفوز المأمون، ظل الخلاف قائمًا بين جند مصر، وأصبح موضع الخلاف التنافس على خيرات مصر، فكان الجند يجمعون الخراج لا ليرسل للخليفة، بل ليحتفظوا به لأنفسهم. وقد قامت جيوش المأمون كثيرًا بمحاربتهم مع أهل مصر الذين شاركوا في هذه الثورات، ولكن هذه الثورات ما لبثت أن أشعلت من جديد حتى أرسل إليهم جيشًا ضخمًا، فاستطاع القضاء على الثورة نهائيًا، كما تمكن قائده "طاهر بن الحسين" من القضاء على ثورات العرب أنصار الأمين، وهكذا سيطر على الدولة سكون وهدوء.

[عدل] عزوه للروم

كان المأمون يكتب إلى عمّاله على خراسان في غزو من لم يكن على الطاعة والإسلام من أهل ما وراء النهر، ولم يغفل المأمون عن قتال الروم، بل غزاهم أكثر من مرة، وخرج بنفسه على رأس الجيوش الإسلامية لغزو الروم سنة 215هـ/830م، فافتتح حصن "قرة" وفتح حصونًا أخرى من بلادهم، ثم رحل عنها، وعاود غزو الروم في السنة الثالثة سنة 216هـ، ففتح "هرقلة" ثم وجّه قواده فافتتحوا مدنًا كبيرة وحصونًا، وأدخلوا الرعب في قلوب الرومان، ثم عاد إلى دمشق، ولما غدر الروم ببعض البلاد الإسلامية غزاهم المأمون للمرة الثالثة وللعام الثالث على التوالى سنة 217هـ، فاضطر الروم تحت وطأة الهزيمة إلى طلب الصلح.



[عدل] أخلاق المأمون

كان يقول: أنا والله أستلذ العفو حتى أخاف ألا أؤجر عليه، ولو عرف الناس مقدار محبتى للعفو؛ لتقربوا إلى بالذنوب! وقال: إذا أصلح الملك مجلسه، واختار من يجالسه؛ صلح ملكه كله. ورفع إليه أهل الكوفة مظلمة يشكون فيها عاملا؛ فوقَّع: عينى تراكم، وقلبى يرعاكم، وأنا مولّ عليكم ثقتى ورضاكم. وشغب الجند فرفع ذلك إليه، فوقَّع: لا يعطون على الشغب، ولا يحوجون إلى الطلب. ووقف أحمد بن عروة بين يديه، وقد صرفه على الأهواز، فقال له المأمون: أخربتَ البلاد، وأهلكت العباد فقال: يا أمير المؤمنين، ما تحب أن يفعل الله بك إذا وقفتَ بين يديه، وقد قرعك بذنوبك؟ فقال: العفو والصفح. قال: فافعل بغيرك ما تختار أن يفعل بك. قال: قد فعلت.. ارجع إلى عملك فوالٍ مستعطِف خير من وال مستأنف. وكتب إلى على بن هشام أحد عماله، وقد شكاه غريم له: ليس من المروءة أن تكون آنيتك من ذهب وفضة ويكون غريمك عاريًا، وجارك طاويًا. وهكذا كان المأمون.. حتى لقد وصفه الواصفون بأنه من أفضل رجال بنى العباس حزمًا وعزمًا وحلمًا وعلمًا ورأيًا ودهاءً، وقد سمع الحديث عن عدد كبير من المحدّثين، وبرع في الفقه واللغة العربية والتاريخ، وكان حافظًا للقرآن الكريم.



[عدل] النهضة العلمية في عهده

جاء في كتاب قصة الحضارة: أنه أرسل إلى القسطنطينية وغيرها من المدن الرومانية يطلب أن يمدوه بالكتب اليونانية، خاصة كتب الطب والعلوم الرياضية، وعندما وصلت هذه الكتب إلى أيدى المسلمين قاموا بترجمتها وفحصها ودراستها، في "بيت الحكمة" في بغداد وهو مجمع علمى، ومكتبة عامة، ومرصد فلكى، وأقام فيه طائفة من المترجمين، وأجرى عليهم الأرزاق من بيت المال، فاستفاد المسلمون من هذه الكتب العلمية، ثم ألفوا وابتكروا في كافة العلوم، التى أسهمت في نهضة أوروبا يوم أن احتكت بالعرب في الحروب الصليبية وغيرها. وكان للمدارس التى فتحها المأمون في جميع النواحى والأقاليم أثرها في نهضة علمية مباركة. أدى الاطلاع على بعض فلسفات الأمم الأخرى إلى نشأ الفكر الاعتزالى الذى يُعْلى من قيمة العقل، ويجعله حكمًا على النص دون حدود أو قيود. لقد سمح المأمون لأولئك الذين اعتمدوا على العقل والمنطق في كل شىء بالتعبير عن آرائهم، ومعتقداتهم، ونشر مبادئهم من غير أن يتقيدوا بقيد أو يقفوا عند حد. كما أنه قال بخلق القرآن, وقد أدى ذلك إلى خلاف كبير بين علماء الدين ، وخلال تلك الفترة سجن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- لوقوفه في وجه فكرة خلق القرآن ، وقد أييد بعض العلماء المأمون في رأيه خوفا منه.



[عدل] من اقواله

أنه قال :الناس ثلاثة[3]:

  • فمنهم مثل الغذاء لابد منه على كل حال.
  • ومنهم كالدواء يحتاج اليه في حال المرض
  • ومنهم كالداء مكروه على كل حال.




[عدل] وفاته

توفي بمدينة طرطوس



[عدل] من مات في أيامه من الأعلام

الإمام الشافعي والنضر بن شميل والسيدة نفيسة وأبو العتاهية والأصمعي وغيرهم كثيرون.



[عدل] المصدر


لدى ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: أبو العباس عبد الله المأمون


https://www.bawazir.com/Abbasid-caliphate/abbasid-caliphs-references.htm

  1. ^ الخلافه العباسيه،عبد المنعم الهاشمي،ص325
  2. ^ الخلافه العباسيه،عبد المنعم الهاشمي،ص325
  3. ^ الخلافه العباسيه،عبد المنعم الهاشمي،ص325



[عدل] المرجع

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بأبو العباس عبد الله المأمون، في ويكي الاقتباس.

  • المرجع الرئيسي : تاريخ الخلفاء للسيوطي





__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المأمون
المأمون الخليفة أبو العباس عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور العباسي ولد سنة سبعين ومئة وقرأ العلم والأدب والأخبار والعقليات وعلوم الأوائل وأمر بتعريب كتبهم وبالغ وعمل الرصد فوق جبل دمشق ودعا إلى القول بخلق القرآن وبالغ نسأل الله السلامة وسمع من هشيم وعبيد بن العوام ويوسف بن عطية وأبي معاوية وطائفة روى عنه ولده الفضل ويحيى بن أكثم وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي وعبد الله بن طاهر الأمير ودعبل الشاعر وأحمد بن الحارث الشيعي وكان من رجال بني العباس حزما وعزما ورأيا وعقلا وهيبة وحلما ومحاسنه كثيرة في الجملة قال ابن أبي الدنيا كان أبيض ربعة حسن الوجه تعلوه صفرة قد وخطه الشيب وكان طويل اللحية أعين ضيق الجبين على خده شامة أتته وفاة أبيه وهو بمرو سائرا لغزو ما وراء النهر فبايع من قبله لأخيه الأمين ثم جرت بينهما أمور وخطوب وبلاء وحروب تشيب النواصي إلى أن قتل الأمين وبايع الناس المأمون في أول سنة ثمان وتسعين ومئة
قال الخطبي كنيته أبو العباس فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر واسم أمه مراجل ماتت في نفاسها به قال ودعي له بالخلافة في آخر سنة خمس وتسعين إلى أن قتل الأمين فاجتمع الناس عليه فاستعمل على العراق الحسن بن سهل ثم بايع بالعهد لعلي بن موسى الرضى ونوه بذكره ونبذ السواد وأبدله بالخضرة فهاجت بنو العباس وخلعوا المأمون ثم بايعوا عمه إبراهيم ابن المهدي ولقبوه المبارك وعسكروا فحاربهم الحسن بن سهل فهزموه فتحيز إلى واسط ثم سار جيش المأمون عليهم حميد الطوسي وعلي بن هشام فالتقوا إبراهيم فهزموه فاختفى زمانا وانقطع خبره إلى أن ظفر به بعد ثمان سنين فعفا عنه المأمون وكان المأمون عالما فصيحا مفوها وكان يقول معاوية بن أبي سفيان بعمره وعبد الملك بحجاجه وأنا بنفسي وقد رويت هذه أن المنصور قالها وعن المأمون أنه تلا في رمضان ثلاثا وثلاثين ختمة الحسين بن فهم حدثنا يحيى بن أكثم قال لي المأمون أريد أن أحدث قلت ومن أولى بهذا منك قال ضعوا لي منبرا ثم صعد قال فأول ما حدثنا عن هشيم عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار ثم حدث بنحو من ثلاثين حديثا ونزل فقال كيف رأيت أبا يحيى مجلسنا قلت أجل مجلس تفقه الخاصة والعامة قال ما رأيت له حلاوة إنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر أبو العباس السراج حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال تقدم رجل غريب بيده محبرة إلى المأمون فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال ما تحفظ في باب كذا وكذا فلم يذكر شيئا فقال حدثنا هشيم وحدثنا يحيى وحدثنا حجاج بن محمد حتي ذكر الباب ثم سأله عن باب آخر فلم يذكر شيئا فقال حدثنا فلان وحدثنا فلان ثم قال لأصحابه يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيام ثم يقول أنا من أصحاب الحديث أعطوه ثلاثة دراهم قلت وكان جواد ممدحا معطاء ورد عنه أنه فرق في جلسة ستة وعشرين ألف ألف درهم وكان يشرب نبيذ الكوفة وقيل بل يشرب الخمر فالله أعلم وقيل إنه أعطى أعرابيا مدحه ثلاثين ألف دينار مسروق بن عبد الرحمن الكندي حدثني محمد بن المنذر الكندي جار لعبد الله بن إدريس قال حج الرشيد فدخل الكوفة فلم يتخلف إلا ابن إدريس وعيسى بن يونس فبعث إليهما الأمين والمأمون فحدثهما ابن إدريس بمئة حديث فقال المأمون يا عم أتأذن لي أن أعيدها حفظا قال افعل فأعادها فعجب من حفظه ومضيا إلى عيسى فحدثهما فأمر له المأمون بشعرة آلاف درهم فأبى وقال ولا شربة ماء على حديث رسول الله روى محمد بن عون عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجاءته امرأة فقالت مات أخي وخلف ست مئة دينار فأعطوني دينارا واحدا وقالوا هذا ميراثك فحسب المأمون وقال هذا خلف أربع بنات قالت نعم قال لهن أربع مئة دينار قالت نعم قال وخلف أما فلها مئة دينار وزوجة لها خمسة وسبعون دينار بالله ألك اثنا عشر أخا قالت نعم قال لكل واحد ديناران ولك دينار قال ابن الأعرابي قال لي المأمون خبرني عن قول هند بنت عتبة
نحن بنات طارق * نمشي على النمارق
من هو طارق فنظرت في نسبها فلم أجده فقلت لا أعرف قال إنما أرادت النجم انتسبت إليه لحسنها ثم دحا إلي بعنبرة بعتها بخمسة آلاف درهم
عن المأمون من أراد أن يكتب كتابا سرا فليكتب بلبن حلب لوقته ويرسله فيعمد إلى قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابة فيقرأ له قال الصولي اقترح المأمون في الشطرنج أشياء وكان يحب اللعب بها ويكره أن يقول نلعب بها بل نتناقل بها وعن يحيى بن أكثم قال كان المأمون يجلس للمناظرة يوم الثلاثاء فجاء رجل قد شمر ثيابه ونعله في يده فوقف على طرف البساط وقال السلام عليكم فرد المأمون فقال أتاذن لي في الدنو قال ادن وتكلم قال أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه جلسته باجتماع الأمة أم الغلبة والقهر قال لا بهذا ولا بهذا بل كان يتولى أمر الامة من عقد لي ولأخي فلما صار الأمر إلي علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين على الرضى بي فرأيت أني متى خليت الأمر اضطرب حبل الإسلام ومرج عهدهم وتنازعوا وبطل الحج والجهاد وانقطعت السبل فقمت حياطة للمسلمين إلى أن يجمعوا على من يرضونه فأسلم إليه فقال السلام عليك ورحمة الله وذهب فوجه المأمون من يكشف خبره فرجع فقال مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلا في هيئته فقالوا لقيت الرجل قال نعم وأخبرهم بما جرى فقالوا ما نرى بما قال بأسا وافترقوا فقال المأمون كفينا مؤنة هؤلاء بأيسر الخطب
وقيل إن المأمون استخرج كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس وقدم دمشق مرتين قال أبو معشر المنجم كان أمارا بالعدل محمود السيرة ميمون النقيبة فقيه النفس يعد من كبار العلماء وروي عن الرشيد قال إني لأعرف في عبد الله ابني حزم المنصور ونسك المهدي وعزة الهادي ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع يعني نفسه لفعلت وقد قدمت محمدا عليه وإني لأعلم أنه منقاد إلى هواه مبذر لما حوته يداه يشارك في رأيه الإماء ولولا أم جعفر وميل الهاشميين إليه لقدمت عليه عبد الله عن المأمون قال لو عرف الناس حبي للعفو لتقربوا إلي بالجرائم وأخاف أن لا أوجر فيه وعن يحيى بن أكثم كان المأمون يحلم حتى يغيظنا قيل مر ملاح فقال أتظنون أن هذا ينبل عندي وقد قتل أخاه الأمين فسمعها المأمون فتبسم وقال ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل قيل أهدى ملك الروم للمأمون نفائس منها مئة رطل مسك ومئة حلة سمور فقال المأمون أضعفوها له ليعلم عز الإسلام وقيل أدخل خارجي على المأمون فقال ما حملك على الخلاف قال قوله " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " قال ألك علم بأنها منزلة قال نعم قال وما دليلك قال إجماع الأمة قال فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فارض بإجماعهم في التأويل قال صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين الغلابي حدثنا مهدي بن سابق قال دخل المأمون ديوان الخراج فرأى غلاما جميلا على أذنه قلم فأعجبه جماله فقال من أنت قال الناشىء في دولتك وخريج أدبك والمتقلب في نعمتك يا أمير المؤمنين حسن بن رجاء فقال يا غلام بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول ثم أمر برفع رتبته وأمر له بمئة ألف وعن المأمون قال أعياني جواب ثلاثة صرت إلى أم ذي الرياستين الفضل بن سهل أعزيها فيه وقلت لا تأسي عليه فإني عوضه لك قالت يا أمير المؤمنين وكيف لا أحزن على ولد أكسبني مثلك قال وأتيت بمتنبىء فقلت من أنت قال أنا موسى بن عمران قلت ويحك موسى كانت له آيات فائتني بها حتى أومن بك قال إنما أتيت بالمعجزات فرعون فإن قلت أنا ربكم الأعلى كما قال أتيتك بالآيات وأتى أهل الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم هو شر عامل أما في أول سنة فبعنا الأثاث والعقار وفي الثانية بعنا الضياع وفي الثالثة نزحنا وأتيناك قال كذبت بل هو محمود وعرفت سخطكم على العمال قال صدقت يا أمير المؤمنين وكذبت قد خصصتنا به مدة دون باقي البلاد فاستعمله على بلد آخر ليشملهم من عدله وإنصافه ما شملنا فقلت قم في غير حفظ الله قد عزلته أول قدوم المأمون من خراسان سنة أربع ومئتين فدخل بغداد في محمل لم يسمع بمثله قال إبراهيم نفطويه حكى داود بن علي عن يحيى بن أكثم قال كنت عند المأمون وعنده قواد خراسان وقد دعا إلى القول بخلق القرآن فقال لهم ما تقولون في القرآن فقالوا كان شيوخنا يقولون ما كان فيه من ذكر الحمير والجمال والبقر فهو مخلوق فأما إذ قال أمير المؤمنين هو مخلوق فنحن نقول كله مخلوق فقلت للمأمون أتفرح بموافقة هؤلاء قلت وكان شيعيا قال نفطويه بعث المأمون مناديا فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة ومئتين فأنكر الناس ذلك واضطربوا ولم ينل مقصوده ففتر إلى وقت وعن المأمون قال الناس ثلاثة رجل منهم مثل الغذاء لابد منه ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض ومنهم كالداء مكروه على كل حال وعنه قال لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال وعنه غلبة الحجة أحب إلي من غلبة القدرة وعنه الملك يغتفر كل شيء إلا القدح في الملك وإفشاء السر والتعرض للحرم وعنه أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر وإذا أدبر أن يقبل وقيل له أي المجالس أحسن قال ما نظر فيه إلى الناس فلا منظر أحسن من الناس أبو داود المصاخفي حدثنا النضر بن شميل قال دخلت على المأمون فقلت إني قلت اليوم هذا
أصبح ديني الذي أدين به * ولست منه الغداة معتذرا
حب علي بعد النبي ولا * أشتم صديقه ولا عمرا
وابن عفان في الجنان مع ال * أبرار ذاك القتيل مصطبرا
وعائش الأم لست أشتمها * من يفتريها فنحن منه برا
قيل إن المأمون لتشيعه أمر بالنداء بإباحة المتعة متعة النساء فدخل عليه يحيى بن أكثم فذكر له حديث علي رضي الله عنه بتحريمها فلما علم بصحة الحديث رجع إلى الحق وأمر بالنداء بتحريمها أما مسألة القرآن فما رجع عنها وصمم على امتحان العلماء في سنة ثماني عشرة وشدد عليهم فأخذه الله وكان كثير الغزو وفي ثاني سنة من خلافته خرج عليه بالكوفة محمد ابن طباطبا العلوي يدعو إلى الرضى من آل محمد والعمل بالسنة وكان مدير دولته أبو السرايا الشيباني ويسرع الناس إليه وبادر إليه الأعراب فالتقاه عسكر المأمون عليهم زهير بن المسيب فانهزموا وقوي أمر العلوي ثم أصبح ميتا فجأة فقيل سمه أبو السرايا وأقام في الحال مكانة أمرد علويا ثم تجهز لحربهم جيش فكسروا وقتل مقدمهم عبدوس المروروذي وقوي الطالبيون وأخذوا واسطا والبصرة وعظم الخطب ثم حشد الجيش عليهم هرثمة وجرت فصول طويلة والتقوا غير مرة ثم هرب أبو السرايا والطالبيون من الكوفة ثم قتل أبو السرايا سنة مئتين وهاجت العلوية بمكة وحاربوا وعظم هرثمة بن أعين وأعطي إمرة الشام فلم يرض بها وذهب إلى مرو فقتلوه ثم في سنة إحدى ومئتين جعل المأمون ولي عهده عليا الرضى ولبس الخضرة وثارت العباسية وفيها تحرك بابك الخرمي بأذربيجان وقتل وسبى وذكر الرضى للمأمون ما الناس فيه من الحرب والفتن منذ قتل الأمين وبما كان الفضل بن سهل يخفيه عنه من الأخبار وأن أهل بيته قد خرجوا ونقموا أشياء ويقولون هو مسحور وهو مجنون قال ومن يعرف هذا قال عدة من أمرائك فأسألهم فأبوا أن ينطقوا إلا بأمان من الفضل فضمن ذلك فبينوا له وأن طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعتك وفتح الأمصار وقاد إلى أمير المؤمنين الخلافة ثم أخرج من ذلك كله وصير في الرقة ولو كان على العراق حاكما لضبطها بخلاف الحسن بن سهل وقالوا له فسر إلى العراق فلو رآك القواد لأذعنوا بالطاعة فقال سيروا فلما علم الفضل ضرب بعضهم وحبس آخرين وما أمكن المأمون مبادرته فسار من مرو إلى سرخس فشد قوم علي الفضل فقتلوه في حمام في شعبان سنة اثنتين ومئتين عن ستين سنة فجعل المأمون لمن جاء بقاتليه عشرة آلاف دينار وكانوا أربعة من مماليك المأمون فقالوا أنت أمرتنا بقتله فأنكر وضرب أعناقهم وضعف أمر إبراهيم بن المهدي بعد محاربة وبلاء
وفي سنة 203 مات الرضى فجأة وفي سنة أربع وصل المأمون فتلقاه إلى النهروان بنوالعباس وبنو العباس أبي طالب وعتبوا عليه في لبس الخضرة فتوقف ثم أعاد السواد وفيها التقى يحيى بن معاذ أمير الجزيرة بابك الخرمي وولي طاهر جميع خراسان وأمر له بعشرة آلاف ألف درهم
وفيها أعني سنة 205 نصر المسلمون على بابك وبيتوه وفي سنة سبع خرج باليمن علوي فأمنه المأمون وقدم ومات طاهر ويقال إنه كان قد قطع دعوة المأمون قبل موته وخرج فقام بعده ابنه طلحة فولاه المأمون خراسان فبقي سبعة أعوام ومات فوليها أخوه عبد الله بن طاهر وكانت الحروب شديدة بين عسكر الإسلام وبين بابك وظهر باليمن الصناديقي وقتل وسبى وادعى النبوة ثم هلك بالطاعون وخرج حسن أخو طاهر بن الحسين بكرمان فظفر به المأمون وعفا عنه وكان المأمون يجل أهل الكلام ويتناظرون في مجلسه وسار صدقة بن علي لحرب بابك فأسره بابك وتمرد وعتا
وفي سنة عشر دخل المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بواسط وأقام عندها بجيشه سبعة عشر يوما فكانت نفقة الحسن على العرس وتوابعه خمسين ألف ألف درهم فمكنة المأمون مدينة وأعطاه من المال خمس مئة ألف دينار وفي سنة إحدى عشرة قهر ابن طاهر المتغلبين على مصر وأسر جماعة وفي سنة اثنتي عشرة سار محمد بن حميد الطوسي لمحاربة بابك وأظهر المأمون تفضيل علي على الشيخين وأن القرآن مخلوق واستعمل على مصر والشام أخاه المعتصم فقتل طائفة وهذب مصر ووقع المصاف مع بابك مرات وفي سنة خمس عشرة سار المأمون لغزو الروم ومن غزوته عطف إلى دمشق وفي سنة ست عشرة كر غازيا في الروم وجهز أخاه المعتصم ففتح حصونا ودخل سنة سبع عشرة مصر وقتل المتغلب عليها عبدوسا الفهري ثم كر إلى أذنة وسار فنازل لؤلؤة وحاصرها مئة يوم وترحل وأقبل توفيل طاغية الروم ثم وقعت الهدنة بعد أن كتب توفيل فبدأ بنفسه وأغلظ في المكاتبة فغضب المأمون وعزم على المسير إلى قسطنطينية فهجم الشتاء وفيها وقع حريق عظيم بالبصرة أذهب أكثرها
وفي سنة 218 اهتم المأمون ببناء طوانة وحشد لها الصناع وبناها ميلا في ميل وهي وراء طرطوس وافتتح عدة حصون وبالغ في محنة القرآن وحبس إمام الدمشقيين أبا مسهر بعد أن وضعه في النطع للقتل فتلفظ مكرها وكتب المأمون إلى نائبه على العراق إسحاق بن إبراهيم الخزاعي كتابا يمتحن العلماء يقول فيه وقد عرفنا أن الجمهور الأعظم والسواد من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر لهم ولا روية أهل جهالة وعمى عن أن يعرفوا الله كنه معرفته ويقدروه حتى قدره ويفرقوا بينه وبين خلقه فساووا بين الله وبين خلقه وأطبقوا علي أن القرآن قديم لم يخترعه الله وقد قال " إنا جعلناه قرآنا " فكل ما جعله فقد خلقه كما قال " وجعل الظلمات والنور " وقال " نقص عليك من أنباء ما قد سبق " " فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها وقال " وأحكمت آياته ثم فصلت " والله محكم له فهو خالقه ومبدعه إلى أن قال فمات قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله إلى موافقتهم فرأى أمير المؤمنين أنهم شر الأمة ولعمرو أمير المؤمنين إن أكذب الناس من كذب علي الله ووحيه ولم يعرف الله حق معرفته فاجمع القضاة وامتحنهم فيما يقولون وأعلمهم أني غير مستعين في عمل ولا واثق بمن لا يوثق بدينه فإن وافقوا فمرهم بنص من بحضرتهم من الشهود ومسألتهم عن علمهم في القرآن ورد شهادة من لم يقر أنه مخلوق وكتب المأمون أيضا في أشخاص سبعة محمد بن سعد وابن معين وأبي خيثمة وأبي مسلم المستملي وإسماعيل بن داود وأحمد الدورقي فامتحنوا فأجوا قال ابن معين جبنا خوفا من السيف وكتب بإحضار من امتنع منهم أحمد بن حنبل وبشر بن الوليد وأبي حسان الزيادي والقواريري وسجادة وعلي بن الجعد وإسحاق بن أبي إسرائيل وعلي بن أبي مقاتل وذيال بن الهيثم وقتيبة بن سعيد وسعدويه في عدة فتلكأ طائفة وصمم أحمد وابن نوح فقيدا وبعث بهما فلما بلغا الرقة تلقاهم موت المأمون وكان مرض بأرض الثغر فلما احتضر طلب ابنه العباس ليقدم فوافاه بآخر رمق وقد نفذت الكتب إلي البلدان فيها من المأمون وأخيه أبي إسحاق الخليفة من بعده فقيل وقع ذلك بغير أمر المأمون وقيل بل بأمره وأشهد على نفسه عند الموت أن عبد الله بن هارون أشهد عليه أن الله وحده لا شريك له وأنه خالق وما سواه مخلوق ولا يخلو القرآن من أن يكون شيئا له مثل والله لا مثل له والبعث حق وإني مذنب أرجو وأخاف وليصل على أقربكم وليكبر خمسا فرحم الله عبدا اتعظ وفكر فيما حتم الله علي جميع خلقه من الفناء فالحمد لله الذي توحد بالبقاء ثم لينظر امرؤ ما كنت فيه من عز الخلافة هل أغنى عني شيئا إذ نزل أمر الله بي لا والله لكن أضعف به على الحساب فيا ليتني لم أك شيئا يا أخي ادن مني واتعظ بما ترى وخذ بسيرة أخيك في القرآن واعمل في الخلافة إذ طوقكها الله عمل المريد لله الخائف من عقابه ولا تغتر فكأن قد نزل بك الموت ولا تغفل أمر الرعية الرعية الرعية فإن الملك بهم الله الله فيهم وفي غيرهم يا أبا إسحاق عليك عهد الله لتقومن بحقه في عباده ولتؤثرن طاعته علي معصيته فقال اللهم نعم هؤلاء بنو عمك من ذرية علي رضي الله عنه أحسن صحبتهم وتجاوز عن مسيئهم ثم مات في رجب في ثاني عشرة سنة ثمان عشرة ومئتين وله ثمان وأربعون سنة توفي بالبذندون فنقله ابنه العباس ودفنه بطرسوس في دار خاقان خادم أبيه قال الأصمعي كان نقش خاتمه عبد الله بن عبيد الله وله من الأولاد محمد الكبير والعباس وعلي ومحمد وعبيد الله والحسن وأحمد وعيسى وإسماعيل والفضل وموسى وإبراهيم ويعقوب وحسن وسليمان وهارون وجعفر وإسحاق وعدة بنات




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

خلافة المأمون
(198-218هـ - 814-833م)
أصبح الأمر فى المشرق والمغرب تحت سلطان المأمون وهو سابع خلفاء بنى العباس، لقد كان المأمون فى ذلك الوقت واليًا من قبل والده على "خراسان" وكان يقيم فى عاصمتها "مرو"، وكان من الطبيعى أن يفضِّلها بعد أن انفرد بالخلافة.
إنها تضم أنصاره ومؤيديه، فهو هناك فى أمان واطمئنان، وكان الفرس يودون أن يبقى "بمرو" لتكون عاصمة الخلافة، ولكنها بعيدة عن مركز الدولة، وهى أكثر اتجاهًا نحو الشرق، مما جعل سيطرتها على العرب ضعيفة، بل إن أهل بغداد أنفسهم دخلوا فى عدة ثورات ضد المأمون؛ حتى إنهم خلعوه أخيرًا، وبايعوا بدلا منه عمه إبراهيم بن المهدى.
واضطر المأمون أخيرًا أن يذهب إلى بغداد وأن يترك "مرو" للقضاء على هذه التحركات فى مهدها.
الإحسان إلى الشيعة:
كان معظم أعوان المأمون من الفرس، ومعظمهم من الشيعة، ولهذا اضطر المأمون لممالأه الشيعة وكسبهم إلى جانبه، فأرسل إلى زعماء العلويين أن يوافوه فى عاصمته (وكانت مرو فى ذلك الوقت)، فلما جاءوه أحسن استقبالهم، وأكرم وفادتهم، وما لبث بعد قليل أن عهد بولاية العهد إلى "على الرضا" وهى طبعًا خطوة جريئة؛ لأن فيها نقلا للخلافة من البيت العباسى إلى البيت العلوى.
ولم يكتفِ بهذا، بل غير الشعار من السواد وهو شعار العباسيين إلى الخضرة وهى شعار العلويين.
ورغم اعتراض أقاربه من العباسيين، فإن المأمون كان مصرًّّا على هذا الأمر، إذ كان يعتقد أن ذلك من بر على بن أبى طالب -رضى الله عنه-.
وجاءت عمة أبيه زينب بنت سليمان بن على، وكانت موضع تعظيم العباسيين وإجلالهم، وهى من جيل المنصور، وسألته: ما الذى دعاك إلى نقل الخلافة من بيتك إلى بيت على؟ فقال: يا عمة، إنى رأيت عليّا حين ولى الخلافة أحسن إلى بنى العباس، وما رأيت أحدًا من أهل بيتى حين أفضى الأمر إليهم (وصل إليهم) كافأه على فعله، فأحببت أن أكافئه على إحسانه.
فقالت: يا أمير المؤمنين إنك على بِرِّ بنى علىّ والأمر فيك، أقدر منك على برهم، والأمر فيهم.
ولكن لم يلبث "على الرضا" أن مات وكان ذلك فى سنة 203هـ/ 819م، وعلى كل حال لقد استطاع المأمون ببيعة "على الرضا" أن يقوى من سلطانه؛ لأنه بهذه البيعة أمن جانب العلويين. ولكن قامت ضد الخليفة المأمون ثورات عديدة اختلفت فى مدى عنفها وشدتها، واستطاع القضاء عليها جميعًا.
ثورة مصر:
وكان أخطر هذه الثورات جميعًا ثورة مصر؛ ذلك أن جند مصر كانوا قد اشتركوا فى خلافات الأمين والمأمون كل فريق فى جانب، وبعد أن انتهى الخلاف بفوز المأمون، ظل الخلاف قائمًا بين جند مصر، وأصبح موضع الخلاف التنافس على خيرات مصر، فكان الجند يجمعون الخراج لا ليرسل للخليفة، بل ليحتفظوا به لأنفسهم.
وقد قامت جيوش المأمون كثيرًا بمحاربتهم مع أهل مصر الذىن شاركوا فى هذه الثورات، ولكن هذه الثورات ما لبثت أن أشعلت من جديد حتى أرسل إليهم جيشًا ضخمًا، فاستطاع القضاء على الثورة نهائيًا، كما تمكن قائده "طاهر بن الحسين" من القضاء على ثورات العرب أنصار الأمين، وهكذا سيطر على الدولة سكون وهدوء.
انتشار الإسلام:
وكان المأمون يكتب إلى عمّاله على خراسان فى غزو من لم يكن على الطاعة والإسلام من أهل ما وراء النهر، ولم يغفل المأمون عن قتال الروم، بل غزاهم أكثر من مرة، وخرج بنفسه على رأس الجيوش الإسلامية لغزو الروم سنة 215هـ/830م، فافتتح حصن "قرة" وفتح حصونًا أخرى من بلادهم، ثم رحل عنها، وعاود غزو الروم فى السنة الثالثة سنة 216هـ، ففتح "هرقلة" ثم وجّه قواده فافتتحوا مدنًا كبيرة وحصونًا، وأدخلوا الرعب فى قلوب الرومان، ثم عاد إلى دمشق، ولما غدر الروم ببعض البلاد الإسلامية غزاهم المأمون للمرة الثالثة وللعام الثالث على التوالى سنة 217هـ، فاضطر الروم تحت وطأة الهزيمة إلى طلب الصلح.
يرحم الله المأمون، لقد كان عصره من أزهى عصور الثقافة العربية.
أخلاق المأمون:
كان يقول: أنا والله أستلذ العفو حتى أخاف ألا أؤجر عليه، ولو عرف الناس مقدار محبتى للعفو؛ لتقربوا إلى بالذنوب!
وقال: إذا أصلح الملك مجلسه، واختار من يجالسه؛ صلح ملكه كله.
ورفع إليه أهل الكوفة مظلمة يشكون فيها عاملا؛ فوقَّع: عينى تراكم، وقلبى يرعاكم، وأنا مولّ عليكم ثقتى ورضاكم. وشغب الجند فرفع ذلك إليه، فوقَّع: لا يعطون على الشغب، ولا يحوجون إلى الطلب.
ووقف أحمد بن عروة بين يديه، وقد صرفه على الأهواز، فقال له المأمون: أخربتَ البلاد، وأهلكت العباد
فقال: يا أمير المؤمنين، ما تحب أن يفعل الله بك إذا وقفتَ بين يديه، وقد قرعك بذنوبك؟
فقال: العفو والصفح.
قال: فافعل بغيرك ما تختار أن يفعل بك.
قال: قد فعلت.. ارجع إلى عملك فوالٍ مستعطِف خير من وال مستأنف.
وكتب إلى على بن هشام أحد عماله، وقد شكاه غريم له: ليس من المروءة أن تكون آنيتك من ذهب وفضة ويكون غريمك عاريًا، وجارك طاويًا.
وهكذا كان المأمون.. حتى لقد وصفه الواصفون بأنه من أفضل رجال بنى العباس حزمًا وعزمًا وحلمًا وعلمًا ورأيًا ودهاءً، وقد سمع الحديث عن عدد كبير من المحدّثين، وبرع فى الفقه واللغة العربية والتاريخ، وكان حافظًا للقرآن الكريم.
النهضة العلمية:
جاء فى كتاب قصة الحضارة: أنه أرسل إلى القسطنطينية وغيرها من المدن الرومانية يطلب أن يمدوه بالكتب اليونانية، خاصة كتب الطب والعلوم الرياضية، وعندما وصلت هذه الكتب إلى أيدى المسلمين قاموا بترجمتها وفحصها ودراستها، وأنشأ المأمون فى بغداد "بيت الحكمة" سنة 214هـ/829م، وهو مجمع علمى، ومكتبة عامة، ومرصد فلكى، وأقام فيه طائفة من المترجمين، وأجرى عليهم الأرزاق من بيت المال، فاستفاد المسلمون من هذه الكتب العلمية، ثم ألفوا وابتكروا فى كافة العلوم، التى أسهمت فى نهضة أوروبا يوم أن احتكت بالعرب فى الحروب الصليبية وغيرها.
وكان للمدارس التى فتحها المأمون فى جميع النواحى والأقاليم أثرها فى نهضة علمية مباركة.
إلا أن الاطلاع على بعض فلسفات الأمم الأخرى قد جعل العقل يجتهد فى أمور خارج حدوده وتفكيره، ومن هنا نشأ الفكر الاعتزالى الذى يُعْلى من قيمة العقل، ويجعله حكمًا على النص دون حدود أو قيود.
الإسلام قد رفع من العقل، لكنه حدد له حدودًا يعمل فيها.
لقد سمح المأمون لأولئك الذين اعتمدوا على العقل والمنطق فى كل شىء بالتعبير عن آرائهم، ومعتقداتهم، ونشر مبادئهم من غير أن يتقيدوا بقيد أو يقفوا عند حد، فكان هذا من سوءاته التى أحدثت بين علماء المسلمين فتنة دامت تسع عشرة سنة، إلى أن شاء الله تعالى لتلك الفتنة أن تخمد، ولقد وصف الإمام السيوطى المأمون بقوله: "إنه كان من أفضل رجال بنى العباس لولا ما أتاه من محنة الناس". وانتقل المأمون إلى مولاه -سبحانه وتعالى- بعد حياة حافلة بالإنجازات فى مختلف نواحى الدولة.




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

إسلام اون لاين

(في ذكرى توليه الخلافة: 25 من المحرم 198هـ)

سمير حلبي



شهدت فترة المأمون حركة علمية نشطة

ولد عبد الله المأمون في [15 من ربيع الأول 170 هـ= 6 من سبتمبر 786م]، في اليوم الذي استُخلف فيه الرشيد، وقد سماه المأمون تيمنًا بذلك، وكانت أمه "مراجل" جارية فارسية، وما لبث أن توفيت بعد أيام من ولادته متأثرة بحمى النفاس.

وبالرغم من أن المأمون كان هو الابن الأكبر للخليفة هارون الرشيد، ومع كل ما كان يتميز به المأمون من نجابة وذكاء وعلو همة، وما حظي به من ثقة أبيه فيه.. فإن الرشيد آثر أن يجعل البيعة بولاية العهد للأمين، وقد كان لزبيدة أم الأمين الدور الأكبر في ذلك؛ فقد كان لها من المكانة لدى الرشيد ما لم يكن لأم المأمون، فاستغلت حظوتها لديه ومنزلة أخوال ولدها الأمين ومكانتهم لدى زوجها الرشيد في حثه على إعلان ولاية العهد لابنها الأمين وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره سنة [175 هـ = 791هـ]، ولكن الرشيد عاد فأشرك المأمون مع أخيه في ولاية العهد سنة [183 هـ = 799م].

أراد الرشيد بذلك أن تستقر الأمور بين الأخوين من بعده، فلا يثور الخلاف بينهما ولا يحدث ما كان يحدث عادة من صراع حول الحكم بعد كل خليفة، فاستوثق لكل منهما من أخيه سنة (186 هـ = 802م) وأشهد على ذلك كبار رجال دولته.

الطريق إلى العرش

توفي الخليفة هارون الرشيد وتولّى الأمين الخلافة من بعده، وبدأ الخلاف يدب بين الأخوين، خاصة بعد تراجع الأمين عما قطعه لأبيه من عهود ومواثيق، حيث جعل ابنه موسى وليًا للعهد بدلاً من أخويه المأمون و"المؤتمن"، كما رفض أن يردَّ إلى أخيه المأمون مائة ألف دينار كان والده قد أوصى بها إليه، وسرعان ما تطور الخلاف بين الأخوين إلى صراع وقتال، ودارت حرب عنيفة بين الجانبين، وقامت جيوش المأمون بمحاصرة بغداد وانتهى الأمر بمقتل الأمين عام (198هـ = 813م)، وتولى المأمون على إثر ذلك الخلافة من بعده في [25 من المحرم 198هـ= 25من سبتمبر 813م].

القضاء على الفتن والثورات

سعى المأمون منذ الوهلة الأولى للعمل على استقرار البلاد، والقضاء على الفتن والثورات، فتصدى بحزم وقوة لثورات الشيعة، وواجه بحسم وعنف حركات التمرد ومحاولات الخروج على سلطة الخلافة، فقد قضى على حركة "ابن طباطبا العلوي" سنة [199هـ = 814م]، وثورة "الحسن بن الحسين" في الحجاز، و"عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب" في اليمن سنة [207هـ = 822م].

وفي مقابل ذلك فإنه أقدم على خطوة جريئة، وأمر لم يسبقه إليه أحد من الخلفاء، فقد اختار أحد أبناء البيت العلوي وهو "علي بن موسى الرضا" ليكون وليًا للعهد من بعده، وقد أثار هذا الأمر غضب واستياء العباسيين؛ مما دفعهم إلى مبايعة "إبراهيم بن المهدي" –عم المأمون– بالخلافة سنة [202هـ =817م].

لما علم المأمون بذلك جهز جيشًا كبيرًا، وسار على رأسه من خراسان قاصدًا بغداد، فهرب إبراهيم بن المهدي من بغداد. وفي ذلك الوقت توفي علي بن موسى، فكان لذلك أكبر الأثر في تهدئة الموقف، فلما دخل المأمون بغداد عفا عن عمه.

نهضة علمية

شهد عصر المأمون نهضة حضارية كبيرة، فقد كان المأمون محبًا للعلم والأدب وكان شاعرًا وعالمًا وأديبًا، يحب الشعر ويجالس الشعراء ويشجعهم، وكان يعجب بالبلاغة والأدب، كما كان للفقه نصيب كبير من اهتمامه، وكان العلماء والأدباء والفقهاء لا يفارقونه في حضر أو سفر، وقد أدى تشجيعه للشعراء في أيامه إلى إعطاء الشعر دفعة قوية، وكان تشجيعه للعلوم والفنون والآداب والفلسفة ذا أثر عظيم في رقيها وتقدمها، وانبعاث حركة أدبية وعلمية زاهرة، ونهضة فكرية عظيمة امتدت أصداؤها من بغداد حاضرة العالم الإسلامي ومركز الخلافة العباسية إلى جميع أرجاء المعمورة، فقد استطاع المأمون أن يشيد صرحًا حضاريًا عظيمًا، وأن يعطي للعلم دفعة قوية ظلت آثارها واضحة لقرون عديدة.

لقد أرسل المأمون البعوث إلى "القسطنطينية" و"الإسكندرية" و"إنطاكية" وغيرها من المدن للبحث عن مؤلفات علماء اليونان، وأجرى الأرزاق على طائفة من المترجمين لنقل هذه الكتب إلى اللغة العربية، وأنشأ مجمعًا علميًا في بغداد، ومرصدين أحدهما في بغداد والآخر في "تدمر"، وأمر الفلكيين برصد حركات الكواكب، كما أمر برسم خريطة جغرافية كبيرة للعالم.

حركة الترجمة

وكان لتشجيعه حركة الترجمة أكبر الأثر في ازدهارها في عهده، فظهر عدد كبير من العلماء ممن قاموا بدور مهم في نقل العلوم والفنون والآداب والفلسفة إلى العربية، والإفادة منها وتطويرها، ومن هؤلاء:

"حنين بن إسحاق" الطبيب البارع الذي ألف العديد من المؤلفات الطبية، كما ترجم عددًا من كتب أرسطو وأفلاطون إلى العربية.

و"يحيى بن ماسويه" الذي كان يشرف على "بيت الحكمة" في بغداد وكان يؤلف بالسريانية والعربية، كما كان متمكنًا من اليونانية، وله كتاب طبي عن الحميات اشتهر زمنًا طويلاً، ثم ترجم بعد ذلك إلى العبرية واللاتينية.

و"ميخائيل بن ماسويه" وكان طبيب المأمون الخاص، وكان يثق بعلمه فلا يشرب دواءً إلا من تركيبه.

المأمون والروم

ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور تلك النهضة الحضارية والعلمية في عصر المأمون ذلك الهدوء الذي ساد الأجواء بين الخلافة العباسية والروم، والذي استمر لأكثر من عشرة أعوام.

ولكن ما لبث أن تبدد ذلك الهدوء حينما بدأ المأمون حملاته ضد الروم عام [215هـ = 830م] ففتح عددًا من الحصون القريبة من حدود دولته، مثل حصن "قرة" و حصن "ماجدة" و حصن "سندس" وحصن "سنان" ثم عاد إلى الشام، ولكن الروم أغاروا على "طرسوس" وقتلوا نحو ألف وستمائة من أهلها، فعاد إليهم المأمون مرة أخرى، واستطاع أخوه "المعتصم" أن يفتح نحو ثلاثين حصنًا من حصون الروم.

وفي العام التالي أغار عليهم المأمون مرة أخرى، حتى طلب منه "تيوفيل" – ملك الروم- الصلح، وعرض دفع الفدية مقابل السلام.

ولم يمر وقت طويل حتى توفي المأمون في "البندون" قريبًا من طرسوس في [18 من رجب 218هـ= 10من أغسطس 833م] عن عمر بلغ ثمانية وأربعين عامًا، قضى منها في الخلافة عشرين عامًا




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :


أخلاق المأمون:
أول ما ظهر من حلي المأمون ميله للعفو وكراهته للانتقام فإنه عفا عن جميع من ساعدوا خصومه عليه ولم يهجهم بشيء حتى الفضل بن الربيع الذي أخذ قواده وسلاحه وجنوده وجميع ما أوصى به أبوه له فذهب به إلى الأمين وتركه بمرو مجرداً عن كل ذلك ثم أفسد عليه أخاه وأغراه على خلعه وكان أشد عليه من كل شيء ومع هذا لم يؤاخذه بجرمه ولما دخل على المأمون وأعلنه المأمون بالعفو سأله الرضا فقال المأمون: أجل العفو لا يكون إلا عن رضا وسجد المأمون شكراً للَّه على أن ألهمه نعمة العفو عنه وقال: الحمد للَّه قديماً كنت أسلم عليه فأفرح برده فسبحان الذي ألهمني الصفح عنه فلذلك سجدت قال طاهر بن الحسين: فعجبت لسعة حلمه. وقال زيد بن علي بن الحسين جلس المأمون يوماً للغداء وعلى رأسه سعيد الخطيب وهو يذكر مناقبه ويصف سيرته ومجلسه إذ انهملت عين المأمون فلما سئل عن سبب بكائه قال ما ذلك من حدث ولا لمكروه هممت به لأحد ولكنه جنس من أجناس الشكر للَّه لعظمته وذكر نعمته التي أتمها عليَّ كما أتمها على أبوتي من قبلي.
وكان له في العفو لذة لا يعادلها الذة حتى أنه لما ظفر بعمه إبراهيم عفا عنه مع عظيم جرمه وهذا خلق كاد ينساه التاريخ حتى حازه للمأمون الذي أحس من نفسه بقدرة السلطان فأذهب ذلك عنه الحفيظة.
ومن مزايا المأمون أنه كان في جدله ميالاً إلى الإقناع فكان يناقش من خالفه حتى يبين له الحجة وله في ذلك مجالس مأثورة مشهورة وله في الجدل حجج قوية ناصعة مع سعة الصدر والاحتمال لما يبدر ممن حضره في المناقشة وكان أصحابه ووزراؤه يدلونه على موضع الخطأ مما يريد أن يفعل. أراد مرة أن ينتقص معاوية بن أبي سفيان ويلعنه فقال له يحيى بن أكثم إن العامة لا تحتمل مثل هذا لا سيما أهل خراسان ولا تأمن أن يكون لهم نفرة وإن كانت لم تدر ما عاقبتها والرأي أن تدع الناس على ما هم عليه ولا تظهر لهم أنك تميل إلى فرقة من الفرق فإن ذلك أصلح في السياسة وأحرى في التدبير فاتبع المأمون نصيحته وطوى الكتاب الذي كان قد أنشىء في هذا المعنى فلم يقرأ على العامة ولكنه بقي في دفاترهم مسجلاً.

كان المأمون مع حلمه يعلم ما عليه رؤساء جنده ورجال دولته فلم يكن بالمغفل الذي ينخدع برياء الناس ونفاقهم وظهورهم بما ليس من شيمهم قال يوماً وفي مجلسه جماعة: ما في عسكرنا من يطلب ما عندنا بالرياء فقال كل واحد بما عنده إما أن يقول في عدو يقدح فيه أو يقول بما يعلم أنه يسر خليفته فلما قالوا ذلك، قال: ما أرى عند أحد منكم ما يبلغ إرادتي ثم أنشأ يحدث عن أهل عسكره أهل الرياء حتى لو كان قد أقام في زحل كل واحد منهم حولاً ما زاد على معرفته.
قعد مرة للمظالم فقدم إليه أصحاب الحاجات فقضى ما شاء من حاجاتهم وكان فيهم نصراني من أهل كسكر كان قد صاح بالمأمون غير مرة وقعد له في طريقه فلما بصر به المأمون أثبته معرفة فأمر سلما صاحب الحوائج أن يبطحه ويضربه عشرين درة وقال لسلم: قل له لا يعود يصيح بي فقال له سلم ذلك وهو مبطوح فقال الرجل: أعود وأعود وأعود حتى تنظر في حاجتي فأبلغه سلم ذلك فقال: هذا مظلوم موطن نفسه على القتل أو قضاء حاجته ثم قال لأبي عياد: اقض حاجة هذا كائنة ما كانت الساعة فلا أدري مم يعجب الإنسان أمن ملاحظة المأمون وعرفان الرجل لأنه هو الذي صاح به مرة أو مرتين أم من تأميل الرجل فيه بعد أن أمر بضربه أم من رجوع المأمون عن خطأه فيما صنع وأمره بقضاء حاجة الرجل كائنة ما كانت
.

وكان مع هذه الأخلاق أديباً يعرف جيد الشعر ورديئه ويثيب على ما أعجبه منه ثواباً فوق كل أمل
.

أما كرمه فمما سارت به الأمثال فقد أربى على جميع خلفاء بني العباس حتى على أبيه الذي كان يعطي عطاء من لا يخاف فقراً ولا يخشى إقلالاً وحكايات المأمون في العطاء كثيرة فلا نطيل بذكرها إلا أنا نذكر حادثة تدل علىء مقدار الترف في القوم وسعة اليد وكثرة البذل
.

بنى المأمون سنة120 ببوران بنت الحسن بن سهل في فم الصلح واحتفل أوبها بأمرها وعمل من الولائم والأفراح ما لم يعهد مثله في مصر من الأمصار وانتهى أمره إلى أن نثر على الهاشميين والقواد والكتاب والوجوه بنادق مسك فيها رقاع بأسماء ضياع وأسماء جوار وصفات دواب وغير ذلك فكانت البندقة إذا وقعت في يد الرجل فتحها وقرأ ما فيها ثم يمضي إلى الوكيل المرصد لذلك فيدفعها إليه ويتسلم ما فيها ثم نثر بعد ذلك على سائر الناس الدنانير والدراهم ونوافج المسك وبيض العنبر وأنفق على المأمون وقواده وجميع أصحابه وسائر من كان معه من أجناده وأتباعه حتى على الجمالين والمكارية والملاحين وكل من ضمه عسكره فلم يكن في العسكر من يشتري شيئاً لنفسه ولا لدوابه تسعة عشر يوماً وكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم وأمر المأمون له عند انصرافه بعشرة آلاف ألف درهم وأقطعه فم الصلح وأطلق له خراج فارس، وكرر الأهواز مدة سنة
. وهذا سرف عظيم سهل أمره الوارد الكثير.





الخليفة العباسي ( المأمون )
نسبه ومولده: هو عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد بن أبي جعفر المنصور، لقب بالمأمون ولد في الري سنة 170هـ. كان الرشيد قد عني بتربية وتنشئة أبنائه، فاختار لهم كبار رجالات العالم والأدب في عصره، فنشأ المأمون على حب العلم والأدب والتعلق بالعلماء، فجعله أبوه ولياً للعهد بعد أخيه الأمين الذي كان يصغره سناً. ولولادته قصة طريفة: كان والده هارون الرشيد متزوجاً من ابنة عم له تدعى زبيدة وكانت زبيدة قد أمضت عدة أعوام تحت كنف الرشيد، دون أن تحمل منه فكان ذلك مبعث أسى وحسرة في نفس الرشيد التواقة إلى البنين الشغوفة بالولد وكان في ذلك الحين ولياً للعهد. ينازعه فيه أخوه "موسى الهادي" ويعمل على انتزاعه وغصبه، فتضاعفت همومه وأحزانه وفي ذات يوم كان يحدث بعض خاصته فيما يعانيه، فأشار المحبون المخلصون منهم عليه بأن يتزوج من غير زبيدة لعل الغيرة تحرك فيها عوامل الحمل.. وضربوا له مثلاً بما كان من أمر سيدنا إبراهيم الخليلن عليه السلام، بين سارة وهاجر ففكر هارون في الأمرن ثم عزم على تنفيذ النصيحة، فتزوج من جارية خراسانية تدعى "مراجل" من قرية "باذغيس" ودخل بها في القرية التي كانت تقيم فيها وهي تقع على ضفة نهر عيسى تسمى "الياسرية" قريبة من بغداد وسرعان ما حملت "مراجل" من "هارون" وكذلك "زبيدة" وكان الوقت بين ولادة "المأمون" و "الأمين" أشهراً قليلة ومن جميل الصدف أن تكون ولادة "المأمون" في اليوم الذي وسد فيه أمر الخلافة إلى "الرشيد" وانتقل من ولاية العهد إلى إمارة المؤمنين. ولاية المأمون للعهد :- رأت زبيدة أن تعجل الأمر وتوثقه إلى ولدها الأمين، وسعت بكل ما أوتيت من تدبير وذكاء وسلطان إلى الرشيد لكتابة ولاية العهد لولدها "الأمين" لكن ضمير الرشيد ظل يؤرقه ويضايقه بعد ذلك لما يعلم من كفاءة المأمون وصلاحيته للخلافة، ولم يسترح حتى كتب كتاباً آخر يضمن فيه ولاية العهد للمأمون بعد الأمين وأخذ من كلا الأخوين موثقاً على ذلك. وأشهد عليهما. في ميدان الجهاد:- لما بلغ المأمون في شبابه المقدرة على مباشرة المعارك والحروب وقيادة الجيوش، الرشيد يوجهه على رأس قوات المسلمين لخوض المعارك تدريباً منه له على القيادة ، وكسباً لفضل الجهاد في سبيل الله. فأثبت المأمون مقدرة فائقة في قيادة الجند وحسن إدارة المعارك وكسب النصر على الأعداء خصوصاً مع الروم، ولقد ترك ذلك أثره العظيم في نفس الرشيد فازداد إقباله على المأمون. والي خراسان: - رأى الرشيد ازدياد حدة المنافسة بين المأمون وأخيه الأمين، وخشي مغبة ذلك مستقبلاً على وحدة الأمة وتماسك الدولة من خلال انشقاق الأخوين، فرأى أن يوزع جهودهما وممارسة سلطانهما على البلاد المترامية الأطراف ويحدد لكل منهما مقاطعة الحكم والسلطان، فجعل الأمين قيماً على العراق والشام والحجاز ومصر، وجعل المأمون قيماً على خراسان، وما وراءها من ديار الشرق الإسلامي. ولم يكن الاختيار على عبث أو دون رأي وتدبير، ذلك أن أخوال المأمون كانوا من "خرسان" فكان ذلك أوحد وأثبت لحكمه وسلطانه، أما الأمين فأمه عربية هاشمية فكانت إمارته على البلاد ا لعربية أليق به ، ومن ثم أقام المأمون في مرو حاكماً مطلق اليد، يدين بالطاعة والولاء لأمير المؤمنين "هارون الرشيد" ومن بعده لأخيه الأمين ولي العهد. وقد أثبت المأمون في ميدان الحكم قدرة عظيمة على ضبط الأمور وحسن الإدارة والتوجيه وتنظيم البلاد. والعدل بين الناس. الشقاق: كان الحكم وسدة السلطان في نظر الأمين مجال ترف واستمتاع وغرق في اللذات واستياق الشهوات، على عكس ما كان المأمون الذي جند نفسه بكل طاقاته وإمكاناته لخدمة ولايته والاضطلاع بمسؤوليات الفتح ورد العدوان وتثبيت الأمن والاستقرار، ولقد تهيأ لكلا الطرفين من يزين له موقفه ، وبدأت حدة النزاع والشقاق تظرهر بين الأخوين، وأخذ كل منها ينتهز الفرصة لاستلاب الحكم من أخيه ، وكانت البداية من "الفضل بن الربيع" وزير الأمين الذي زين له أن يخلع أخاه من ولاية العهد ويجعلها في ولده من بعده، وقد راقت هذه الفكرة للأمين فعمل على تنفيذها على مراحل، فبدأ ببذر الفتنة وقطع صلة الرحم فزاد في الإيذاء والضرر لأخيه المأمون، فجرد الخليفة من بغداد جيشاً تعداده 40 ألف مقاتل ووجهه إلى خراسان لإخضاع المأمون والإتيان به أسيراً أو قتله إن قاوم وركب رأسه. واستشار المأمون وزيره الناجح "الفضل بن سهل" فأشار إليه بعدم التخاذل والضعف فلابد من مقاومة جند الأمين، وفعلاً التقى الجيشان في معارك ثلاث وكان النصر فيها حليف جيش المأمون وهزم جيش الأمين شر هزيمة، وقتل الأمين عندما ولى هارباً على يد طاهر بن الحسين ثم حمل رأسه إلى المأمون فبكى وحزن لما آل إليه أمر الخلاف بينه وبين أخيه، وهكذا انتهى أمر الأمين ودوره من على مسرح الحكم وبدأت الدولة العباسية عهداً جديداً هو عصر المأمون بكل ما في الكلمة من معنى، وكان ذلك سنة 198هـ. أهم أعمال المأمون: - يعتبر عصر المأمون العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، فقد كان المأمون نفسه على درجة كبيرة من الثقافة، شجع العلماء والأدباء، وأجزل لهم العطاء، وأسس المرافق العلمية المختلفة والبيمارستانات والمراصد، وشجع الترجمة، حيث قطعت الحضارة الإسلامية في العصر العباسي شأواً بعيداً في مضمار التقدم، ومن أهم أعماله: أولاً: استعادة بغداد: بعد انتهاء الفتنة التي دارت بين الأمين والمأمون، كان متوقعاً أن يكون للعنصر الفارسي الذي شد عضد المأمون تأثيرا كبير على سياسته الداخلية فاعتمد على وزراء ومستشارين من الفرس، كالفضل بن سهل والحسن بن سهل. بل عمل على تحويل الخلافة العباسية إلى آل علي بن ابي طالب رضي الله عنه، حينما جعل ولاية العهد في "علي رضا" بتأثير من أولئك الوزراء فلم ترض هذه السياسة أنصار العباسيين، وخرجت بغداد وبايعت بالخلافة إبراهيم بن مهدي. عل المأمون وعندما شعر بالخطر قرر المسير إلى بغداد، وفي الطريق توفي "علي رضا" والفضل بن سهل في ظروف غامضة، فقام بإعادة الأمر إلى العباسيين، وعندما صار المأمون على مشارف بغداد خرج الناس للقائه وخلعوا عمه وبايعوه وذلك سنة 204هـ. ثانياً: القضاء على حركة آل علي بن أبي طالب: كانت سياسة المأمون كما أسلفنا تقوم على تقريب آل علي بن أبي طالب حتى كاد ينقل الخلافة إليهم، ومع ذلك فلم يسلم عهده من ثوراتهم، حيث خرج محمد بن جعفر بن محمد بن علي "زين العابدين" وبويع بالخلافة في مكة غير أن المأمون أرسل إليه جيشاً فقضى على ثورته وظفر به ثم عفا عنه وأطلق سراحه. ثالثاً: الولايات في عهده: كانت أولى الولايات التي انفصلت عن الدولة العباسية هي الدولة الأموية في الأندلس التي استقر بها الأمير عبد الرحمن بن معاوية في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور ثم تبعتها بعد فترة دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى وبعض دويلات الخوارج، وقد ترتب على قيام هذه الدول أن عمدت الدولة العباسية منذ عهد الرشيد إلى إنشاء حزام من الإمارات شبه مستقلة، مثل دولة بني الأغلب في تونس، ودولة بن زياد في اليمن تحكمها أسرة موالية للخلافة بإمكانها التصدي للأخطار المحدقة بالخلافة من ناحية وأن تدعم وجودها من ناحية أخرى، أما الدول التي استقلت في عهد المأمون فهي: 1- الدولة الزيادية في اليمن: وذلك أنه عندما تولى المأمون الخلافة شعر بضرورة الحيلولة دون وقوع اليمن ضحية للفتن، فعين محمد بن إبراهيم الزيادي أميراً عليها سنة 204هـ فقام بالقضاء على عناصر الفتنة وظلت الأسرة الزيادية تحكم اليمن مدة طويلة. 2- إمارة خراسان: وكان أميرها طاهر بن الحسين أحد قادة المأمون الذين أبلوا بلاء حسناً في تثبيت أركان الخلافة وقد كافأه المأمون بولاية خراسان التي استمرت في عقبه ردحاً من الزمن. رابعا : حمل الناس على القول بخلق القرآن كان المأمون محبا للعلماء مقربا لهم وقد استطاع ابن أبي دؤاد عالم المعتزلة في زمانه القرب منه والاستحواذ عليه فزين له حمل الناس على القول بخلق القرآن وتشدد في ذلك فأثار المأمون هذه الفتنة ودعا الناس إلى القول بها وتهدد وتوعد كل من لم يجب من الفقهاء والعلماء والدعاة وقد استمرت الفتنة على ذلك ولقي الناس بلاء وشدة من هذا الأمر وثبت من ثبت من العلماء رغم ما تعرضوا له من التعذيب والإيذاء حتى انتهت هذه الفتنة في عهد الخليفة المتوكل على الله . أخلاقه: كان المأمون من أكثر بني العباس حزماً وعزماً وهيبة وحلماً وكان فصيحاً مفوهاً وخطيباً بارعاً، يعد من أكثر بني العباس ثقافة وإطلاعاً، أكرم العلماء وقربهم إليه، ولكنه انغمس في التيارات المذهبية التي كانت سائدة آنذاك وحاول حمل الناس على مذهبه في الاعتزال وهو: القول بأن القرآن مخلوق وغير منزل وقد نكل المأمون بالعلماء الذين لم يوافقوه على ذلك المذهب ومن أشهرهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. وفاته: توفي أبو العباس عبد الله بن المأمون خلال إحدى الغزوات التي كان يقودها ضد الروم سنة 218 ودفن في طرطوس.





مشكووووووووووووووووووورة اختي (( المبرمجة)) وما قصرتي

في ميزان حسناتج يالغاليه...

و يعطيييييج ألف عافيه ع المعلومات

اختج:: عيناوية و افتخر..~





مشكوووورهـ المبرمجهـ وما قصرتي يعطيج 1000 عافيهـ وان شاء الله في ميزان حسناتج