عنوان الموضوع : تقرير عن أبو الطيب المتنبي تعليم الامارات
مقدم من طرف منتديات بيت الامارات النسائي


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


أبو الطيب المتنبي ( 915 ـ 965 م ) / 303 ـ 354 هـ )
1 ـ حياته : ولد المتنبي في الكوفة ، واشتهر منذ حداثته بحدّة الذكاء ،
وقد أختلط بأعراب السماوة واخذ عنهم ملكة اللغة ، ثم طلب المجد والسيادة
بشعره ، ولما أخفق طلبهما بسيفه فقادر ثورةً كانت نتيجتها السجن
والإخفاق أيضاً 0
واتصل المتنبي ببدر بن عمّار في طبرية ثم ما عتّم أن تركه بسبب الحسّاد
واتصل بسيف الدولة أمير حلب ولزمه تسع سنوات كانت أطيب حقبه في
حيات المتنبي ثم تركه وقصد كافوراً بمصر طامعاً في ولاية وعده بها
الأمير الاخشيدي ثم أخلف وعده فانحرف عنه المتنبي وهجاه ثم راح
يضرب في البلاد متقلباً بين العراق وفارس متصلاً بابن العميد وعضد الدولة
ثم قتل في طريقه إلى بغداد 0
2 ـ آثاره : لأبي الطيب ديوان كان هو أول من جمعه ، وقد شرحه الكثيرون
منهم العكبري واليازجي وتعددت طباعته ،
3 ـ شخصيّته في شعره : كان شعر المتنبي شديد اللصوق بشخصيّته
فكان صورة لنفسه في جميع احوالها : في مجازفتها وفي تقديسها للقوة ،
وقد انقسم شعره بالنظر إلى بروز شخصيته إلى أربعة أقسام : قسم هو
شعر الفتوة ، يتضمن الفخر والتهديد ، وقسم قيل عند سيف الدولة ، وقسم
قيل في مصر وقسم قيل في فارس والعراق ،
4 ـ فنونه الشعرية :
1 ـ المدح : يشغل المدح القسم الأكبر من ديوان المتنبي ، وقد مدح نحواًمن
خمسين شخصاً أشهرهم سيف الدولة 0 وكان أسلوبه أيضاً الأسلوب القديم مصطبغاً بثورة نفس الشاعر 0 أما قيمة مدح أبي الطيب فحقيقة لما يتجلى
في شعره من خبرة بالأخلاق ، وتصوير رائع 0 وعلو نفس 0 وشدة جرس موسيقي 0 وفي مدح المتنبي أيضاً تحسينات بديعية موفقة 0
2 ـ العتاب : عتاب المتنبي أشبه بمحاسبة ، فيها روعة 0
3 ـ الرثاء : كان المتنبي يلجأ في رثائه إلى ضرب الحكم وبسط فلسفة متشائمة ولكنه في رثاء من يحبهم كان يضطرم عاطفة 0
4 ـ الوصف : توفر المتنبي على وصف الأخلاق وقد أنصرف إلى وصف بعض المشاهد الطبيعية والحيوانية 0
5 ـ الهجاء : هجاء المتنبي انتقام لكرامته ، والمتنبي لا يعرف إلى الطعن الجارح البليغ 0 وقد يعمد إلى السخر وهو فيه ماهر 0
6 ـ الفخر : أبو الطيب يفخر في جميع أحواله ، وقد كاد يحصر فخره في نفسه مطرئاً عزمه وصبره وتصلبه 0
7 ـ الغزل : غزل المتنبي ضعيف العاطفة تقليدي في مجمله 0
5 ـ المتنبي شاعر الحكمة : فلسفة المتنبي :
1 ـ ما المقصود من فلسفة المتنبي : ليس المتنبي فيلسوفاً بمعنى الكلمة الصحيح ولكن له خطرات في الحياة والاحياء 0
2 ـ مصدر فلسفته : مصدر فلسفته نفسه وتجاربه وإلهامه 0 هي فلسفة الأمل الطامح المؤمن بالقوة 0
3 ـ موضوعات فلسفته : صرف المتنبي همه إلى الإنسان في حياته واخلاقه وعواطفه وعلاقته بالجماعة التي يعيش فيها : فالحياة في نظره مسرح من مسارح تنازع البقاء وساحة حرب ودار فناء ، وهي مع ذلك محببة إلى كل إنسان 0 والموت أمر محتوم ينبغي استقباله من غير جزع 0
4 ـ قيمة فلسفته : ليست فلسفة المتنبي فلسفة حيرة ، وانما هي اعتماد شديد على الفكر الجازم ، وقد جمعت بين القوة والإيجاز والأحكام في التعبير 0
6 ـ المتنبي الشاعر القومي : كان المتنبي بدوي النزعة ، خالص العروبة ، يقدس القومية العربية ويؤثر الجنس العربي ، وقد ظهرت قوميته في نواحي كثيرة من شعره ، فحرض على خلع الكلمة وخلع النير الأجنبي 0 عندما شاهد ضآلة العرب وانحلال السلطان العباسي ، وكان أحسن شعره في تمجيد العرب ما قاله عند سيف الدولة0 وكانت طريقته في ذلك جديدة ، ينظر فيها إلى العروبة في مداها الرحب الشامل 0
7 ـ شاعرية المتنبي : كان المتنبي ذا عقل قوي زادته التجارب غنى فأتى بالعجيب من الأفكار وان لم تخل تلك الأفكار من شذوذ وتطرف أحياناً وكان أخيراً ذا عاطفة بعيدة الغور بالغة الشدة قد صفتها يد الألم فانفجرت متنوعة وبعيدة الأصداء 0
8 ـ فن المتنبي : فن المتنبي فن شخصي يصدر عن النفس ويصطبغ بألوانها ، ومن ثم كان متنوعاً فيه قوة وضخامة تتجليان في المعنى والمبنى 0
9 ـ شهرة المتنبي وخلوده : كانت شخصية المتنبي واوجه شعره المختلفة من أهم عوامل شهرته 0 وقد اتسعت الحركة المتنبئية اتساعاً عظيماً فشملت العهد العباسي وعهد الانحطاط وعهد النهضة ، وذلك في الشرق وفي الغرب 0
1 ــ أصله ونشأته ( 915 ـ 928 م / 303 ـ 316 هـ )
أبو الطيب أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي من أصل عربي جعفي ينتهي إلى كهلان من القحطانية 0
ولد في الكوفة سنة 915 من أسرة وضيعة في محله تدعى (( كندة )) فنسب إليها وكان أبوه سقاء في الكوفة يستقي على جمله لأهل محله كندة ويعرف القوم بعبدان السقاء ، والمرجح أن أمه ماتت وهو طفل ، فقامت له جدته مقام الأم 0
ونشأ الفتى في الكوفة ، أحد مواطن الحضارة العباسية وأهم مواطن للشيعة من قديم ، وما عتم أن أشتهر بقوة الذاكرة وشدة النباهة والذكاء ، والجد في النظر إلى الحياة والمقدرة على نظم الشعر 0
وفي سنة 925 م ( 312 هـ ) استولى القرامطة على الكوفة ، ففر الشاعر مع ذويه إلى السماوة الشرقية ومكث فيها سنتين اختلط خلالها بالبدو وحتى تمكن من ملكة اللغة العربية الأصيلة ، ثم عاد إلى الكوفة سنة 927 م ( 315 هـ
واتصل بأحد أعيانها أبي الفضل الكوفي 0
2 ـ طالب المجد والسيادة ( 928 ـ 937 م / 316 ـ 326 )
1 ـ بالشعر : ثم قدم بغداد مع أبيه في أواخر سنة 928 ، حيث مدح محمد بن عبدالله العلوي ، إلا أنه هجر عاصمة الخلافة بعد حين قاصداً الشام 0
2 ـ بالثورة : بلغ المتنبي اللاذقية في أواخر سنة 933 م / 321 هـ وفي نفسه غيظ واحتدام طاغيان ، فاتصل هناك ببعض أشخاص ينزعون إلى المذهب القرمطي وبث آراءه الثورية 0
واتسمت ثورته فيها بصبغة علوية فقبض عليه وآلي البلدة وسجنه حتى لا ينتشر أمره ، ثم أطلقه ومرة أخرى في السماوة اذ خرج إلى بني كلب وادعى أنه علوي فتبعه قوم من الأعراب 0
3 ـ عند أرباب بن عمار ( 939 ـ 941 م ـ 328 ـ 330 هـ ) : كان بدر عربياً يتولى الجيش في طبرية فلزمه المتنبي نحو سنتين وقد لقي فيه ضالته المنشودة من كرم ورجولة ومجد قومي 0 ولكن الحساد لم يدعوه يتمتع طويلاً بهذه الحظوة اذ اثاروا خلافاً بينه وبين بدر أدى إلى ابتعاد المتنبي ، وعاد الشاعر إلى تنقله وذلك من سنة 941 م إلى سنة 947 م وفي تلك الأثناء ورد عليه خبر بوفاة جدته فنظم فيها رثاءه المشهور الذي طواه على كل ما في نفسه من مرارة 0
4 ـ مقتله : ترك المتنبي شيراز وعاد إلى ارجان ، ووقف قليلاً في واسط بالعراق ، ثم نوى الوصول إلى بغداد ، فحذر كثيراً من اللصوص الذين يكمنون ي الطريق من واسط إلى بغداد إلى أنه لم يصغ إلى أحد وسار مع أبنه وبعض غلمانه فعرض له فاتك بن جهل الاسدي في رهط ، وكان الشاعر قد هجا أخته ، فقتل المتنبي وتناثر ديوانه الذي خطه بيده وذلك في شهر ايلول من سنة 965 م ( رمضان 354 هـ ) بعد حياة حافلة بالطموح والفشل 0



يتبع ..



الملفات المرفقة


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

2 ـ آثاره :
1 ـ في النثر : لأبي الطيب نثر لم يبلغنا منه إلا النزر اليسير ، وهو يمتاز بمتانة سبكه ، وحسن تنميقه ، إلا أن قيمة المتنبي تقوم على شعرة 0
2 ـ في الشعر : الديوان : للمتنبي ديوان كان هو أول من جمعه ورتبه وقرأه الناس عليه ، وأملي شرحاً لبعض أبياته ، وناقشه فيها من أخذوا عنه وقد روى الديوان عن أبي الطيب ثقات ، منهم أبو الفتح ( 1001 ) الذي شرحه وناظره في كثير من أبياته ، وعلي بن حمزة البصري ( 985 ) الذي نزل المتنبي داره حينما قدم بغداد بعد مغادرته مصر 0
وقد تعددت شروحات ديوان المتنبي والتعليقات عليه ، حتى بلغت نحو الخمسين مصنفاً 0
وكذلك تعددت طبعات الديوان وم أحسنها وأوفاها طبعة الشيخ إبراهيم اليازجي في بيروت سنة 1887 0
ويجمع الديون كل مابقي من شعر المتنبي إلا شذرات لا يعبأ بها ، ويدور شعر المتنبي على المدح ، والرثاء ، والهجاء ، والفخر ، ويتخلل ذلك غزل ، ووصف ، وحكم 0
وينقسم الديوان إلى قسمين كبيرين : القسم الأول يتضمن ما قاله الشاعر في صباه ، والقسم الثاني يتضمن ما قاله الشاعر بعد أن نبه أمره 0
3 ـ شخصيته في شعره :
1 ـ لصوق شخصيته بشعره : لم يكن شعر المتنبي سوى عبارة عن خلجات نفسه ، وصورة لاحواله المختلفة ، ولا عجب في ذلك ، لان المتنبي قال أكثر شعره ، وهو يتقلب بين الأمل والألم ، وقد غلب عليه الإبداع ، إلا حين يثب به أمل واسع أو يضطرم في صدره غيظ صاخب 0
2 ـ شخصيته والعوامل التي كونتها : لقد شغف المتنبي بالمجد وطمح إلى السيادة والانفراد ، فكان به شبه جنون بالعظمة ، تغريه بها قوة بنيته ، واندفاع عاطفته ، وفرط اعجابه بنفسه فهو في نظر ذاته فوق كل شي 0
3 ـ مظاهر شخصيته في شعره : يسعنا أن نتبين في ديوان المتنبي ، باعتبار بروز الشخصية ، أربعه أقسام رئيسية تناسب اطوار حياة الشاعر 0
أما القسم الأول فيشمل ما فاله المتنبي قبل اتصالة بسيف الدولة 0 وهو شعر الفتوة ، فكان شعر المتنبي اذ ذاك فخرا ً وتهديداً يلهج فيه الشاعر بالمجد والسؤدد ، والغلبة والملك ، ويذكر مطامعه الجسام ويرى نفسه أحق بالسيادة ممن سادوا :
لا تحسن الوفرة حتى ترى منشورة الضفرين يوم القتال
عــلى فـتى معتقل صعدة يعلها من كل وافي السبال
وإذا أحب المغامرة والتغرير بالنفس يتردد صداه بين أبياته
أفاضل الناس أغراض لدى الزمن يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
مدحت قوماً وإن عشنا نظمت لهم قصائداً من إناث الخيل والحصن
تـحــت العجاج قـوافيها مضـمــرة إذا تنـوشدن لم يــدخلن في أذن
وأما القسم الثاني : فهو ما قاله في حلب عند سيف الدولة ، وقد بلغ من العمر الرابعة والثلاثين ، وذاق من الدهر حلوه ومره ، وخبر الناس وسبر أعماق قلبه
هو شعر من ظفر ونال بغيته وإن لم يمت حساده ، وإنا نلمس في هذا الشعر قلب الشاعر المنتفض بالفرح والاعتزاز ، العامر بالثقة ، كما نلمس قلبه الدامي
ومن قوله يمدح سيف الدولة :
إذا الدولة أستكفت به في ملمة كفاها فكان السيف والكف والقلبا
تهب سيوف الهند وهي حداد فـكـيـف إذا كانت نــــزارية عــــــربا
ومن قوله في إحدى ساعات ألمه وثوراته النفسية 0
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وأما القسم الثالث من شعر المتنبي فهو الذي قاله بمصر بعد مغادرة سيف الدولة وبيئته العربية 0
ولقد اظهر فيه أبو الطيب مقدرة جديدة مكنته من نظم قصائد تعد من أبرع الشعر السخري وأمهره 0
لقد علمت مصر المتنبي الحزن الطويل العميق والتأمل الذي كاد يرقي به إلى الفلسفة ، كما علمته الهجاء اللاذع الممض الذي يبقى على الدهر ولا يخلو من نفع وموعظة ومن أقوال المتنبي إذ ذاك :
إذا ســــاء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم 000
فأحسن وجه في الورى وجه محسن وأيـمــن كـــف فيهم كــــف منعم
مـــــا كـل ما يتمنى الــمــرء يــدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
وأما القسم الرابع والأخير من شعر المتنبي فهو ما قاله بعد مغادرته مصر ، في فارس والعراق 0
وألق الشرق منها في ثيابي دنــــانــيـــر تـــفـر مـــن البنان
لــهــا ثــمــر تشير إليك منها بـــأشــربة وقـفـــن بــــــلا أوان
وأمــواه تــصل بها حصــاها صليل الحلي في أيدي الغواني
وهكذا قد اتسم شعر المتنبي بميزات أطوار حياته ، وكان سجلاً لمختلف ما تقلب عليه من أحوال نفسية ، حافظاً على صور ثورته وهيجائه ، وطموحه وحرمانه 0
4 ـ فنونه الشعرية :
لقد شارك المتنبي من سبقه من الشعراء في ولوج الأبواب الشعرية المعهودة ، في مدح ورثاء ووصف وهجاء وفخر وغزل وما إلى ذلك 0
وسوف نبحث الآن في أهم الفنون الشعرية التي تناولها أبو الطيب ، مبينين ما له في كل منها 0
1 ـ المدح :
1 ـ محله في ديوانه وفي حياته : يشغل المح القسم الأكبر من ديوان المتنبي ولا عجب فقد اتخذ الشعر كما أتخذه جميع شعراء عصره تقريباً 0 وسيلة للعيش وبلوغ المجد 0
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
وكان يستمر على الثناء ما استمر العطاء ، حتى إذا غفل عنه انقلب وراح يضرب في البلاد ناقماً ، ولقد أدت به بعض الأحوال إلى سلق ذوي نعمته بألسنة حداد ، وما ذلك إلا لأنه شديد التقدير لشعره 0
2 ـ ممدوحوه : مدح المتنبي نحواً من خمسين شخصاً 0 وأكثرهم من ذوي الرتب العالية ، نذكر منهم سيف الدولة الحمداني ، أمير حلب ، وقد خصه المتنبي بنحو ثلث ديوانه 0 وبدر بن عماد عماد ، القائد العربي ، وكان يقر به من الشاعر بغضه للعجم ونقمته عليهم 0
3 ـ معاني مدحه : أما معاني مدحه فهي التي تعودنا سماعها عند جميع الشعراء المداحين ، من كرم وشجاعة ، ورجاحة عقل ، وكان وسعه إدراك وقوة حزم وحسن تدبير وفتك شديد بالأعداء وما إلى ذلك 0
4 ـ أسلوبه في مدحه : إن أسلوب المتنبي في مدحه هو الأسلوب القديم فتراه يستهل القصيدة بالغزل ووصف المطية والسير إلى الممدوح حتى يتخلص إلى المدح 0 وكان أبو الطيب قبل اتصاله بالحمدانيين ، يبداأ مدائحه عادةُ بنفسه ، فيمجدها ، وكيف ينساها ، وفي نضره إن مدحاً يصدر عن رجل يتصف بما ينسبه إلى نفسه من المناقب الفريدة يرفع من قدر الممدوح 0
5 ـ قيمة مدحه : قيمته الأدبية : في مدائح المتنبي معان ساقطة وألفاظ مبتذلة وتعابير معقدة وفيه مغاليات بالغة ، ولا سيما في وصف القوة ، حيث يعمد الشاعر إلى تشابيه شاذه فاسدة الذوق أو قليلة الاحتفال بحرمة الأشياء المقدسة 0
قيمته التاريخية : كان المتنبي أعظم المغنيين بحروب العرب ضد الروم 0 كما تغني بالحروب التي نشبت بين سيف الدولة والقبائل العربية وموقفه من الروم موقف العدو الناقم الذي يفرح بانكسارهم ويغالي في السخر منهم وإظهار جانب السوء فيهم ، أما موقفة من القبائل العربية وهو العربي الصميم فموقف العاطف المضطرب بين الاشادة بانتصار الأمير عليها والتحسر على ما أصاب القبائل ومحاولة الاعتذار عنها 0
ولقد حفل شعره بالمعلومات التاريخية وهو شاهد عيان سجل كل موقفه بقصيدة أو أكثر 0 وذكر أسماء الأماكن ما أغفل بعضه المؤرخون ومن تفاصيل المكان والزمان ما له أهميته في التاريخ ، وأشاد بمهارة سيف الدولة ودرايته الحربية وسرعة أنقضاض جيوشه والهزائم المختلفة ووصف أسلحة الروم وضخامة جيوشهم وحسن نظامها على ما هنالك من المغالاة 0
أتوك يجرون الحديد كأنما سروا بجياد ما لهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمائم
2 ـ العتاب : كان المتنبي يقحم العتاب أحياناً في مدحه ، ومن أشهر ما قال في العتاب ميميته في سيف الدولة ، ومطلعها :
واحر قلباه ممن قلبه شيم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
وفيها ما قال :
ي أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
3 ـ الرثاء : تناول المتنبي الرثاء في عدة قصائد وأهم مرثييه جدته ، وأم سيف الدولة وأبنه وأختاه الكبرى والصغرى ، ومحمد بن أسحاق التنوخي ، وعمه عضد الدولة 0
ولكنه كان يشعر في رثاء في رثاء من يحبهم ، بحزن عميق جبار ، يزعزع كيانه فينفث أبياته مثقله ، يرجفها الألم النفسي الثائر المتجهم كا لابيات التي قالها في جدته وكان يحبها حباً جما لحنانها وعطفها عليه :
أحن إلى الكأس التي شربت بها وأهوى لمثواها التراب وما ضما
أتـــاها كتــابي بعد يـــأس وترحة فماتت سروراً بي فمت بها ضما
حــرام عــلى قـلـبي السرور فإنني أعد الذي ماتت به بعدها سما
4 ـ الوصف : 1 ـ محله وموضوعه : يشغل الوصف حيزاً رحباً في ديوان المتنبي وهو منثور في القصائد المختلفة 0
2 ـ أسلوبه وقيمته : للمتنبي أسلوب خاص في الوصف اكثر ما يبدو في وصف الطبيعة فتراه يحرص على التأثير القوي فيتوفر على الخطوط مهملاً التفاصيل التي لا تزيد صورته روعة وأثراً 0
ومع أن المتنبي اشد براعة في تصوير الأخلاق ، لا تخلو قصائده من نظرات يلقيها عرضاً على جمال الكون فتوحي إليه بلوحات رائعة فيها دقة الملاحظة والتعبير المحكم ، الذي تحس فيه على إيجازه يخفق الحياة 0
إلا أن أروع شعره الوصفي هو ولا ريب ماورد في قصائده الحربية وليست تلك القصائد كالشعر الملحمي الغير الشخصي الذي نعهده في سائر اللغات 0
أتـــوك يــجـــرون الحــديد كــــأنما سرورا بجياد ما لهن قوائم
إذا بــرقـــوا لم تعرف البـــيض منهم ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمائم
ولا عجب فهذا الشاعر الذي يتعمد القوي من الموضوعات والقوي من الأقوال كان حرباً بحكم الحال ، أن يبدع في وصف المعارك والحروب 0
5 ـ الهجاء 1 ـ محله والداعي إليه : لم يكن للمتنبي ولع خاص بالهجاء ، ولم يكن ميالاً إليه من طبعه لأن نفسه الكبيرة كانت مشغولة بجو من العظمة بعيد عن مثل هذه الملاهي السخيفة ، ولذلك ندر الهجاء في ديوانه 0
2 ـ أسلوبه وقيمته : لم يكن المتنبي ممن يحسنون دغدغة المهجو والهزء به بطرقة ناعمة فهو لا يعرف إلا الطعن الجارح البليغ ، يسخط بقوة ويثور بقوة ويرمي مهجوه بقوة من غير ترو ولا هواداة ، ينفث كل حقده حتى لا يترك رجاء لشدة ما يضمر من السخط 0 وقد جمع إلى الحقد أداة أفعل من الهجاء أداة السخر والمتنبي يعد من أقدر أربابة في الأدب العربي وهو يستمده في عين حادة وحقد جبار واحتقار كبير وكبرياء شديدة الانفة ويتجلى تهكمة حتى في الفاضة قال يهجو كافوراً 0
وتعجبني رجلاك في النعل إنني رأيتك ذا نعل أذا كنت حافيا
فإن كنت لا خيراً أفدت فإنني أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا
ومثلك يوتي من بلاد بعيدة ليضحك ربات الحداد البواكيا


يتبع ,,




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

6 ـ الفخر : 1 ـ محله والداعي إليه : الفخر كثير من ديوان المتنبي وهو مبثوث في جميع قصائده تقريباً ، وان لم يستغل بواحدة منها فأبة الطيب يفخر في جميع أحواله سواء رثى أم مدح أم هجاء أم غزل أم شكا ، ولا عجب فهو لا يرى له مثيل في الوجود 0
2 ـ موضوعه : قل فخر المتنبي بقومه 0 وإذا فخر بهم أوجز وأجمل لقلة ما عرف عن آبائه الأقربين من المآثر والمفاخر ، ولأنه كان يعد نفسه مفخرة قومه
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت ، لا بجدودي
ولذلك حصر فخره في نفسه ، مطرئاً عزمه وصبره وتصلبه وخبرته 0
وهو يحب أن يتمثل بعنترة ، فيصف نفسه في المعمعة يوقع بالعدو المذعور بالسيف والرمح وكم تسمعه يتغنى بشاعريته ذاكراً مقدرته في الشعر وأنقياد القوافي له 0
أنام مل جفوني عن شواردها ويسهر الناس جراها ويختصم
وسيرورة شعره :
وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشداً
وبها منظوماته وحسن سكبها :
وما قلت من شعر تكاد بيوته إذا كتبت يبيض من نورها الحبر
3 ـ أسلوبه وقيمته : فخر المتنبي صريح جري بل مغال فيها في حد مفرط لإلا أن فيه من الانفه والترفع عن الدنايا وجمال الصفات الرجولية وانفاع الروح الشعرية النابضة ما يغطي شيئاً من تلك المعايب الضخمة 0
7 ـ الغزل :
لم يتوفر المتنبي على الغزل وكيف يرتاح إلى النسيب قلب شغله طلب المعالي وكيف تتوق إلى مجالسة النساء نفس مشغوفة بالقوة وبكل قوي وإن جرى له أن يميل إلى إمرأة آثر البدوية التي تمثل الطبيعة الفطرية البعيدة عن التصنع وتذكر البادية مربية ذوقه 0
5 ـ المتنبي شاعر الحكمة : فسفة المتنبي :
1 ـ ما المقصود من فلسفة المتنبي ؟ لم يكن المتنبي فيلسوفاً بمعنى الكلمة الصحيح إذ ليس له آراء شاملة في أصل العالم أو الحياة أو الأخلاق ، يقوم عليها نظام من الفكر متصل متماسك وإنما له خطرات في الحياة والأحياء منثورة هنا وهناك 0 لا يجمع بينهما سوى نفس الشاعر والجو الذي يسبح فيه ويتشر به وهو لا يتوفر على تعليل هذه الخطرات ودعمها منطقياً بتؤدة وإسهاب ، شأن الفلاسفة ولاكنه شديد الاعتقاد بها شديد الاثبات لها وكثيراً ما يدعمها بصورة مؤثرة أو دليل موجز يقر أن صحتها في نظره بقوة جازمة 0
2 ـ مصدر فلسفة المتنبي : أما مصدر حكمة المتنبي فهو قبل كل شي نفسه وتجاربه وإلهامه ، لا دراسة الفلسفة أو التأملات في ما وراء الطبيعة ووراء الزمان والمكان وإن كان قد استقى أحياناً بعض حكمة مما وصل إليه من نظريات اليونان 0
3 ـ موضوعات فلسفته : قلما تعرض المتنبي لنظريات في مبدا العالم ومنتهاه وإنما صرف همه إلى الأنسان في حياته وأخلاقه وعواطفه وعلاقته بالجماعة التي يعيش فيها 0
4 ـ ميزات فلسفة المتنبي : ليس أبو الطيب من ذوي الحيرة والتردد في آرائه شأن أبي العلا فهو يجزم في خواطره حتى الغريبة منها كأنه يسن شريعة ويعتمد على فكرة اعتماداً شديداً مطلقاً 0
وقد بلغ في نظم آرائه أرقلى غاية في التعبير ففاق شعراء الحكم جميعاً في الجمع بين القوة والإيجاز والأحكام فجاءت أبياته عذبه بليغة تنبض حياة وقوة وتشمل آفاقاً شاسعة ومعرفة عميقة للنفس الإنسانية لقنته أياها الآلام والأسفار والتجارب الواسعة فاستطاع كما قال الشيخ إبراهيم اليازجي أن ينطق بألسنة الحدثان ويتكلم بخاطر كل إنسان زد على ذلك تعليم إخلاقية سامية تلقن الترفع في الدنايا والصبو أبداً إلى كل رفيع والإقدام الجري الذي يحطم كل صعوبة ، وهكذا جاءت حكم المتنبي قسم كبير منها قيماً إنسانية رفيعة تسمو إلى مرتبة الشعر الخالد 0
إلا إن هنالك بعض الآراء التي ينقصها الأتزان فقد كان الشاعر إبان شبابه متهوراً في حب الثورة والدمار وطلب الآمال الخيالية التي لا قرار لها ولا سبيل إلى تحقيقها ثم هبطت ثورته أثناء كهولته 0 إلا إن بعض آرائه اتسم اذ ذاك بلون من التشاؤم كثيف يزيدة ضعف العقيدة الدينية أدلهما ما 0


يتبع ..




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

ولقد كانت مواطن كثيرة من حكيمات المتنبي نواة لفلسفة أبي العلا أكسبها المعري إتساعاً وإسهاباً ولكنة أفقدها روعة أصولها 0
6 ـ المتنبي الشاعر القومي :
1 ـ المتنبي والنفس العربية : لقد صحب المتنبي العرب في البادية أثناء صباه وظل سحابة حياته بدوي النزعة 0 خالص العروبة يقدس القومية العربية ويؤثر الجنس العربي وقد أدرك وأنمى في ذاته أظهر شمائل النفس العربية كالسخاء والأنفة والجلد والبسالة والطموح إلى السيادة والمجد وأحبها في نفسه وصورها في شعر خالد 0
ذل من يغيض الذليل بعيش رب عيش أخف منه الحمام
مــن يــهـن يسهل الهون عليه مــــا لــجــرح يمــيــت إيلام
2 ـ المتنبي والدعوة إلى القومية العربية :
وقد ظهرت قومية المتنبي في نواح متعددة من شعره فتسمعه يحفز العرب على جمع كلمتهم لتحطيم نير السلطات الأجنبية والتحرر من قيودها مبيناً بقوة وجلاء ضرورة إستيلاء العرب على أزمة الحكم وإعادة الملك العربي إلى صفائه وصحته 0
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكها عجم
لا أدب عندهم ولا حسب ولا عهود لهم ولا ذمم
لكل أرض وطئتها أمم ترعى بعبد كأنهم غنم
أما سبب هذه الدعوة النابضة فضآلة أحوال العرب في ذلك الزمان وما كان عليه السلطان العباسي وقد آذن بالأفول من تضعضع وإنحلال لكثرة ما ضم من أقطار متفرقة لا تجمعها قوة حازمة وشعوب مختلطة مختلفة النزاعات 0 كثيرة المذاهب والشيع 0
3 ـ نضال المتنبي وأخلاصه : ثم أخذت تبدو مظاهر يقظة عربية فراح المتنبي منذ صباه في سبيل استعادة المجد العربي 0
4 ـ طرقة نضاله وجدتها : ولا ريب أن هذا الضرب من الشعر القومي كان مجهولاً عند العرب الأقدمين فالجاهليون والأمويون كانو يفاخرون أحياناً بقبائلهم المختلفة إلا أنهم لم يتناولو قط معاني القومية العربية ولم يجدو ضرورة الدفاع عنها أذ كانوا بأجمهم صريحي العروبة لا يناوئهم فيها أحد أما الشعراء العباسيون فقد كانوا في سوادهم من أصل غير عربي ينحازون إلى نزعة شعوبية محقرة للعرب وإن وجد بينهم من دافعو عن العرب فإنهم لم يأتوا ما أتاه المتنبي من قوة قاهرة بل سلكوا على العموم سبيلاً غير سبيله 0
7 ـ شاعرية المتنبي :
أوتي المتنبي عبقرية خصبة تهيأ لها من الثقافة والمؤثرات الخارجية غذاء ملائم ساهم أحسن مساهمة في إنمائها وإنضاجها وإبرازها في سعة مداها 0
1 ـ العقل : فقد وهب عقلاً قوياً سمحاً لا يضيق على نفسه في دقائق الأمور ولا يحفل بالطرائق المنطقية ولكنه عجيب الالتفات قدير على اكتشاف المعاني السامية تمر عليه ومضات تكشف له في لحضه واحدة عوالم جديدة وافرة الغنى ، وقد أضاف المتنبي إلى موهبته الطبيعة ما حصل من ثقافة واسعة في العلم والفلسفة والمذاهب العقلية الشائعة قي عصره وفي اللغة وهو يعد من أيمتها المبرزين ، وما توفرله من تجارب وملاحظات في أسفاره الكثيرة فأضحت مقدرته على الأبداع أوفر سلاسة ولباقة واكتسبت أفكاره ومعانيه نضوجاً وثباتاً 0
أي محل أرتقي أي عظيم أتقي
وكل ما قد خلق وما لم يخلق
محتقر في همتي كشعرة في مفرقي
2 ـ العاطفة : ليست عاطفة المتنبي تلك العاطفة الرقيقة المرهفة السريعة التأثر أنما هي عاطفة بعيدة الفور وبالغة الشدة تأتي إذا تأثرت من الاحساس ولقد أكسبتها الحياة التي خاض المتنبي غمارها وأدرك جميع ألوانها ثروة كثيرة التنوع فعرفة نشوة الآمال والثقة وألم الخيبة ومرارة الألم واندفاع الثورة والحماسة والإعجاب وانتفاض البغض والحقد والتهوس والاضطراب وما إلى ذلك من العواطف الإنسانية 0
3 ـ الخيال : أما خياله فله مثل ما لعقلة من قدرة الأبداع وفتح أجواء فسيحة جديدة ومثل ما لعاطفته من ولع بالكبير الفخم القوي 0
8 ـ فن المتنبي : ليس المتنبي من الفنانين الذين يتوفرون على تزيين المعاني وإحراجها ابداً في ثوب منمق زاهي الألوان إنما فنه هو بمجمله فن الطبيعة الحية المتدفقة ، هو الفن الشخصي الذي يصدر عن النفس ويضطبغ بألوانها ومن ثم رجعت ميزاته إلى ما يلي :
1 ـ الشخصية : كان المتنبي قبل أكتماله الشخصي وقبل أتصاله بسيف الدولة شديد التأثر بالأساليب الغير من أعراب نزع نزعتهم وتعمد ما الفته ذواقهم من الفاظ ضخمة وتعابير مقتضبة لا تخلو من غرابة وغموض ، ومن متصنعين يتوفرون على الصناعة اللفظية والمعنوية كأبي تمام الذي حذا المتنبي حذوه في سواد شعر صباه متطلباً نظيره الطباقات والجناسات وما إلى ذلك من وجوه البديع ومن متصوفين مغرمين بالاكثار من أسماء الإشارة والنداء وبتكرار الألفاظ ومن متفلسفين أخذ عنهم بعض القوالب الفلسفية الخارجية 0
وقد صبغت الشخصية المعاني التي أخذها المتنبي من غيره وطبعتها بطابعها الخاص فخرجت تلك المعاني كأنها جديدة ، وكأن المتنبي أول من أتى بها
2 ـ التنوع : ولما كان للشخصية أثر كبير في فن المتنبي فقد أصطبغ ذلك الفن بألوان تلك الشخصية ومن ثم كان متنوعاً بتنوع الحياة لا يسلك طريقة مقررة ولا يستند إلى سوى الاندفاع الشخصي فكان شعر المتنبي في صباه نابض الثورة وثاباً إلى المعالي وشعره عند سيف الدولة مدوي الحماسة تشيع في أوزانه الثقة الكاملة والكبرياء المنتصرة 0
3 ـ القوة والضخامة : كان المتنبي رجل القوة فكان شعره قوياً تتجلى القوة في معناه وفي مبناه ، فحفل بذكر العظمة والبطولة ووصف المعارك والسلاح بل كاد فكر الشاعر لا يقف إلا عند فذ جبار حتى أفضى به الأمر احياناً إلى مغاليات بعيدة عن المعقول 0
4 ـ الشذوذ والتطرف : كان في نفسية المتنبي شذوذ وتطرف ظهر أثرها في ما وقع في شعره من غثاثه وغموض أما الغثاثة فقد كانت نتيجة الاحوال التي اضطرت الشاعر إلى النظم من غير أندفاع أو نتيجة جموح الخيال يجهد وراء معنى هزيل يغمره بالصور الضخمة 0
9 ـ شهرة المتنبي وخلوده :
ثم جاء المتنبي فملا الدنيا وشغل الناس ، كلكة قالها أبن رشيق وهي لا تزال أحسن تعبير عن الشهرة والسيرورة التين نالهما شعر المتنبي منذ ظهوره حتى اليوم 0
1 ـ عوامل شهرته : أن العوامل التي هيأت لشعر المتنبي هذه الشهرة وأفضت بالناس إلى هذا الأهتمام به والاختلاف في شأنه كثيرة تنبثق من مصدرين رئيسيين هما شخصية الشاعر وأوجه شعره المختلفة 0
2 ـ الحركة المتنبئية على ممركل العصور : شغل المتنبي الناس فتسمو في شأنه وكان من أشد المتحيزين له حمية في أواخر العهد العباسي الشاعر أبو العلاء وقد شرح ديوانه وسماه (( معجزة أحمد ))
أما الناقمون فكان في طليعتهم الصاحب أبن عباد وأبو سعيد العبيدي وكان دأبهم على الخصوص التنقيب عن سرقات المتنبي في معانيه وتعابيره وأما الفريق الوسط فمنهم القاضي الجرجاني صاحب (( الوساطة بين المتنبي وخصومه )) وأبو منصور الثعالبي الذي أفرد للشاعر في كتابه (( يتيمة الدهر )) فضلاً واسعاً بين فيه ما له وما عليه وأبو علي الحاتمي الذي ألف رسالة أوضح فيها تواردت الأفكار في شعر المتنبي وحكم أسطورة ثم أتى أبن الأثير فكر كثيراً من محاسن المتنبي ومساوئه في (( المثل السائر ))
واستمر الخلاف في العهد التركي أو عهد الأنحطاط وأشهر الناقمين عليه في ذلك العهد أبو هلال العسكري وأبن خلدون الذي نفاه من هيكل الشعر 0
وكان لهذه المظاهرات التهجمية ردة فعل عنيفة في عهد النهضة فبلغ التشيع ببعضهم أبعد حد ، حتى غدا أسم المتنبي يعني الشاعر العظيم واعتبرديوانه كالمثل الأعلى للشعر 0 الذي ينبغي تقليده ومن أشهر المتشيعين له ومقلديه اذ ذاك الشيخ ناصيف اليازجي وقد قال (( كأن المتنبي يمشي في الجو وسائر الشعراء يمشون على الأرض ))
وكان لنبرات المتنبي القوية أصداء في شعر البارودي وشعر شوقي 0
وتعدى أسم المتنبي تخوم المشرق إلى المغرب فوضع أبو جعفر القزاز المتوفي سنة 1021 م / 412 هـ كتابين هما (( ابيات معان في شعر المتنبي )) و (( ما أخذ على المتنبي من اللحن والغلط )) وشاع ذكر أبي الطيب في الأندلس وعرف ديوانه وكان موضوع احاديث الاندية ، كما شاع ذكره والأعجاب به في المغرب الأقصى 0 حيث أختصر عيسى بن عبدالعزيز الجزولي المتوفي سنة 1213 م / 610 هـ شرح أبن جني لديوان المتنبي وحيث كثر المهتمون بشأن هذا الشاعر من الأدباء والمؤلفين 0
3 ـ أثر المتنبي وشعره في الأدب : سار شعر المتنبي واهتم له الأدباء فكثر مقلدوه كثرة مدهشة ولم يكن ذلك بالأثر الصالح من كل الوجوه فإن كثيرين من مقلديه جاروه في صيغته الخارجية عاجزين عن مجاراته في عبقريته فأغرقوا شعرهم في بحر من الطبقات والجناسات والتكلفات البديعة وضروب الشذوذ والغموض وأكثروا من استعمال الألفاظ المدوية الجوفاء .
أما الأثر الصالح فهو أن المتنبي ترك في شعره نماذج رائعة من التجديد والتحرر من التقاليد المصطنعة وأساليب المح الرثة ، وأدخل في الحكم نفساً شعرياً قوياً أخرجها من باب الشعر التعليمي الجاف وبث في القصائد قوة وفخامة حافظتا من جهة أخرى على متانة الشعر العربي وحيويته النابضة.



وايضا في المرفقات


م/ن

بالتوفيق




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

آلسلآمَ عليج وآلرحمهٍ . .
إمأراتيةَ حلٍوؤهٍ
يسعدْ مسآج آلشيخهَ بكلَ خير وبركةِ ~
تسلمينَ ع الطِرح وبآرك آلله فيجَ ويزآج آلله آلفَ خيِر ويعله ف ميزان حسناتَجْ
آللهٍ لآ يحرمنا من موآضيعجَ ولآ منجٍ ٍ
تقبليً مروٍري آلمتوآضعٍ
^^
غل’ـِآ..




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

الله يسلمج

ويبارك فيج ..




الله يعطيج العافيه