عنوان الموضوع : [انتهى] بحث , تقرير عن مونتسكيو_الامارات الصف العاشر
مقدم من طرف منتديات بيت الامارات النسائي


انا يديد بالمتدى وارجو انكم تساعدوني كنت ابغى بحث عن منتسكيو ويكون 10صفحات ويكون مقدمه ومضوع وخاتمه ومراجع والاستاذ يبغاه ضروري يوم الثلاثاء الياي
وانشاء الله ما تبخلون علي بلرد




<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>

<h3>>>>> الرد الأول :

السلام عليكم ^_^

الفيلسوف مونتسكيو

ولد مونتسكيو في جنوب غرب فرنسا بالقرب من مدينة بوردو عام 1689 ومات عام 1755 عن عمر يناهز السادسة والستين عاما. وكانت عائلته أرستقراطية غنية ولذلك فلم يعاني من الفقر في حياته كما حصل لجان جاك روسو مثلا. وعلى الرغم من أنه تلقى تربية مسيحية في طفولته سواء في البيت أو في المدرسة إلا أنه راح يبتعد عن الدين بشكل واضح بعد أن كبر.

وقد تجرأ عندما كان عمره عشرين عاما على التصريح بما يلي: إن فلاسفة الإغريق لا يستحقون اللعنة الأبدية على الرغم من وثنيتهم. بمعنى آخر فإنهم لن يذهبوا إلى جهنم وبئس المصير كما يعتقد رجال الدين.

وكان هذا الكلام خطيرا آنذاك لأن المجتمع كله مضاد له وبالأخص البابا والكنيسة والكرادلة والمطارنة. فكلهم مقتنعون بأن سقراط وأفلاطون وأرسطو سوف يكون مثواهم في النار لأنهم عاشوا قبل ظهور المسيح ولم يتعرفوا على الإنجيل.في الواقع أن مونتسكيو كان مستنيرا منذ بداية حياته الفكرية.

ولذلك وقف في وجه التعصب المسيحي السائد في عصره واتبع طريق العقل والانفتاح والتسامح. وقد انتسب إلى أكاديمية بوردو منذ بداية حياته العلمية ثم انخرط في دراسة الفيزياء والرياضيات.ودرس نظريات نيوتن عن نظام الطبيعة قبل أن يتفرغ للفلسفة والدراسات السياسية. وكان أول كتاب كبير أصدره بعنوان:

الرسائل الفارسية عام 1721: أي وهو في الثانية والثلاثين من عمره. ولكنه أصدر قبله كتابين أقل أهمية.والفكرة العامة لهذا الكتاب هي التالية: كان مونتسكيو يشعر بأن العقائد والعادات القديمة السائدة في عصره أصبحت مهددة بالانهيار بعد أن هيمنت على فرنسا طيلة قرون وقرون.

وكان يعتقد أن المجتمع الفرنسي أصبح مريضاً ويبحث عن علاج أو عن تحول ينقله من الفكر القديم إلى الفكر الجديد. ولذلك حاول مونتسكيو أن يكون الطبيب الذي يجد لمجتمعه العلاج الشافي كبقية الفلاسفة الكبار. والواقع أن كتاب الرسائل الفلسفية يحتوي في طياته على بذور كتابه الكبير القادر: روح القوانين.

وقد نشر كتابه الكبير على هيئة رسائل كتبها أمراء فارسيون زاروا فرنسا في تلك الحقبة ودرسوا عاداتها وتقاليدها. ومن خلالهم راح مونتسكيو ينتقد بشكل هجائي لاذع العادات الفرنسية والتعصب الديني السائد في عهد لويس الرابع عشر وخلفه لويس الخامس عشر. كما وانتقد نظام الحكم المستبد، ولكن دون أن يتحمل أي مسؤولية لأنه وضع كل ذلك على لسان أشخاص أجانب يبعثون بالرسائل إلى بعض مواطنيهم في إيران. وقد نشر مونتسكيو كتابه بدون توقيع في مدينة امستردام بهولندا حيث كانت الحرية متوافرة هناك أكثر من فرنسا.

والواقع أنه كان يخشى أن يلاحقوه إذا ما عرفوا أنه هو مؤلف الكتاب. وعادة نشر الكتب بدون توقيع كانت شائعة في تلك الأزمان لأن الكنيسة المسيحية كانت تلاحق الفلاسفة والعلماء وتعاقبهم أشد العقاب إذا ما خرجوا على عقائدها. فديكارت مارس هذه العادة، وكذلك غاليليو، واسبينوزا، وعشرات غيرهم.

كلهم نشروا كتبهم من دون توقيع.والواقع أن مونتسكيو كان كارهاً للاستبداد والأصولية الدينية. وعلى الرغم من أن أمه ربته على حب المسيحية إلا أنه تخلى عن ذلك لاحقا عندما اكتشف تواطؤ رجال الدين مع الأغنياء والأقوياء والحكام. وقد هاجم هذه الظاهرة في كتابه السابق: اعتبارات وخواطر حول سياسة الرومان (1716).

وفيه يقوم بحملة شعواء على نفاق بعض رجال الدين المسيحيين الذين يخدرون الشعب بمواعظهم لكيلا يثور على الظلم والاستبداد. ولكنه يفعل ذلك بشكل غير مباشر لكيلا يتعرض للمساءلة والمعاقبة.ثم تردف المؤلفة قائلة: قبل أن يصوغ مونتسكيو شكل الحكم العادل والصحيح راح أولاً ينقد أسس الحكم السابق أو السائد القائم على الاستبداد والظلم. وهذا شيء طبيعي. فأنت لا تستطيع أن تبني قبل أن تهدم، ولا أن تركب قبل أن تفكك.

وبالتالي فتفكيك النظام القديم للحكم كان الشرط الضروري والأولي لبناء مشروع جديد وصياغة الحداثة السياسية لفرنسا وعموم أوروبا. وهذا ما فعله مونتسكيو في كتابه الكبير الثاني الذي خلّد اسمه على صفحة التاريخ، أي كتاب: «روح القوانين». وهو من أشهر الكتب السياسية في التاريخ. وربما لا يتفوق عليه إلا كتاب السياسة لأرسطو، أو كتاب العقد الاجتماعي لجان جاك روسو. ولكن لماذا يتفوقان عليه؟ إنه يقف على قدم المساواة معهما، بل ويتفوق عليهما في بعض الجوانب.

والواقع أن كتاب مونتسكيو دشن الروح السياسية للعصور الحديثة مثلما فعل كتاب روسو: العقد الاجتماعي. كلاهما كان ذا تأثير حاسم على الثورة الفرنسية وقادتها.

ثم تردف المؤلفة قائلة: إن كتاب «روح القوانين» هو رائعة مونتسكيو وأهم كتبه على الإطلاق. ويمكن القول إنه أمضى حياته كلها في تأليفه أو التحضير له. وقد ظهر للمرة الأولى في جنيف بعد ثلاثين سنة عمل. وبالتالي فهو يشكل خلاصة عمر مونتسكيو وزبدة فكره وتأملاته في السياسة الفرنسية والعالمية.

وقد درس فيه كل المؤسسات السياسية التي كانت سائدة في عصره سواء في فرنسا أو خارجها قبل أن ينتقل إلى المرحلة التالية من العمل: بلورة صيغة جديدة للحكم غير الصيغة التقليدية والاستبدادية السابقة. بهذا المعنى فإن مونتسكيو كان أحد كبار فلاسفة التنوير بالإضافة إلى فولتير، وروسو، وديدرو، وكانط، الخ.

وفي كتابه هذا يدعو مونتسكيو إلى إقامة نظام سياسي ليبرالي جدا: أي منفتح على روح العلم والعقل وبعيد عن التعصب والاستبداد بقدر الإمكان. ولكنه يعتقد أن تطوير النظام السياسي القائم يتطلب منا أولاً تحليل أصل القوانين الماضية التي هيمنت على البشرية في مختلف العصور السابقة.

كما ويتطلب منا تحليل القوانين المعاصرة: أي السائدة في عصره تحت ظل لويس الرابع عشر والخامس عشر. ويرى مونتسكيو أن القوانين السائدة في بلد ما تكون عادة متأثرة بعاداته وتقاليده وعقائده الدينية لا محالة. كما أنها متأثرة بالموقع الجغرافي للبلد ومناخه وإمكانياته الاقتصادية وسوى ذلك.

وهذه هي أول مرة يقوم فيها مفكر ما بدراسة القانون بشكل علمي وموضوعي على هذا النحو الدقيق والمدهش بوضوحه وجرأته ونفاذ بصيرته. وهي هذا الكتاب الكبير يبلور مونتسكيو نظريته عن الفصل بين السلطات الثلاث: أي السلطة التشريعية، فالسلطة التنفيذية، فالسلطة القضائية. وهذه هي النظرية السياسية الحديثة التي تسيطر على المجتمعات المتقدمة في الغرب.فالسلطة التشريعية تتمثل في البرلمان المنتخب من قبل الشعب.

فهو الذي يسنّ القوانين أو يصوت عليها. وأما السلطة التنفيذية فتتمثل في رئيس الجمهورية والحكومة. وهي المسؤولة عن تنفيذ أو تطبيق القوانين التي يصوت عليها البرلمان. وأما السلطة القضائية فتتمثل بوزارة العدل والقضاة الذين يراقبون عمل الحكومة لكي يروا فيما إذا كان متوافقا مع القانون أم لا.

وأي انتهاك للقانون يتعرض للعقاب من قبل القضاة.ولهذا السبب تصيبنا الدهشة نن أبناء العالم الثالث عندما نجد أن القاضي في فرنسا أو انجلترا يستطيع أن يستجوب الوزراء وكبار الشخصيات في الدولة وأحيانا يحكم عليها بالسجن إذا ما ثبت تورطهم في عملية فسادها أو إثراء غير مشروع أو استغلال للمنصب من أجل تحقيق مصالح شخصية، الخ.

وبالتالي فالنظرية التي بلورها مونتسكيو لا تزال سارية المفعول حتى الآن. بالطبع فقد طرأت عليها تعديلات وتحسينات وتطويرات بمرور الزمن ولكن نواة النظرية أثبتت صحتها وفعاليتها. ثم تضيف المؤلفة قائلة: ينبغي العلم بأن هذا الكتاب الحاسم في تاريخ البشرية تعرض لهجوم كبير في عصره. فقد انتقده المحافظون ورجال الدين المسيحيون بشدة باعتبار أنه ينقض النظام السائد لملوك فرنسا الذين يمثلون ظل الله على الأرض.

ولكن المثقفين المستنيرين وعلى رأسهم دلامبير وديدرو وروسو وفولتير وسواهم رحبوا به أجمل ترحيب ورأوا فيه بداية العصور الحديثة: عصور الحرية والعدل والتسامح. ولكن بعضهم عاب عليه بعض النزعة المحافظة لأنه يعطي الأولوية للطبقة الأرستقراطية في الحكم. وهذا شيء طبيعي لأن مونتسكيو نفسه كان أرستقراطيا.

ولكن لا ينبغي أن نبالغ في أهمية هذه النقطة المرتبطة بظروف عصرها. فنحن انتقلنا من العصر الأرستقراطي إلى العصر الديمقراطي بعد الثورة الأميركية والثورة الفرنسية. وبالتالي فلم تعد لهذه المسألة من أهمية لأن الزمن تجاوزها.




__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثاني :

مونتسكيو روح القوانين وقوانين الروح

عدنان الهلالي


ولد الفيلسوف والكاتب الفرنسي الشهيرمونتسكيو في القرب من مدينة بوردو جنوب غرب فرنسا في سنة 1689 م من عائلة استقراطية غنية فلم يعاني من الحرمان والفقر كما حدث مع الكتاب والمبدعين ممن عاشوا هذه المحنة كجان جاك روسو واخرون.. وتوفي عن عمر يقارب السادسة والستين عاما ، على الرغم من ان فيلسوف فرنسا قد نشأ في بيئة مسيحة اسواء في بيته ام المدرسة التي درس بها في طفولته الا انه اخذ يبتعد عن الدين وعن المتزمتين في الدين في سنين حياته فيما بعد والتي عاشها مع كتاب وفلاسفة ومثقفي فرنسا في عصر التنوير التي شهدته فرنسا في تلك الحقبة الزمنية ..
بدأ مونتسكيو بطرح اراه من ايام شبابه الاولى اثناء دراسته بالاكاديمية حتى اذا بلغ العشرين عاما صرح بكلام اعتبره رجال الكنيسة خطيرا فحواه بان فلاسفة الاغريق لا يستحقون اللعنة الابدية على فعالهم على الرغم من وثنيتهم وانهم لم يذهبوا لجهنم كما يعتقد رجال الدين في الكنيسة وكان مثل هذا الكلام لا يتلائم مع الراي العام والاطار الفكري الذي يسيطر على المجتمع في ذلك الوقت فكلهم يذهبون بان سقراط وافلاطون وارسطو مثواهم النار وحجتهم بهذا بانهم لم يدركوا السيد المسيح( عليه السلام ) ولم يتعرفوا على رسالته وتعاليم دينه السماوية .
والواقع ان مونتسكيو حاول في بداية حياته ان يضرب التفكير السياقي والعقلية النمطية التي تسيطر على الناس ليقدم راي جديد ينم عن تفرده وتحرره من القيود السائده ليقابل هذا التعصب والتشدد بانفتاح وقيم تسامحية تكون كفيلة لتؤسس لمشروع انساني وحياة اكثر تسامحا تقوم على احتواء الاخر واستيعابه ...
ولكونه درس في اكاديمية مدينته التي ولد بها ( بوردو) ومن ثم توجهه لدراسة الفيزياء والرياضيات ونظريات نيوتن فيما بعد عن الطبيعة ليتوجه بعدها لدراسة الفلسفة والسياسة ليهيأ لصدور كتابه الاول سنة 1721ميلادية والذي كان يحمل عنوان (( الرسائل الفارسية )).
حيث لم يتجاوز 32 من عمره التنويري حيث تحدث به بشكل رائع من خلال تقديمه لنقد العادات والتقاليد والعقائد القديمة التي اصبحت مهددة بالانهيار بعد ان هيمنت فرنسا على العالم ردحا من الزمن .. وان المجتمع الفرنسي اصبح مريضا ويحتاج للعلاج في هذه الفترة ليقدم مونتسكيو رؤية تستطيع ان تقلب موازين الامور في بلده من فكر قديم متزمت الى فكرليبرالي جديد اكثر انفتاحا..
وبعد فترة ليست بالقصيره اصدر مؤلفه الشهير والذي سماه ( روح القوانين ) وقد نشره بشكل رسائل تدور على لسان ناس زاروا فرنسا من بلاد فارس في تلك الفترة ودرسوا عادات وتقاليدفرنسا ليثبت بهذا النقد اللاذع والجرئ لعادات فرنسا والتعصب الديني السائد في عهد لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر ونظام الحكم التي تدار به البلاد ولكن من دون ان يتحمل اي مسؤولية من السلطات هناك لانه طرح اراءه بشكل ذكي ومفبرك الى حد ما..
لانها كانت تدور على لسان اجانب يبعثون بها الى مواطنيهم في ايران لينشره بعد ذلك في مدينة امستردام الهولندية لان الامور اقل وطاة والحرية الشخصية متوفرة الى حد ما اكثر من دول اوروبا في ذلك الوقت ليسلك نفس الممر الذي سلكه كبار الكتاب من قبله الذين تهربوا من ملاحقة الكنيسه لهم امثال ديكارت وغاليلو واسيتنوزا وغيرهم الذين نشروا كتاباتهم ومؤلفاتهم على هذا المنوال .
كان مونتسكيو يؤمن بكراهيته للاستبداد بكل انواعه والاصولية الدينية على الرغم من تربيته وعائلته المسيحية ولكن بعد ان اكتشف تواطؤ رجال الدين مع الاغنياء والاقوياء والحكام في تلك الفترة ليشكل هذا انعطافا واضحا في حياته وانعكاس هذا الاثر في كتابه ( اعتبارات وخواطر من سياسة الرومان )) .
ان عملية طرح مشروع حديث لدولة معينة كفرنسا او لقارة باسرها كأوروبا يجب ان ينطلق من رؤية عميقة لفهم الواقع ودراسة تقاليد وعادات وعقائد المجتمع ومن ثم ايجاد البديل المناسب باسبتدالها بقوانين اكثر ملائمة للطبيعة البشرية تقوم على روح المعرفة والعلم والعقل لتكون هناك نقلة نوعية على مستوى التقدم لدى الشعوب وهذا ما فعله في كتابه ( روح القوانين ) الذي مر ذكره سابقا ..
ان مؤلفاته التي قدمها في بداية حياته واراءه الجريئة كانت بمثابة خطوات تحضيرية وسابقة لمشروع كتابه الجديد والذي قضى اكثر سنين حياته في كتابته ويعد من اشهر الكتب السياسية بالتاريخ مع كتاب ارسطو ( السياسة ) وكتاب ( العقد الاجتماعي ) لجاك روسو . وهو يمثل عصارة افكارمونتسكيو في دراسته وملاحظته للحياة السياسيه والاجتماعية في بلده ونقدها بشكل واضح وموضوعي من خلال فصله بين اضلاع المثلث للدولة ( السلطة التشريعية ، السلطة التنفيذية ، السلطة القضائية) وهي النظرية التي تسيطر على نظام الحكم في اغلب الدول المتقدمة في العالم ولا زالت تحكم على الرغم من مجموعة التعديلات والاستدراكات التي حصلت عليها وهذا امر طبيعي فأي نظرية قابله للتعديل والتطور لانها انبثاق لنظريات سبقتنا بزمان معين ولا يمكن لكاتب او اديب او مفكر ات ينطلق من منطقة فراغ فكري ليبني افكاره. _________________________________




__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثالث :

الفيلسوف مونتسكيو
تأليف :سوزان غوردون



قامت بتأليف هذا الكتاب الباحثة سوزان غوردون المختصة بتاريخ الفكر الفرنسي عموماً وفلسفة مونتسكيو على وجه الخصوص. وهي هنا تقدم صورة تاريخية متكاملة عن هذا المفكر الذي عاش في عصر التنوير واخترع نظرية الحكم الحديث القائم على الفصل بين السلطات. ومنذ البداية تقدم المؤلفة لمحة عامة عن حياة هذا المفكر الكبير وتقول بما معناه:


ولد مونتسكيو في جنوب غرب فرنسا بالقرب من مدينة بوردو عام 1689 ومات عام 1755 عن عمر يناهز السادسة والستين عاما. وكانت عائلته أرستقراطية غنية ولذلك فلم يعاني من الفقر في حياته كما حصل لجان جاك روسو مثلا. وعلى الرغم من أنه تلقى تربية مسيحية في طفولته سواء في البيت أو في المدرسة إلا أنه راح يبتعد عن الدين بشكل واضح بعد أن كبر.


وقد تجرأ عندما كان عمره عشرين عاما على التصريح بما يلي: إن فلاسفة الإغريق لا يستحقون اللعنة الأبدية على الرغم من وثنيتهم. بمعنى آخر فإنهم لن يذهبوا إلى جهنم وبئس المصير كما يعتقد رجال الدين.


وكان هذا الكلام خطيرا آنذاك لأن المجتمع كله مضاد له وبالأخص البابا والكنيسة والكرادلة والمطارنة. فكلهم مقتنعون بأن سقراط وأفلاطون وأرسطو سوف يكون مثواهم في النار لأنهم عاشوا قبل ظهور المسيح ولم يتعرفوا على الإنجيل.في الواقع أن مونتسكيو كان مستنيرا منذ بداية حياته الفكرية.


ولذلك وقف في وجه التعصب المسيحي السائد في عصره واتبع طريق العقل والانفتاح والتسامح. وقد انتسب إلى أكاديمية بوردو منذ بداية حياته العلمية ثم انخرط في دراسة الفيزياء والرياضيات.ودرس نظريات نيوتن عن نظام الطبيعة قبل أن يتفرغ للفلسفة والدراسات السياسية. وكان أول كتاب كبير أصدره بعنوان:


الرسائل الفارسية عام 1721: أي وهو في الثانية والثلاثين من عمره. ولكنه أصدر قبله كتابين أقل أهمية.والفكرة العامة لهذا الكتاب هي التالية: كان مونتسكيو يشعر بأن العقائد والعادات القديمة السائدة في عصره أصبحت مهددة بالانهيار بعد أن هيمنت على فرنسا طيلة قرون وقرون.


وكان يعتقد أن المجتمع الفرنسي أصبح مريضاً ويبحث عن علاج أو عن تحول ينقله من الفكر القديم إلى الفكر الجديد. ولذلك حاول مونتسكيو أن يكون الطبيب الذي يجد لمجتمعه العلاج الشافي كبقية الفلاسفة الكبار. والواقع أن كتاب الرسائل الفلسفية يحتوي في طياته على بذور كتابه الكبير القادر: روح القوانين.


وقد نشر كتابه الكبير على هيئة رسائل كتبها أمراء فارسيون زاروا فرنسا في تلك الحقبة ودرسوا عاداتها وتقاليدها. ومن خلالهم راح مونتسكيو ينتقد بشكل هجائي لاذع العادات الفرنسية والتعصب الديني السائد في عهد لويس الرابع عشر وخلفه لويس الخامس عشر. كما وانتقد نظام الحكم المستبد، ولكن دون أن يتحمل أي مسؤولية لأنه وضع كل ذلك على لسان أشخاص أجانب يبعثون بالرسائل إلى بعض مواطنيهم في إيران. وقد نشر مونتسكيو كتابه بدون توقيع في مدينة امستردام بهولندا حيث كانت الحرية متوافرة هناك أكثر من فرنسا.


والواقع أنه كان يخشى أن يلاحقوه إذا ما عرفوا أنه هو مؤلف الكتاب. وعادة نشر الكتب بدون توقيع كانت شائعة في تلك الأزمان لأن الكنيسة المسيحية كانت تلاحق الفلاسفة والعلماء وتعاقبهم أشد العقاب إذا ما خرجوا على عقائدها. فديكارت مارس هذه العادة، وكذلك غاليليو، واسبينوزا، وعشرات غيرهم.


كلهم نشروا كتبهم من دون توقيع.والواقع أن مونتسكيو كان كارهاً للاستبداد والأصولية الدينية. وعلى الرغم من أن أمه ربته على حب المسيحية إلا أنه تخلى عن ذلك لاحقا عندما اكتشف تواطؤ رجال الدين مع الأغنياء والأقوياء والحكام. وقد هاجم هذه الظاهرة في كتابه السابق: اعتبارات وخواطر حول سياسة الرومان (1716).


وفيه يقوم بحملة شعواء على نفاق بعض رجال الدين المسيحيين الذين يخدرون الشعب بمواعظهم لكيلا يثور على الظلم والاستبداد. ولكنه يفعل ذلك بشكل غير مباشر لكيلا يتعرض للمساءلة والمعاقبة.ثم تردف المؤلفة قائلة: قبل أن يصوغ مونتسكيو شكل الحكم العادل والصحيح راح أولاً ينقد أسس الحكم السابق أو السائد القائم على الاستبداد والظلم. وهذا شيء طبيعي. فأنت لا تستطيع أن تبني قبل أن تهدم، ولا أن تركب قبل أن تفكك.


وبالتالي فتفكيك النظام القديم للحكم كان الشرط الضروري والأولي لبناء مشروع جديد وصياغة الحداثة السياسية لفرنسا وعموم أوروبا. وهذا ما فعله مونتسكيو في كتابه الكبير الثاني الذي خلّد اسمه على صفحة التاريخ، أي كتاب: «روح القوانين». وهو من أشهر الكتب السياسية في التاريخ. وربما لا يتفوق عليه إلا كتاب السياسة لأرسطو، أو كتاب العقد الاجتماعي لجان جاك روسو. ولكن لماذا يتفوقان عليه؟ إنه يقف على قدم المساواة معهما، بل ويتفوق عليهما في بعض الجوانب.


والواقع أن كتاب مونتسكيو دشن الروح السياسية للعصور الحديثة مثلما فعل كتاب روسو: العقد الاجتماعي. كلاهما كان ذا تأثير حاسم على الثورة الفرنسية وقادتها.


ثم تردف المؤلفة قائلة: إن كتاب «روح القوانين» هو رائعة مونتسكيو وأهم كتبه على الإطلاق. ويمكن القول إنه أمضى حياته كلها في تأليفه أو التحضير له. وقد ظهر للمرة الأولى في جنيف بعد ثلاثين سنة عمل. وبالتالي فهو يشكل خلاصة عمر مونتسكيو وزبدة فكره وتأملاته في السياسة الفرنسية والعالمية.


وقد درس فيه كل المؤسسات السياسية التي كانت سائدة في عصره سواء في فرنسا أو خارجها قبل أن ينتقل إلى المرحلة التالية من العمل: بلورة صيغة جديدة للحكم غير الصيغة التقليدية والاستبدادية السابقة. بهذا المعنى فإن مونتسكيو كان أحد كبار فلاسفة التنوير بالإضافة إلى فولتير، وروسو، وديدرو، وكانط، الخ.


وفي كتابه هذا يدعو مونتسكيو إلى إقامة نظام سياسي ليبرالي جدا: أي منفتح على روح العلم والعقل وبعيد عن التعصب والاستبداد بقدر الإمكان. ولكنه يعتقد أن تطوير النظام السياسي القائم يتطلب منا أولاً تحليل أصل القوانين الماضية التي هيمنت على البشرية في مختلف العصور السابقة.


كما ويتطلب منا تحليل القوانين المعاصرة: أي السائدة في عصره تحت ظل لويس الرابع عشر والخامس عشر. ويرى مونتسكيو أن القوانين السائدة في بلد ما تكون عادة متأثرة بعاداته وتقاليده وعقائده الدينية لا محالة. كما أنها متأثرة بالموقع الجغرافي للبلد ومناخه وإمكانياته الاقتصادية وسوى ذلك.


وهذه هي أول مرة يقوم فيها مفكر ما بدراسة القانون بشكل علمي وموضوعي على هذا النحو الدقيق والمدهش بوضوحه وجرأته ونفاذ بصيرته. وهي هذا الكتاب الكبير يبلور مونتسكيو نظريته عن الفصل بين السلطات الثلاث: أي السلطة التشريعية، فالسلطة التنفيذية، فالسلطة القضائية. وهذه هي النظرية السياسية الحديثة التي تسيطر على المجتمعات المتقدمة في الغرب.فالسلطة التشريعية تتمثل في البرلمان المنتخب من قبل الشعب.


فهو الذي يسنّ القوانين أو يصوت عليها. وأما السلطة التنفيذية فتتمثل في رئيس الجمهورية والحكومة. وهي المسؤولة عن تنفيذ أو تطبيق القوانين التي يصوت عليها البرلمان. وأما السلطة القضائية فتتمثل بوزارة العدل والقضاة الذين يراقبون عمل الحكومة لكي يروا فيما إذا كان متوافقا مع القانون أم لا.


وأي انتهاك للقانون يتعرض للعقاب من قبل القضاة.ولهذا السبب تصيبنا الدهشة نن أبناء العالم الثالث عندما نجد أن القاضي في فرنسا أو انجلترا يستطيع أن يستجوب الوزراء وكبار الشخصيات في الدولة وأحيانا يحكم عليها بالسجن إذا ما ثبت تورطهم في عملية فسادها أو إثراء غير مشروع أو استغلال للمنصب من أجل تحقيق مصالح شخصية، الخ.


وبالتالي فالنظرية التي بلورها مونتسكيو لا تزال سارية المفعول حتى الآن. بالطبع فقد طرأت عليها تعديلات وتحسينات وتطويرات بمرور الزمن ولكن نواة النظرية أثبتت صحتها وفعاليتها. ثم تضيف المؤلفة قائلة: ينبغي العلم بأن هذا الكتاب الحاسم في تاريخ البشرية تعرض لهجوم كبير في عصره. فقد انتقده المحافظون ورجال الدين المسيحيون بشدة باعتبار أنه ينقض النظام السائد لملوك فرنسا الذين يمثلون ظل الله على الأرض.


ولكن المثقفين المستنيرين وعلى رأسهم دلامبير وديدرو وروسو وفولتير وسواهم رحبوا به أجمل ترحيب ورأوا فيه بداية العصور الحديثة: عصور الحرية والعدل والتسامح. ولكن بعضهم عاب عليه بعض النزعة المحافظة لأنه يعطي الأولوية للطبقة الأرستقراطية في الحكم. وهذا شيء طبيعي لأن مونتسكيو نفسه كان أرستقراطيا.


ولكن لا ينبغي أن نبالغ في أهمية هذه النقطة المرتبطة بظروف عصرها. فنحن انتقلنا من العصر الأرستقراطي إلى العصر الديمقراطي بعد الثورة الأميركية والثورة الفرنسية. وبالتالي فلم تعد لهذه المسألة من أهمية لأن الزمن تجاوزها.

__________________




__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الرابع :



مراجع و مصادر:
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
قوقل
www.google.com

https://www.albayan.ae/servlet/Satell...e%2FFullDetail
الركن الاخضر
https://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=6957
















<< تم تعديل عنوان الموضوع




__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الخامس :

مشكورين على البحوث




يسلموووووووووووووووووووووو............وايد





يسلمووووعلى الموووضوع





تسلم وما قصرت





يسلمووووووووو ولا هنتوا عالبحوث الغاوية