عنوان الموضوع : عدة تقارير للتـربية الاسلامية اماراتي
مقدم من طرف منتديات بيت الامارات النسائي


سلام عليكم

ممكن تعطوني اي تقرير الله يخليكم فاي درس




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

هذا تقرير عن أخلاق المؤمنين


المقدمـــــــــــــــــــــــة

الحمد الله الأمور كلها تصدر عن مشيئته،والخلق والأمر كله له ،والقلوب والألسنة كلها بيديه يقلبها كيف يشاء فتطيعه ،ولا يعلم ما عنده غيره هو الذي كلمه البحار ففهمت قوله وأمرها ففعلت أمره وحدد عليها حدودا فلم تعدوا حده، وتأتي بأمواج كالجبال ،فإذا بلغت حده ألبسها مذلة لطاعته وخوفا واعترافا لأمره..

واشهد أن لا اله إلا الله ،سبحانه، يعوض عن كل شيء سواه، ولا يعوض عنه شيء ويغني عن كل شيء ولا يغني عنه شيء، ويمنع من كل شيء ولا يمنع منه شيء،ويجير من كل شيء ولا يجير منه شيء، وهو فوق كل شيء وليس تحته شيء، أول قبل كل شيء ، وآخر بعد كل شيء ، وظاهر فليس فوقه شيء، وباطن فليس دونه شيء، هو في كل شيء ،لا كشيء في شيء ،ليس كمثله شيء..
أمــــــــــــــا بعــــــــــــــــــــد:-
أقدم لكم تقريري هذا فانه يحتوي على الأخلاق التي يتصف بها المؤمن الصادق..
وأيضا يحثك على التمسك بالأخلاق الحسنة التي تجعلك تنال رضا الله ورسوله؟.؟...









(1)
الموضــــــــــــوع..
من الأخلاق الإسلامية الهامة:-
1-الحيــــــــــــاء:المسلم عفيف حي ،والحياء خلق له،إن الحياء من الإيمان والإيمان عقيدة المسلم وقوام حياته يقول الرسول"ص"(الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة،فأفضلها لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)(1) . وسر كون الحياء من الإيمان؛ أن كلا منهما داع إلى الخير، صارف عن الشر مبعد عنه.
فالإيمان يحث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي،والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم .ومن التفريط في حق ذي الحق كما يمنع الحيي من فعل القبيح أو قوله اتقاء للذم والملامة. ومن هنا كان الحياء خيراََ، ولا يأتي إلا بالخير كما صح ذلك عن رسول الله(ص)في قوله :الحياء لا يأتي إلا بخير)(2).ورحم الله امرأة كانت فقد فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها فقال أحدهم:تسأل عن ولدها وهي منتقبة فسمعته:فقالت لأن أرزأ في ولدي خيرا من أن أرزأ في حيائي أيها الرجل.وخلق الله الحياء في المسلم غير مانع له أن يقول الحقاَ أو يطلب علماَ أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فقد شفع مرة عن رسول الله "ص" أسامة بن زيد –حب- رسول الله – وابن حبه- فلم يمنع الحياء رسول الله "ص"أن يقول لأسامة في غضب(أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة والله ولو سرقت فلانة لقطعت يدها)(3)ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول يا رسول الله إن الله لا يستحي (4)من الحق فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟؟ فيقول لها رسول الله وله يمنعه الحياء:
نعم إذا رأت الماء. والمسلم كما يستحي فلا يكشف لهم عورة , ولا يقصر في حق وجب لهم عليه ولا ينكر معروفا أسدوه إليه فهو يستحي من الله فلا يقصر من طاعته لا في شكر نعمته وذلك لما يرى من قدرته عليه وعلمه به..
_______________________________ ..
(1)البخاري ومسلـــم..
(2)رواه الشيخـــان..
(3)متفق عـــــليه..
(4)رواه البخـــاري.. (2)
2- الحــــــــــلم:وهو عدم الغضب إلا لله جلت قدرته. وقد كان رسول الله لايغضب لنفسه وانم غضب إذا انتهكت حرمة من حرمات الله(1)..
3- السماحـــــــــــة:فقد جاء رسول الله بالحنيفة السمحة والسماحة في أرقى معانيها:طيب النفس عن كرم وسخاء ، وانشراح في الصدر عن نقاء وتقى ، وذلة على المؤمنين دون هوان .ومساهلة في التعامل دون غبن(2)وغرر وتيسير في الدعوة دون مجاملة(3).. 4-الرفــــــــــق:عدم العنف في الأمور كلها وقال عليه السلام(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)(4)..5-الطهـــــــــــــــــارة:طهارة القلب من أمراضه كالكبر والحقد والغرور والطمع،وطهارة الثياب من الأدناس والنجاسات ،وطهارة اللسان من آفاته كالغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور،وطهارة الجوارح من الآثام..
6-العـــــــــــــــــــــــدل:هو وضع الشيء في موضعه. ولهذا يعدل المسلم في قوله وحكمه ويتحرى العدل في كل شأنه حتى يكون خلقا له..
وللعدل مظاهر كثيرة يتجلى فيها منها:-
1-العدل في الحلم بين الناس بإعطاء كل ذي حق حقه وما يستحقه..
2-العدل بين الأولاد فلا يفضل احد على آخر..
3- العدل في القول فلا يشهد زوراَ..
4- العدل في المعتقد فلا يعتقد غير الحق والصدق..
7-الرحمــــــــــــــــة:هي شيء يمسك بالقلب يحمل الإنسان أن يتأمل لالآم الخلق ويحزن لأحزانهم ويساعد ضعيفهم ويغيث ملهوفهم والرحمة لها صور وأشكال:-
1-الرحمة على الحيوان..
2- الرحمة مع الأطفال بالملاطفة لهم وتقبيلهم..
3- الرحمة مع النساء بالرقة لهن والرأفة بهن..
4- الرحمة بالفقراء والمساكين..
5-الرحمة بكبار السن..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)رواه بخاري ومسلم..
(2)غبن:خسارة..
(3)سماحة الإسلام لفضيلة الشيخ/سليم الهلالي..
(4)أخرجه الصحيح..

(3)

8- الإحســـــــــــــان:الإحسان مع الله أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك،والإحسان مع الخلق فهو للوالدين ببرهما الذي هو طاعتهما وإيصال الخير إليهما وكف الأذى عنهما،والدعاء والاستغفار لهما والنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وهو الأقرب ببرهم ورحمتهم والعطف والحدب عليهم وفعل ما يجمل فعله معهم وترك مايسيءاليهم أو يقبح قوله أو فعله معهم,وهو لليتامى بالمحافظة على أموالهم وصيانة حقوقهم وتأديبهم وتربيتهم وترك أذاهم وعم قهرهم وبالهش في وجوههم والمسح على رؤوسهم ،وهو للمساكين بسد جوعتهم وستر عورتهم بالحث على إطعامهم وعدم المساس بكرامتهم فلا يحتقرون وليسيئون إليهم ،،وهو لابن السبيل بقضاء حاجته ورعايته ماله وصيانة كرامته وبإرشاده إن استرشد وهدايته إن ضل وهو للعامل بإتيانه أجره قبل أن يجف عرقه ،وبعد إلزامه ما لايلزمه أو تكليفه مالا يطيق وبصون كرامته واحترام شخصيته؛وهو خادم البيت بإطعامه مما يطعم وكسوته مما يكسون وهو لعموم الناس بالتلطف في القول لهم ومجاملتهم في المعاملة والمخاطبة بعد أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وبإرشاد ضالهم وتعليم جاهلهم، وبإنصافهم من النفس والاعتراف بحقوقهم وبكف الأذى عنهم بعدم ارتكاب ما يضرهم أو فعل ما يؤذيهم. وهو للحيوان بإطعامه إن جاع ومداواته إن مرض وبعدم تكليفه ملا يطيق وحمله على ما لايقدر وبالرفق به إن عمل وإراحته إن تعب،وهو في الأعمال البدنية بإجادة العمل وإتقان الصنعة وبتخليص سائر الأعمال من الغش وقوفاَ عند قول الرسول عليه السلام :من غشنا فليس منا)) (1). 9-السخاء والكـــــــــــــــــرم:السخاء خلق المسلم والكرم شيمته والمسلم لايكون شحيحا ولا بخيلا،،إذا الشح والبخل خلقان ذميمان منشؤهما خبث النفس وظلمة القلب،والمسلم بإيمانه وعمله الصالح نفسه طاهرة وقلبه مشرق فيتنافى مع طهارة نفسه وإشراق قلبه وصف الشح والبخل.
من مظاهر السخاء مايلي:
1- أن يعطي الرجل العطاء في غير من ولا أذى..
2- أن يفرح المعطي بالسائل الذي سأله ويسر لعطائه..
3- أن ينفق المنفق في غير إسراف ولا تقتير..
4- أن يعطي المكثر في كثيره والمقل في قليله في رضا النفس وانبساط وجه وطيب قوله..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

(1)أخرجه الصحيح..

(4)
10-الشجـــــــــــــاعة:فلا يكون المسلم جباناَ..
11-الرأفة:وهي شدة الرحمة..
12-العفو والصفح:من الأخلاق الإسلامية العالية القدر أن يعفوا المسلم عمن ظلمه ويصفح عمن أساء إليه لا سيما العفو عند المقدرة..
13-لين الجـــــــــانب:قال تعالى((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاَ غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر))(1)..
14-الإيثــــــــــــــــــــــــار:- انه تفضيل الغير على النفس..
((أنه نزل برسول الله ضيف فلم يجد عند أهله شيئا فدخل عليه رجل من الأنصار فذهب بالضيف إلى أهله ثم وضع بين يديه الطعام وأمر امرأته بإطفاء السراج وجعل يمد يده إلى الطعام كأنه يأكل ولا يأكل حتى أكل الضيف ،،إيثار للضيف على أهله ونفسه فلما أصبح قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:- ((لقد عجب الله من صنيعكم الليلة بضيفكم))ونزلت آية((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة))(2)..
15-التوكـــــــــــــــل على الله:-التوكل هو عمل وأمل مع هدوء قلب وطمأنينة نفس واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان الله لا يضيع أجراَ من أحسن عملاَ ... والمسلم إذا يؤمن بسنن الله في الكون فيعد للأعمال أسبابها المطلوبة لها ويستفرغ الجهد في إحضارها وإكمالها لا يعتقد أبدا أن الأسباب وحدها كفيلة بتحقيق الأغراض ،،وإنجاح الساعي...لا بل يرى وضع الأسباب أكثر من شيء أمر الله به أن يطاع فيه كما يطاع في غيره مما يأمر به وينهي عنه ،،أما الحصول على النتائج والفوز بالرغائب فقد وكل أمرهما إلى الله ،وإذا هو القادر على ذلك دون غيره ،،وان ما شاء كان لم يشاء لم يكن..فكم من عامل كادح لم يأكل ثمرة عمله وكدحه ومم من زارع لم يحصد ما زرع؟!؟..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1)آل عمران:159..
(2)الحشر:9..



(5)

الخــــــــــــاتـــــمة..

هذا التقرير الذي طوينا صفحاته جمع في طياته أخلاق المؤمنين في سائر شئون حياته..
مع أبيه مع أمه مع ربه مع أولاده مع الحيوان..

والله اسأل أن يتقبل هذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم ،وهذا وما كان من صواب فمن الله وحده ،، وما كان من خطأ أو زلل أو سهو،، فهو مني ومن الشيطان،، والله ورسوله منه بـــــراء..

استفدت من التقرير:
1-للمؤمن أخلاق عظيمة..
2-لايتصف بالأخلاق السيئة إلا الكافر..
3- خير الناس انفعهم لناس..
4-المؤمن يجاهد كي يحصل على الحسنات..


فأتمنى من الطالبات أن يقرأن التقرير لكي يستفيدون منه..


(6)
المصادر والمراجع..


القران الكريم..

كتاب منهاج المـــــــؤمن،
لدكتور:مصطفى مراد..
كلية:الدعوة جامعة الأزهر-القاهرة..
دار:الفجر لتراث..
الطبعة:2001-1422هـ..
رقم الإيداع:2001/16322..
محمول:0101463123..








(7)
الفهـــــــــــــــــرس..
المقدمة:.....................................ص1..
الأخلاق:....................................ص2..
الحياء:.......................................ص2..
الحلم:........................................ص3..
السماحة:.....................................ص3..
الرفق:.......................................ص3..
الطهارة......................................ص3..
العدل:........................................ص3..
الرحمة:......................................ص3..
الإحسان:.....................................ص4..
السخاء والكرم:...............................ص4..
الشجاعة:.....................................ص5..
الرأفة:........................................ص5. .
العفو والصفح:.................................ص5..
لين الجانب:....................................ص5..
الإيثار:.........................................ص 5..
التوكل على الله:................................ص5..
المصادر والمراجع:............................ص 6..
الخاتمة:........................................ص 7..
الفهرس:.......................................ص 8..


وهذا عن الاسلام :


ما هو الإسلام ؟


الإسلام : هو الاستسلام لله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنه المبلغ عن ربه ، ولهذا سمي إسلاماً لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام .

وله أركان خمسة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع .

والشهادتان معناهما : توحيد الله والإخلاص له ، والإيمان بأن محمدا رسوله إلى الناس كافة ، وهاتان الشهادتان هما أصل الدين ، وهما أساس الملة ، فلا معبود بحق إلا الله وحده ، وهذا هو معنى لا إله إلا الله ، كما قال عز وجل : (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ))

وأما شهادة أن محمداً رسول الله فمعناها : أن نشهد - عن يقين وعلم - أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي هو رسول الله حقاً . وأن الله بعثه للناس عامة . إلى الجن والإنس ، إلى الذكور والإناث ، إلى العرب والعجم ، إلى الأغنياء والفقراء ، إلى الحاضرة والبادية ، (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تهتدون )) فهو رسول الله إلى الجميع ، من اتبعه فله الجنة ، ومن خالف أمره فله النار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ))

فهذه العقيدة الإسلامية العظيمة مضمونها : توحيد الله ، والإخلاص له ، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، والإيمان بجميع المرسلين ، مع الإيمان بوجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ، والإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله . هذه هي العقيدة الإسلامية .

أهل الكتاب لا يفقهون ما تعني كلمة الإسلام :

يبدو أن أهل الكتاب عموماً لا يفقهون شيئاً مما تعني كلمة ( الإسلام ) الذي يمقتونه ويرفضونه ، وإلا لكان لهم موقف آخر من المسلمين غير هذا الموقف البغيض العدائي ، وفي هذا المعنى يقول المرحوم الأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز في كتاب الدين :

( إذا إخذنا كلمة الإسلام بمعناها القرآني نجدها لاتدع مجالاً لهذا السؤال عن العلاقة بين الإسلام وبين سائر الأديان السماوية ، فالإسلام في لغة القرآن ليس اسماً لدين خاص وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء ، وانتسب إليه كل اتباع الأنبياء )

هكذا نرى نوحاً يقول لقومه : (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) [ يونس : 72 ]

ويعقوب يوصي بنيه فيقول : (( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) [ البقرة : 132 ]

وأبناء يعقوب يجيبون أباهم : (( قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون )) [ البقرة : 133 ]

وموسى يقول لقومه : (( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )) [ يونس : 84 ]

والحواريون يقولون للمسيح عيسى : (( آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون )) [ آل عمران : 52 ]

بل إن فريقاً من أهل الكتاب حين سمعوا القرآن : (( قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين )) [ القصص : 53 ]

ويقول الله سبحانه وتعالى عن ابراهيم : (( ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلماً )) [ آل عمران : 67 ]

ثم نرى القرآن الكريم يجمع هذه القضايا كلها في قضية واحدة يوجهها إلى قوم محمد صلى الله عليه وسلم ويبين لهم فيها أنه لم يشرع لهم ديناً جديداً ، وإنما هو دين الأنبياء من قبلهم قال الله تعالى : (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ .. )) سورة الشورى

ما هذا الدين المشترك الذي اسمه الإسلام ، والذي هو دين كل الانبياء ؟

إن الذي يقرأ القرآن يعرف كنه هذا الدين ، إنه هو التوجه إلى الله رب العالمين في خضوع خالص لا يثوبه شرك ، وفي ايمان واثق مطمئن بكل ما جاء من عنده على أي لسان وفي أي زمان أو مكان دون تمرد على حكمه ، ودون تمييز شخصي أو طائفي ، أو عنصري بين كتاب وكتاب من كتبه ، أو بين رسول ورسول من رسله ، هكذا يقول القرآن : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) سورة البينة ويقول : (( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) سورة البقرة

غير أن كلمة الاسلام قد اصبح لها في عرف الناس مدلول معين ، هو مجموعة الشرائع والتعاليم التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم أو التي استنبطت مما جاء به ، كما أن كلمة اليهودية أو الموسوية تخص شريعة موسى وما اشتق منها ، وكلمة النصرانية أو المسيحية تخص شريعة المسيح عيسى وما تفرع منها .

علاقة الإسلام بالديانات السماوية السابقة :

إن علاقة الإسلام بالديانات السماوية في صورتها الأولى هي علاقة تصديق وتأييد كلي ، أما عن علاقته بها في صورتها المنظورة فهي علاقة تصديق لما تبقى من أجزائها الأصلية ، وتصحيح لما طرأ عليها من البدع والإضافات الغريبة عنها . ا . هـ

ان ما جاء به الإسلام لم يكن جديداً بقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته وكيف ان الاسلام كان مجدداً بالدرجة الأولى لما أوحاه الله على أول الانبياء .

ان الإسلام لم يزد الأديان ديناً جديداً ، بل هو رد الأديان المحرفة إلى أصولها يقول الله تبارك وتعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام ، وما اختلف الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم )) آل عمران : 19

ان الاسلام دين الأنبياء جميعاً ، الذي رضيه الله للبشر جميعاً منذ آدم إلى محمد ، عليهم الصلاة والسلام . وهو بمفهومه العام يعني الانقياد لأحكام الله ، باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، أي اخلاص العبادة لله ، وكل الانبياء دعوا إلى ذلك . فجوهر رسالة الإسلام يشتمل على رسالة كل نبي وكل كتاب أنزل ، فالأنبياء جميعاً جاءوا بالاسلام . لذلك نرى أن أسس رسالات الرسل ومبادىء دعوتهم واحدة ، لأنهم رسل من مرسل واحد .

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين




تقرير عن أبو ذر الغفاري

نسبه ونبذه مختصرة
هو جندب بن جنادة من غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع، انهم حلفاء الليل، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار, ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بدأ من أبي ذر، فهو ذو بصيرة، وممن يتألهون في الجاهلية ويتمردون على عبادة الأصنام، ويذهبون إلى الايمان باله خالق عظيم، فما أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال إلى مكة.

روي عن سنن الترمذي, الجزء 5 صفحة 669 في :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ ‏"‏ مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ‏"‏ ‏.
وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ‏.


وروى مثلة أحمد بن حنبل في مسنده.

[عدل] إسلامه
أسلم بمكة قديما وقال كنت في الإسلام رابعا ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم المدينة.

ويروي أبو ذر قصة إسلامه في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس قال: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال: قلنا بلى. قال: قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه واتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال فمر بي علي فقال كأن الرجل غريب قال: قلت: نعم. قال فانطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء.

قال فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد. قال: قلت لا. قال: انطلق معي قال: فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال: قلت له إن كتمت علي أخبرتك قال: فإني أفعل، قال: قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه. فقال له: أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي فقلت له: اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله

[عدل] داعية متفان في سبيل الإسلام
عرض النبي الإسلام عليه فأسلم، وشهد بأنه لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله، وطلب الرسول منه أن ‏يرجع إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام، ويكتم أمره عن قريش، ولكنه ما إن وصل إلى المسجد، حتى صاح بأعلى ‏صوته بالشهادتين، فثار إليه القوم وضربوه، فأنقذه العباس، مبيناً لهم مخاطر ما أقدموا عليه على تجارتهم التي تمر ‏بالقرب من غفار.‏

تركت هذه الحادثة أثراً سلبياً على نفسية أبي ذر، وعاهد نفسه أن يثأر من قريش، فخرج وأقام بـ"عسفان"، ‏وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام، يعترضهم ويجبرهم على إلقاء أحمالهم، فيقول أبو ذر لهم: لا يمس أحد حبة ‏حتى تقولوا لا إله إلا الله، فيقولون لا إله إلاّ الله، ويأخذون ما لهم.‏ حين رجع أبو ذر إلى قومه، نفّذ وصيّة رسول الله، فدعاهم إلى الله عز وجل، ونبذ عبادة الأصنام والإيمان ‏برسالة محمد، فكان أول من أسلم منهم أخوه أنيس، ثم أسلمت أمهما، ثم أسلم بعد ذلك نصف قبيلة غفار، ‏وقال نصفهم الباقي، إذا قدم رسول الله إلى المدينة، أسلمنا، وهذا ما تم، وجاؤوا فقالوا يا رسول الله: إخوتنا، ‏نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا. وفي ذلك قال رسول الله: "غفّار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله". ‏ مما يلفت له، أن أبا ذر كان من المبادرين الأول لاعتناق الإسلام، حتى قيل إنه رابع من أسلم، وقيل خامسهم.‏ وبقي أبو ذر بين قومه فترة طويلة، لم يحضر في خلالها غزوة بدر ولا أحد ولا الخندق، كما تقول الروايات، وبقي ‏بينهم في الخندق الآخر، حيث كان يفقههم في دينهم، ويعلمهم أحكام الإسلام.‏

وقد ورد أنه خرج مع رسول الله في أحد غزواته وكانت راحلته كبيرة فتأخرت في السير فتركها وحمل متاعه وسار خلف الركب فلما أبصره رسول الله قال : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويدفن وحده ويبعث وحده. هذا والله أعلم

[عدل] الجهر بإسلامه
كان أبو ذر يحمل طبيعة جريئة، فتوجه للرسول فور إسلامه بسؤال يا رسول الله، بم تأمرني ؟),فأجابه الرسول: (ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري),فقال أبو ذر: (والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في المسجد), هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته: (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله), كانت هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى، فأحاط به الكافرون وضربوه حتى صرعوه، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته إذا علمت، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم، لذا تركه المشركين، ولا يكاد يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر امرأتين تطوفان بالصنمين (أساف ونائلة) وتدعوانهما، فيقف مسفها مهينا للصنمين، فتصرخ المرأتان، ويهرول الرجال اليهما، فيضربونه حتى يفقد وعيه، ثم يفيق ليصيح مرة أخرى: (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله).

[عدل] حياته
المجاهر بالحق كان أبو ذر الغفاري من الرجال الذين أحبهم رسول الله ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المختلفة، وهما الصدق والوحدة والتفرد، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم في قريش، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده).

[عدل] شهادته
روى البلاذري في كتاب الأنساب : لما أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث بان الحكم ابن أبي العاص، ثلاثمائة ألف درهم، جعل أبو ذر يقول : بشر الكانزين بعذاب أليم، ويتلو قول الله عز وجل : « والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فبشرهم بعذاب أليم ».

فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان. فأرسل إلى أبي ذر، ناتلا مولاه : أن انته عما يبلغني عنك. فقال : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله. وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله، لئن أرضي الله بسخط عثمان، أحب الي، وخير لي، من أن أسخط الله برضاه. فاغضب عثمان ذلك، واحفظه، فتصابر، وكف. وقال عثمان يوما : أيجوز للامام أن يأخذ من المال، فاذا أيسر قضى ؟ فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك ! فقال أبو ذر : يا ابن اليهوديين، أتعلمنا ديننا ؟ فقال عثمان : ما أكثر أذاك لي، وأولعك باصحابي ؟ إلحق بمكتبك، وكان مكتبه بالشام، إلا أنه كان يقدم حاجا، ويسال عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله فيأذن له في ذلك، وانما صار مكتبه بالشام، لأنه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا، أني سمعت رسول الله يقول : إذا بلغ البناء سلعا، فالهرب، فاذن لي أن آتي الشام فأغزو هناك. فأذن له. وكان أبو ذر ينكر على معاوية اشياء يفعلها، وبعث اليه معاوية بثلاث مائة دينار، فقال : إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ؟ قبلتها ! وان كانت صلة فلا حاجة لي فيها. وبعث اليه مسلمة الفهري بمائتي دينار، فقال : أما وجدت أهون عليك مني، حين تبعث الي بمال ؟ وردَّها. وبنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال : يا معاوية، إن كانت هذه الدار من مال الله ؟ فهي الخيانة، وان كانت من مالك ؟ فهذا الاسراف. فسكت معاوية، وكان أبو ذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله، ولا سنة نبيه. والله اني لأرى حقا يطفأ، وباطلا يحيى، وصادقا يكذب، وأثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه. فقال حبيب بن مسلمة لمعاوية : ان أبا ذر مفسد عليك الشام، فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة. فكتب معاوية إلى عثمان فيه.

ويروى ابن سعد في الطبقات الجزء 4 صفحة 226

عن أبي ذر قال قال النبي يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ قال قلت إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به فقال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك اصبر حتى تلقاني قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر قال فقلت ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وقال معاوية نزلت في أهل الكتاب قال فقلت نزلت فينا وفيهم قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني إلى عثمان.

<الطبقات الكبرى لأبن سعد=""><
https://www.al-eman.com/Islamlib/view...BID=185&CID=51



يروي المسعودي في مروج الذهب الجزء الثاني صفحة340 : وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فنثرت البدر، حتى حالت بين عثمان وبين الرجل الواقف، فقال عثمان : إني لأرجو لعبد الرحمن خيرا، لأنه كان يتصدق، ويقري الضيف، وترك ما ترون. فقال كعب الأحبار : صدقت يا أمير المؤمنين. فشال أبو ذر العصا، فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان فيه من الألم، وقال : يا ابن اليهودي، تقول لرجل مات وترك هذا المال إن الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة، وتقطع على الله بذلك، وانا سمعت النبي يقول : ما يسرني أن أموت، وأدَعَ مايزن قيراطاً. فقال له عثمان : وارِ عني وجهك. فقال : أسير إلى مكة. قال : لا والله ؟ قال : فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت ؟ قال. إي والله. قال : فالى الشام، قال : لا والله. قال : البصرة. قال : لا والله، فاختر غير هذه البلدان. قال : لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك. ولو تركتني في دار هجرتي، ما أردت شيئا من البلدان، فسيرني، حيث شئت من البلاد. قال : فاني مسيرك إلى الربذة. قال : الله أكبر، صدق رسول الله قد أخبرني بكل ما أنا لاق. قال : عثمان : وما قال لك ؟ قال : أخبرني بأني أمنع عن مكة، والمدينة، وأموت بالربذة، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحو الحجاز.

[عدل] جهاده بلسانه
ومضى عهد الرسول ومن بعده عهد أبو بكر وعمر، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها، وجاء عصر عثمان وبدأ يظهر التطلع إلى مفاتن الدنيا ومغرياتها، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف، رأى أبو ذر ذلك فمد يده إلى سيفه ليواجه المجتمع الجديد، لكن سرعان ما فطن إلى وصية رسول الله: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ)...

فكان لابد هنا من الكلمة الصادقة الأمينة، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة، وخرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين: (بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة)...

وبدأ أبو ذر بالشام، أكبر المعاقل سيطرة ورهبة، هناك حيث معاوية بن أبي سفيان وجد أبو ذر فقر وضيق في جانب، وقصور وضياع في الجانب الآخر، فصاح بأعلى صوته: (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه)...

ثم ذكر وصية الرسول بوضع الأناة مكان الانقلاب، فيعود إلى منطق الإقناع والحجة، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط، جميعا شركاء بالرزق، إلى أن وقف أمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول في غير خوف ولا مداراة، ويصيح به وبمن معه: (أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم؟؟)...

ويجيب عنهم: (نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن، وشهدتم مع الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال: أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية: {...وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}...

فيقول معاوية: (لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب)... فيصيح أبو ذر: (لا... بل أنزلت لنا ولهم)... ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل إلى الخليفة عثمان : (إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشام)... فيكتب عثمان إلى أبي ذر يستدعيه، فيودع الشام ويعود إلى المدينة، ويقول للخليفة بعد حوار طويل: (لا حاجة لي في دنياكم)... وطلب الأذن بالخروج إلى (الربذة)... وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا: (والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي)...

فأبو ذر لا يريد الدنيا، بل لا يتمنى الإمارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى... لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذر: (لست أخيك، إنما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا)... كما لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا، فأزاحه عنه وقال: (إليك عني، ألست الذي وليت الإمارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا)... وعرضت عليه إمارة العراق فقال: (لا والله... لن تميلوا علي بدنياكم أبدا)...

[عدل] مناقبه
وردت أحاديث في كتب الصحاح في فضل أبي ذر ومناقبه ومنها: عن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر" رواه الإمام أحمد وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر "عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (مسلم) وعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك)

وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"(مسلم)

وعن الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله قال قلت ما يفر الناس قال إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله.

[عدل] اقتدائه بالرسول
عاش أبو ذر مقتديا بالرسول فهو يقول: (أوصاني خليلي بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أصل الرحم، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله)... وعاش على هذه الوصية، ويقول الإمام علي: (لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر)...

وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى: (والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تحتزوا لأنفذتها)...

ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له: (أليس لك ثوب غير هذا؟... لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟)... فأجابه أبو ذر: (يا بن أخي، لقد أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني)... قال له: (والله انك لمحتاج إليهما)...

فأجاب أبو ذر: (اللهم غفرا انك لمعظم للدنيا، ألست ترى علي هذه البردة، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)...

[عدل] وفاته
فبقي في (الربذة) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري، وبجواره زوجته تبكي، فيسألها: (فيم البكاء والموت حق؟)... فتجيبه بأنها تبكي: (لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)... فيبتسم ويطمئنها ويقول لها: لا تبكي، فاني سمعت رسول الله ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين)... وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري، وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت)... وفاضت روحه إلى الله، وصدق...

فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول: (صدق رسول الله، تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك)... وبدأيقص على صحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره....



تقرير عن الشفاء بنت عبد الله العدوية



مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين ، أما بعد :
فأقدم تقريري عن الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن عدي بن كعب القرشيةالعدوية. واسمها ليلى وغلب عليها الشفاء.
وقال أبو عمر: أمها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائد بن عمران المخزومية.
و سيشمل الموضوع على إسلامها ,و بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليهوسلم,
و بعض المواقف في حياتها عن التابعين, و الخاتمة و المراجع.
الموضوع:
إسلامها:
أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول وبايعت النبيصلى الله عليه وسلم كانت من عقلاء النساء وفضلائهن وكان رسول الله صلى الله عليهوسلم يأتيها ويقيل عندها في بيتها وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينامفيه
بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليهوسلم:
ـ وكانت الشفاء ترقى في الجاهلية، ولما هاجرت إلى النبي -صلىالله عليه وآله وسلم- وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج، فقدمت عليه، فقالت: يارسول الله، إني قد كنت أرقى برُقَى في الجاهلية، فقد أردت أن أعرضها عليك. قال: فاعرضيها. قالت: فعرضتها عليه، وكانت ترقى من النملة، فقال: ارقي بها وعلميها حفصة . إلى هنا رواية ابن منده، وزاد أبو نعيم: باسم الله صلو صلب خير يعود منأفواهِهَا، ولا يضُرُّ أحدًا، اكشفْ الباسَ ربَّ الناسِ .قال: ترقي بها على عودكُرْكُمْ سبع مرات، وتضعه مكانا نظيفا، ثم تدلكه على حجر بِخَلٍّ خُمْرٍ مصفَّى، ثمتطليه على النَّمْلة. ـ بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:
ـ ويروي أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن عمر بن الخطاب فقدسليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، ومسكن سليمانبين المسجد والسوق، فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في صلاةالصبح! فقالت له: إنه بات يصلي فغلبته عيناه!فقال عمر لأن أشهد صلاة الصبح فيالجماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة.
ـ وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها، وربما ولاهاشيئا من أمر السوق.
وعن محمد سلام قال : أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبدالله العدوية أن أغدي علي . قالت : فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العيصببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه فأعطانيه قالت : فقلت تربت يداك يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وجاءتك منقبل نفسها . فقال : ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب الى رسولالله صلى الله عليه وسلم منك.
بعض المواقف من حياتها مع التابعين
قال أبو خيثمة: رأت الشفاء بنت عبد الله فتياناً يقصدون فيالمشي ويتكلمون رويداً، فقالت: ما هذا؟ قالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلمأسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو والله ناسك حقاً
ـ بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليهوسلم:
روي عن الشفاء بنت عبد الله وكانت امرأة من المهاجرات قالت
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقالإيمان بالله وجهاد في سبيل الله عز وجل وحج مبرور..
الخاتمة:
أختم تقريري عن الشفاء بنت عبدالله بن عبد شمس بن عدي بن كعب القرشيةالعدوية. وأتمنى أن ينال الإعجاب وفي لقاء آخر وفي تقرير جديد ...ان شاء الله.

المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة
كتاب التربية الاسلامية -8



مع تمنياتي لكِ بالتوفيق




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

مشكورين
بتحصل




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

انا بعد عندي




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

شفاء بنت عبد الله


نسبها

هي الشفاء بنت عبد الله ابن شمس بن خلف القرشية العدوية، من المبايعات، وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن مخزوم. أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأوائل وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم".(1)


فضائلها

كانت رضي الله عنها من عقلاء النساء وفضلائهن، أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان فكانت تأتيها نساء المدينة يتعلمن منها الكتابة، وكانت من بينهن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها. فكانت دارها بحق أول مدرسة بالمدينة المنورة.


مهنتها الطب

وكانت رضي الله عنها تخرج مع رسول الله صلى الله عليه في غزواته فتداوي الجرحى وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب وقد اشتهرت برقية النمِلة وهي قروح تصيب الجنين.

عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن الشفاء ابنة عبد الله قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعدة مع حفصة بنت عمر فقال ما يمنعك أن تعلمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة.(2)
كانت من عقلاء النساء وفضلائهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منه مروان.


عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بالذي قالت الشفاء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء فقال اعرضي علي فعرضتها عليه فقال ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدته.


علمها واهتمامها بالدعوة والسياسة

كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه يجلها ويقدرها ويأخذ مشورتها فولاها أمر الحسبة.(3)

روت هذه الصحابية الفاضلة أحاديث عدة ينم معنى هذه الأحاديث عن اهتمامها بالسياسة وبأمر الدعوة إلى الله عز و جل أوردها هنا وان قصرت في تعليقي عنها، فهي وحدها كافية ومعبرة عما كان لهذه الصحابية الجليلة من اهتمام بأمر المسلمين وتبليغ لكلمة الله. فذاكرتها وفطنتها وحنكتها سجلت لها أحاديث عظيمة، استوعبتها وعملت بها ونصحت ووجهت وقومت بها سلوكيات رأتها مخالفة لما عهدت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.

عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن الشفاء ابنة عبد الله قالت : " ثم جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه فجعل يعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت ثم حانت الصلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي وهي أم شرحبيل ابن حسنة فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت ها هنا؟ فقال: يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما النبي صلى الله عليه و سلم. فقلت بأبي أنت وأمي... أنا ألومه وهذا شأنه؟؟ فقال شرحبيل: إنما كان أحدهما درعا فرقعناه".(4)

صحابية جليلة تلوم رسول الله صلى الله عليه وسلم على تقصيره في العطاء وتتعظ حين يبلغها أنه استعار الثوب وتلوم زوج ابنتها على عدم حضور الصلاة في المسجد هل كانت على هامش المجتمع أم في قلبه النابض الحي بل وعت دورها في الوعظ والإرشاد و رد الأمور إلى نصابها؟

أخبرنا عمر بن سليمان عن أبي حتمة عن أبيه قال قالت الشفاء ابنة عبد الله وقد رأت فتيانا يقصدون في المشي و يتكلمون رويدا فقالت: ما هذا؟، فقالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع وهو الناسك حقا.(5)
عن سليمان بن أبي حتمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال: ما شأن هذين ما شهدا معنا الصلاة ؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليان حتى أصبحا وصليا الصبح وناما فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح.(6)

عن الشفاء بنت عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسولي كسرى لما بعتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربي عز وجل قد قتل ربكما الليلة في خمس ساعات مضين منها قتله ابنه شيروين، سلطه الله عليه فقولا لصاحبكما إن تسلم أعطيك ما تحت يديك في بلادك وإن لا تفعل يغن الله عنك ارجعا إليه فأخبراه (الديلمي) (7)

من حديث الشفاء بنت عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حداقة السهمي منصرفا من الحديبية إلى كسرى وبعث معه كتابا مختوما فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله,وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك إثم المجوس "قال عبد الله بن حداقة فانتهيت إلى بابه فطلبت الإذن عليه، حتى وصلت إليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرئ عليه، فأخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مزق الله ملكه.(8)

نفس الحديث أخرجه البخاري مختصرا عن ابن عباس، بعث بكتابه مع عبد الله بن حداقة السهمي وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، قال: فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق.
لماذا أورد البخاري الحديث مختصرا من رواية ابن عباس وجاء حديث الشفاء مطولا: هل كانت دونته أم هي كاتبته حيث أنها كانت تعلم الكتابة؟ على أي هذا يبين أن الاهتمام بالسياسة كان ضمن اهتماماتها، ويثبت ذلك حديث آخر. رواه الطبراني.

عن ابن شهاب قال: قال عمر ابن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حتمة: من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات الأول، أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخل عمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من يومئذ. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحاح.

عن محمد بن سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغذي علي قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العاص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه وأعطانيه قالت فقلت: يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتت من قبل نفسها، قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك.(9)
ففيم تحدثت ساعة مع عمر؟ وكيف تجرأت وناقشته فيما أعطاه لها؟ وكيف أقنعها رده؟ رضي الله عنهم أجمعين.

وأختم بحديث غريب وجدته(10): ومن قال للشفاء علمي حفصة رقية النملة قيل أن هذا من لغز الكلام ومزاحه كقوله للعجوز لا تدخل العجوز الجنة، وذلك أن رقية النملة شيء كانت تستعمله النساء يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع. من أين هذه المقولة؟ ومن أي فقه انبثقت؟ هل لأنه ليس للمرأة حق في مهنة الطب؟ عجبا امرأة ناقصة عقل ودين تعرف الطب؟ خلقت من ضلع أعوج وتعالج المرضى؟
وهل تتعلم النساء الكتابة أم أنه كما قال علي القارى في المرقاة "يحتمل أن يكون جائزا للسلف دون الخلف لفساد النسوان في هذا الزمان" ويستدل أصحاب هذا القول بحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" وحديث ابن عباس مرفوعا "لا تعلموا نساءكم الكتابة" مع العلم أن الحديث الأول في سنده محمد بن إبراهيم الشامي منكر الحديث ومن الوضاعين. قال الذهبي: قال الدار قطني كذاب. قال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه كان يضع الحديث. والثاني فيه جعفر بن نصر وهو متهم بالكذب قال صاحب الكامل: حدث عن الثقات بالبواطيل.

أما آن لنا أن نزيح غبش قرون العض والجبر عن سنة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنرى إشراقة صبح على امرأة تخطو على خطى خير نساء طلعت عليهن الشمس.
--------------
1- الاستيعاب ج4 ص1868.
2- نفس المرجع ص1869 وأيضا في شرح الزرقاني ج1 ص387.
3- مصنف ابن ابي شيبة ج5 ص43.
4- المستدرك عن الصحيحين ج4 ص64.
5- الطبقات الكبرى ج3 ص290.
6- طبقات ابن سعد ج8 رقم 22797.
7- مجلد 12 حديث رقم 35345 مسند عمر.
8- ذكر الواقدي أيضا في الطبقات ج 1 القسم 2 ص16.
9- الإصابة ج8 ص10.
10- النهاية في غريب الحديث ج5 ص119.




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

مشكوره




في كتير بالقسم

هاد واحد منهم

https://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=56681





ابغي تقرير عن تكريم الانسان.....~





الأعضاء ماقصروا .!

واي طلب ثاني نحن في الخدمه !.





مشكووووووووووووووووورين