عنوان الموضوع : تقرير للشاعر احمد شوقي (عربي) اماراتي
مقدم من طرف منتديات بيت الامارات النسائي


تقرير عن الشاعر الكبير المصري ( احمد شوقي )

أحمد شوقي.. أميرالشعراء
(
في ذكرى وفاته : 13 من جمادى الآخرة 1351 هـ)


المقدمه


كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر منيأخذ بيده، ويبعث فيه
روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء فيالأوصال، فتتورد
وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خاملالحركة،
كليل البصر. وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروحإلى
الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكلوالصورة،
ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربهالغنية.
ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها،فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم،وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجمهذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس،وأشجى القلوب.





الموضوع


المولدوالنشأة




ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعملوصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدهاونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظقدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديانالابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكبعلى دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
وبعد أنأنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأتموهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير،فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدحالخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليهقصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي،وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.

السفر إلىفرنسا
وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذيما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامينلدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازةالحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدبالفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.
العودة إلى مصر
عادشوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة فيالقصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له فيصراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيمبمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عنعرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوامن الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته فيدار جميلة تطل على البحر المتوسط.

شعره في هذه الفترة
ودار شعر شوقي فيهذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاععنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلسعلى عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
ووقفشوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة علىالمحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّارحين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدةعنيفة جاء فيها:
غمرت القوم إطراءً وحمدًا
وهم غمروك بالنعمالجسام

خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا
أضيف إلى مصائبنا العظام

لهجتبالاحتلال وما أتاه
وجرحك منه لو أحسست دام

وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطهبالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلابعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركةالوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أناستوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان،قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كاملوجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
المشرقان عليك ينتحبان
قاصيهما في مأتموالدان

يا خادم الإسلام أجر مجاهد
في الله من خلد ومن رضوان

لمّانُعيت إلى الحجاز مشى الأسى
في الزائرين وروّع الحرمان

وارتبط شوقي بدولةالخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبدالحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهموتشد من أزرهم، فيقول:
أما الخلافة فهي حائط بيتكم
حتى يبين الحشر عنأهواله

لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم
فمصيبة الإسلام من جُهّاله

ولماانتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمةبعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلهابقوله:
بسيفك يعلو والحق أغلب
وينصر دين الله أيان تضرب

وهي مطولةتشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوةأمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعةمن روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"،وقد استهلها بقوله:
سل يلدزا ذات القصور
هل جاءها نبأ البدور

لوتستطيع إجابة
لبكتك بالدمع الغزير

ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولاممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفةالمسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقيوحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.
وفي هذه الفترة نظم إسلامياتهالرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة فيالنظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهرقصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخالجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول فيمطلع القصيدة:
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهرالحرم

ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلامانتشر بحد السيف:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا
لقتل نفس ولا جاءوا لسفكدم

جهل وتضليل أحلام وسفسطة
فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم

ويلحقبنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدةذكرى المولد التي مطلعها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال لهعتابًا

كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنسالأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعهالأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمارومكائده.
وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانتبعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاجلمصر.

النفي إلى إسبانيا
وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلملغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيونالأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبةوغرناطة.
وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"،وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوةوالخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعدوفاته.
وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحهوأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربيبقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدتهالتي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوانكسرى، ومطلعها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس

وقد بلغتقصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها،كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التيتعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كلجنس

وطني لو شُغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي

شهدالله لم يغب عن جفوني
شخصه ساعة ولم يخل حسي
العودة إلى الوطن
عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعباستقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظإبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م،وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطفقومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يتركمناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.
لقدانقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبحشاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيمابينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:
إلامالخلف بينكم إلاما؟
وهذي الضجة الكبرى علاما؟

وفيم يكيد بعضكملبعض
وتبدون العداوة والخصاما؟

وأين الفوز؟ لا مصر استقرت
على حال ولاالسودان داما

ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهمإلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرةتوت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصةللتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظمقصيدة رائعة مطلعها:
قفي يا أخت يوشع خبرينا
أحاديث القرونالغابرينا

وقصي من مصارعهم علينا
ومن دولاتهم ما تعلمينا

وامتدشعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعرهقصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضدالاحتلال الفرنسي، ومنها:
بني سوريّة اطرحوا الأماني
وألقوا عنكم الأحلامألقوا

وقفتم بين موت أو حياة
فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا

وللأوطانفي دم كل حرٍّ
يد سلفت ودين مستحقُّ

وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجةيُدَقُّ

ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقدكان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي،وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:
عادتأغاني العرس رجع نواح
ونعيت بين معالم الأفراح

كُفنت في ليل الزفافبثوبه
ودفنت عند تبلج الإصباح

ضجت عليك مآذن ومنابر
وبكت عليك ممالكونواح

الهند والهة ومصر حزينة
تبكي عليك بمدمع سحَّاح


إمارةالشعر
أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبةوطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعهشعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبةاختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفلوفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارةالشعر قائلاً:
بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي
بشعر أمير الدولتينورجِّعي

أعيدي على الأسماع ما غردت به
براعة شوقي في ابتداءومقطع

أمير القوافي قد أتيت مبايعًا
وهذي وفود الشرق قد بايعتمعي



مسرحيات شوقي


أحمد شوقي و سعد زغلول
بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرببإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامتهفي فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.
وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعريةالرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخالمصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"،و"البخيلة".ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحدأبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد. وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي علىمسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرةمن الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولاتنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.
مكانة شوقي
منحالله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًاكانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أوجالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراءالعربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعلهذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعةالجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه،وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء فياستظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًابالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلاالمتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التينظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
وكان ذا حس لغوي مرهفوفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثيرالطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلالقلة قليلة من فحول الشعراء.
وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التيمكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر فيبعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
وقد نظمالشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعةترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
وقد جمع شوقيشعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمعالأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقياتالمجهولة".




الخاتمة


وفاته
ظل شوقيمحل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظمقصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م.


المراجع


منمراجع الدراسة:
·
أحمد شوقي: الشوقيات – تحقيق علي عبد المنعم عبد الحميدالشركة المصرية العالمية للنشر – القاهرة (2017م).
·
شكيب أرسلان: شوقي أوصداقة أربعين سنة – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة (1355 هـ = 1936م).
·
شوقي ضيف: شوقي شاعر العصر الحديث – دار المعارف – القاهرة (1975م).
·
عبدالرحمن الرافعي: شعراء الوطنية – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة (1373هـ = 1954م).
·
ماهر حسن فهمي: أحمد شوقي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة (1985م).
·
محمد مندور: أحمد شوقي – منشورات المكتب التجاري – بيروت (1970م




اتمنى ان ينال اعجابكم




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

جزاكِ الله خير هالة موضوع مميز رعاكِ الله ++




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تسسلمين عالتقرير..

بةركت جهودج اختي




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

مشكورة استمري ..^
ودي لكي ..^




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

الــســـلامــ عــلــيــكــمــ و رحـــمــة الله و بـــركـــاتــهـــ ....

مـــشـــكـــورهــ و جـــزاكــ الله خـــيـــراً ....

مـــوفــقـــهــ ...




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :