عنوان الموضوع : الاتجاهات نحو المعاقين،تعريفها،طبيعتها،مكوناتها،التوعية،الاندماج في الامارات
مقدم من طرف منتديات بيت الامارات النسائي


الموضوع سيقسم لخمس مشاركات وهو منقول وموثق بالمراجع


دعواتكم






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

تمهيد :

تحتل الاتجاهات مكانا هاما في تحديد سلوك الأفراد تجاه بعضهم البعض ، فهي تؤثر في إدراكهم للمواقف والأحداث التي تربطهم بالآخرين ، وفي حكمهم علي تلك المواقف ، كما أنها تؤثر في الكفاءة والدافعية لعمل شئ ما ، وتساعد في تحديد طبيعة العلاقات التي تربط الأفراد ببعضهم البعض من خلال درجة ميلهم نحو تلك العلاقات ، بل توجههم نحو اختيار الفلسفات التي سيعيشون وفقها في المجتمع .




وبما أن للاتجاهات هذه الأهمية في التأثير على تفاعل الأفراد فيما بينهم فإنها بالتأكيد ستحمل أهمية أكبر عندما يكون هذا التفاعل نحو المعاقين ، ذلك أن الاتجاهات هنا ستؤثر في طبيعة التعامل معهم وبالتالي قبولهم في المجتمع من عدمه . و" لما كانت الاتجاهات واحدة من المحددات الأساسية للسلوك ، فأنماط السلوك المتوقعة من الآخرين نحو المعاقين تتأثر بشكل كبير بطبيعة الاتجاهات السائدة نحو المعاقين من الأفراد غير المعاقين حيث أن ذلك يؤثر على الفرص المتاحة للمعوقين للتفاعل مع المجتمع ومؤسساته المختلفة المتاحة .


وإزاء الاهتمام بتطوير الخدمات التأهيلية للمعوقين تظهر الحاجة إلي التعرف على الاتجاهات السائدة نحو المعاقين " ( جاد الله ، 2001 : 2) .


لقد تعددت الإعلانات العالمية حول المعاقين ورعايتهم ، وكثرت تلك المناسبات التي ترفع شعارات باسم الدفاع عنهم وعن حقوقهم . فهناك " اليوم العالمي للمعاقين " و "السنة الدولية" و" العقد العالمي والعربي للمعاقين" . ولهذه المناسبات أهميتها ، إذ أنها تلفت انتباه الدول بمؤسساتها ومرافقها إلي قضايا المعاقين، كما أنها تطرق أبواب المناداة بضرورة الاهتمام بقضاياهم وتذكيرهم بأنهم جزء من هذا الكل ( المجتمع ).


تعريفها :
• عرفها ( عمر ، 1990 : 204 ) بأنها " عبارة عن الأنظمة الإيجابية أو السلبية الثابتة والمتضمنة تقويم الفرد لموضوع معين والمرتبطة بمشاعره، وانفعالاته ، واستعداداته التي تدفعه نحوه أو تبعده عنه .
• ويعرف ( زهران ، 1984 : 136) الاتجاه قائلا : وهو " عبارة عن استعداد نفسي أو تهيؤ عقلي متعلم ، للاستجابة الموجبة أو السالبة ، نحو الأشخاص أو الأشياء أو الموضوعات أو المواقف أو الرموز ، في البيئة التي تستثير هذه الاستجابة " .
كما يعرفه روكيتش (Rokeach , 1968) " بأنه تنظيم مكتسب ، له صفة الاستمرار النسبي ، للمعتقدات التي يعتقدها الفرد نحو موضوع معين أو موقف ، ويهيئه للاستجابة باستجابة تكون لها الأفضلية عنده " ( جلال ، 1989 : 151 ) .



الرأي والاتجاه :
يعبر الاتجاه عن ميل إلي الشعور أو السلوك أو التفكير بطريقة محددة ، إزاء أناس آخرين أو منظمات أو موضوعات أو رموز، تتعلق بالجانب الشعوري أو الوجداني ، بما يظهره الفرد نحو موضوع الاتجاه من إقبال أو إحجام أو كراهية. أما الجانب الفكري أو المعرفي فهو يشير ببساطة إلي مجموعة من الأفكار والمعتقدات والحجج التي يتقبلها الشخص نحو موضوع الاتجاه . ويختلط الاتجاه بالسلوك ، الذي يعنى الوقوع والتورط في سلوك ظاهر نحو موضوع الاتجاه ، أي في أحيان كثيرة لا يقتصر التعبير عن الاتجاه على الجانبين الشعوري والفكري بل قد يترجم إلي أفعال سلوكية نحو موضوع الاتجاه . ( عبد الكافي : 2000: 58 ).




" الرأي " هو اعتقاد خال من الدافعية، ويعد عرضة للتغيير ، إذ لم تعد الشواهد أو الحقائق مؤكدة له . وهو عبارة عن إعلان وجهة نظر تتغير وفقا لتغير الموقف ذاته. أما " الاتجاه " فهو حالة من الاستعداد أو التأهب العقلي ذات دوام نسبى ترتبط بالجانب الانفعالي ( الوجداني ). وذلك لا يعنى أن الاتجاهات لا تتغير نهائيا ، فهي تتغير إلا أن تغيرها ليس بنفس السرعة والبساطة التي يتغير بها الرأي . ويأتي الاتجاه من مصدرين الأول ، هو الخبرات الشخصية المباشرة أما الثاني ، فهم الأفراد الآخرون ( مثل الآباء والأقارب والأقران والمؤسسات الأكاديمية ووسائل الإعلام.(خليفه ومحمود، د.ت : 32).




طبيعة الاتجاهات :-
" تنشأ الاتجاهات خلال التعامل مع البيئة الاجتماعية والتوافق معها. وبمجرد تكون الاتجاهات فإنها تضفي النظام على أسلوب ردود الأفعال وتيسر التوافق الاجتماعي . وفي المراحل الأولى لنمو الاتجاه يمكن أن تعدل مكوناته مع إجراء التجارب الجديدة . ولكن في مرحلة تالية تصبح الاتجاهات غير مرنة ونمطية " .( لامبرت وآخرون ، 1989 : 114).



والاتجاهات قد تكون نوعية ، كخوف الطفل من الحيوانات ، أو عامة كموقف الرجل من عمل المرأة ، وهى هنا تسمى سمة . كما أنها قد تكون موجبة كالحب والتحبيذ ، أو سالبة كالكراهية والنفور ، نحو شخص أو موضوع ، وهنا نسميها التعصب . ومن الاتجاهات ما يكون مختلفاً في مفهومه لدى أصحابه ، فقد يكون لكل فرد مفهومه الخاص عن موضوع الاتجاه رغم وحدة موضوع الاتجاه . والاتجاه يتكون عند تكامل خبرات الفرد ومن ثم يتحدد تحديداً واضحا وهو بذلك يتميز عن غيره من الاتجاهات . وعنصر التقليد ، والإيحاء عاملان هامان في تكوينه . على أن التقليد أهم العوامل وأسبقها في تكون الاتجاه عند الطفل . ( عوض،1980: 87 )


وقد لا يكون الفرد على وعى كامل بكل اتجاهاته ، ولا يعي أيضا التأثير الضخم الذي تمارسه الاتجاهات على سلوكه الاجتماعي. فإذا نشأ لدى فرد ما اتجاه قوى سلبي أو إيجابي نحو موضوع معين ، فإنه ينظر إلي أي فعل يصدر تجاه أو حول هذا الموضوع بطريقة متميزة . وبالمثل فعندما يتبين أن شخصا تعرفنا به حديثا له نفس آرائنا تجاه قضايا اجتماعية متنوعة ، فإننا نستطيع أن نحس بنمو مشاعر حسنة تجاهه . ( لامبرت ، 1989: 114)


وترتبط الاتجاهات الإيجابية المتكونة عند الأفراد نحو ظاهرة معينة بتأييد كل ما يتعلق بها من جميع جوانبها، مما ينعكس على سلوكياتهم التي تتصف بالتصدي والدفاع عنها وحمايتها والدعوة لها واستقطاب الآخرين للوقوف في صفها .


وتتصف الاتجاهات السلبية المتكونة عند الأفراد نحو ظاهرة معينة برفض ونبذ كل ما يتعلق بها من جميع جوانبها جملة وتفصيلاً ، مما ينعكس على سلوكياتهم والتي تبدو في مناهضتهم لها والتشهير بها والدعوة ضدها واستقطاب الآخرين لمحاربتها . ( عمر ، 1990: 220 - 221 )


وترى الباحثة أنه ليس بالضرورة أن تكون الاتجاهات السلبية هي الاتجاهات الخاطئة فربما يكون اتجاهنا سلبيا نحو ظاهرة معينة تظهر وتنتشر في المجتمع الغربي، ويكون هذا الاتجاه السلبي هو الاتجاه الصحيح بالنسبة لمجتمعاتنا العربية بالرغم من أنه وصف بأنه اتجاه سلبي وليس إيجابي من قبل الغرب ، والعكس صحيح.


وبهذا يمكن القول بأن الاتجاه الإيجابي معناه الميل والتأييد لموضوع معين بغض النظر عما إذا كان هذا الموضوع صحيحاً أو غير صحيح ، ولكن بمجرد أن تكون لدى الفرد رغبة في قبول هذا الموضوع فإن اتجاهه الشخصي نحوه يوصف بالإيجابية . مثلاً اتجاه الناس نحو شراء كل ما هو مستورد ، مهما كان نوعه ، وترك ما هو محلى . في حقيقة الأمر هذا الاتجاه خاطئ ولكن بمجرد ميل مجموعه من الناس نحوه أصبح اتجاهاً إيجابياً بالنسبة للموضوع نفسه بغض النظر عن التقييم الفعلي لهذا الموضوع وما قد يكون له من فائدة تعود على الفرد والمجتمع .


وتجدر الإشارة إلي أن الاتجاه ليس هو السلوك ذاته ، ولكنه يدفع نحو السلوك. وفي بعض الأحيان لا يدل السلوك الظاهري على اتجاه الفرد الحقيقي . ذلك أن العوامل الاجتماعية قد تجعل الفرد يحجم عن التعبير الصريح عن اتجاهه الحقيقي إزاء الموضوعات الشائكة . كذلك يجب أن نميز بين الاتجاه والعاطفة ، فالاتجاه أكثر عمومية وشمولاً . فبينما تقتصر العاطفة على الجانب الشعوري الوجداني ، فإن الاتجاه يشمل جوانب عقلية ومعرفية وسلوكية . وتتصف بعض موضوعات الاتجاهات في بادئ الأمر بأن تكون محدودة ، حيث ينحصر اهتمام الفرد في أفراد من جماعات صغيرة وبعد ذلك تتسع دائرة الاتجاهات وتشتمل على موضوعات مجردة وأمور معنوية . و

تتكون الاتجاهات النفسية نتيجة لتكامل مجموعة من الخبرات الجزئية التي تدور حول موضوع معين ، تتكامل هذه الخبرات في وحدة كلية ينتج عنها نوع من التعميم .(عيسوي، 1984 : 45) .




مكونات الاتجاه :-
1- المكون الوجداني : Affective Component
هو من أهم مكونات الاتجاه ، ويقصد به الميل والاستجابة تجاه موضوع وتقييمه بطريقة إيجابية أو سلبية ، أي أنه حسن أو سيئ . ويقوم هذا المكون على أساس الاستجابة الوجدانية التقييمية لمثير أو موضوع ما. ( غريب ، 1993 :106) .
وتصف ( توفلس ، 1998 : 60) الجانب الوجداني بأنه يمثل لب الاتجاه، والمكونات المعرفية والسلوكية تأتى كإضافات عليه . فالشخص يميل إلي موضوع معين ويحبه في البداية ، وبعد ذلك يحاول جمع معلومات عنه تؤيد هذا الميل، وبالتالي يسلك سلوكا يتفق مع مشاعره تجاه الموضوع . " ويشير هذا المكون إلي قوه الانفعالات التي ترتبط بوجدان الانسان حول موضوع الاتجاه مما يشكل الشحنة الانفعالية التي تصاحب تفكير الفرد حول موضوع الاتجاه بما يميزه عن غيره فيكون اتجاها إيجابيا أو سلبيا " . ( عمر ، 1990: 204) .

2- المكون المعرفي : Component Cognitive
يشير هذا المكون إلي العمليات العقلية التي ترتبط بنمط تفكير الفرد حول موضوع الاتجاه ، والمبنية على ما يعتقد فيه من نظام للقيم ، وما يؤمن به من آراء ووجهات نظر اكتسبها من خبرات سابقة مع مثيرات هذا الموضوع ، مما يسهم في إعداده وتهيئته وتأهبه للاستجابة لها وتقويمها، في المواقف والظروف المتشابهة، بنفس التفكير المبنى على المعرفة المسبقة . (عمر، 1990: 204) .



ويتضمن مكونات المعرفة والخبرة التي تراكمت عند الفرد أثناء احتكاكه بعناصر البيئة ، منها المدركات والمفاهيم ، وهى ما يدركه الفرد حسياً أو معنوياً ، والمعتقدات وهى مجموعة المفاهيم المتبلورة الثابتة في المحتوى النفسي والعقلي للفرد ، والتوقعات وهى ما يمكن أن يتنبأ به الفرد بالنسبة للآخرين أو يتوقع حدوثه منهم . ( توفلس ، 1998 : 61).

3- المكون السلوكي : Behavioral Component
يشير إلي الخطوات الإجرائية التي ترتبط بتصرفات الإنسان إزاء موضوع الاتجاه بما يدل على قبوله أو رفضه ، بناء على تفكيره حوله وإحساسه الوجداني به . لذا يعتبر المكون السلوكي هو المحصلة النهائية لتفكير الانسان وانفعالاته حول مثيرات هذا الموضوع ، بما يكفل له الاستجابة على شكل خطوات إجرائية . ( عمر ، 1990: 205) . والجانب السلوكي أو النزوعى أخطر هذه الجوانب ، حيث يعتبر ترجمة فعلية للجانبين الوجداني والمعرفي ، إذ يُحولهما إلي أفعال سلوكية نحو موضوع الاتجاه بحيث تصبح هذه الأفعال ذات محتوى خطير. ( توفلس ، 1998 :61) .



ويرى لوت ، 1973Lott , أن مكونات الاتجاه يرتبط كل منها بالآخر. بمعنى أن هناك اتجاها عاما نحو ترابط المكونات الثلاثة للاتجاه . ويؤكد تراث علم النفس الاجتماعي هذه الحقيقة . والتفسير البسيط ، لأهمية وجود هذا الترابط هو أن عدم وجود تجانس بين مكونات الاتجاه الثلاثة سوف يسبب قلقاً وشعوراً بعدم الراحة لصاحب الاتجاه مما يدفعه إلي تحقيق الانسجام والترابط بينها نحو موضوع معين .( غريب ،1993 :107) .




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

تعديل الاتجاهات :-

" ليس من السهل بمكان على الانسان أن يغير اتجاهاته ، التي كونها واكتسبها خلال مراحل تكوينها التي استغرقت فترة من الوقت ليست بالقليلة نحو موقف معين، من حالة إلي أخرى بين يوم وليلة . كما أنه ليس من السهل بأي حال من الأحوال تغير الاتجاهات العامة عند الناس ، والتي سادت بينهم عبر فترات زمنية متتالية ، نحو ظاهرة معينة في المجتمع ، من حالة إلي حالة أخرى بدعوة من أحد في مركز سلطة أو بناءً على إيحاء من أحد الأصدقاء " . ( عمر ، 1990 : 236 ) .


ويذكر( عوض ، 1980: 30 ) أن الاتجاهات عندما تصبح من المكونات الأساسية للشخصية يصعب تغييرها أو تعديلها ، خاصة تلك التي تتميز بالقوة والتي تنشا في مراحل مبكرة من حياة الفرد . وإذا كان من الممكن تعديل الجوانب المعرفية إلا أن تعديل الجوانب الوجدانية والسلوكية منها أمر صعب جدا . ومع هذا فإنه أحيانا ما يعدل الفرد بعض اتجاهاته إذا ما تعرض لظروف طارئة تجبره على هذا . ففي دراسة لـ دويتش و كولينيز Doitch and Colenize نجدهما يتحدثان عن زوجات بيض اضطررن للسكنى مع زوجات زنجيات فتغيرت اتجاهاتهن نحو الزنوج وأصبحت أقل عدائية .


والفرد يغير من اتجاهاته إذا ما أتيحت له فرصة الاتصال المباشر والعميق بموضوع هذه الاتجاهات ، وإذا ما توفرت لديه حقائق جديدة عن موضوع الاتجاه. ويأتي تعديل الاتجاه نتيجة للتفاعل بين كل العوامل النفسية والجسمية والاجتماعية. ومع أن عملية تغيير الاتجاه عملية بطيئة إلي حد ما ، إلا أن الاتجاهات تتغير عندما يتعرض الناس لخبرات ومعلومات جديدة . ومن المحتمل أن الاتجاهات تتغير بنفس الطريقة التي تكونت بها في البداية ، أي عن طريق الملاحظة والاستجابة والمعرفة .( الأحرش وآخرون ، 1998 : 136 ) .


ويقصد بتعديل الاتجاه النفسي إدخال تعديلات على حالته التي يكون عليها أو درجته التي يقف عندها ، مع الإبقاء على طبيعته حسب تكوينها كما هي دون المساس بها ، سواء كانت عامة أو نوعية ، إيجابية أو سلبية ، فردية أو جماعية .
ويتضمن تعديل الاتجاه نوعين أساسيين : الأول تعديل الاتجاه الطردي ، ويقصد به تعديل حالته بازدياد درجته التي كان عندها حتى يصل إلي حده الأقصى . بمعنى أنه يمكن تعديل حالة الاتجاهات الإيجابية بزيادة درجة إيجابيتها ، والسلبية بزيادة درجة سلبيتها مع الحفاظ على طبيعة كل منها الأصلية سلبية كانت أم إيجابية .


أما الثاني فهو التعديل العكسي للاتجاه النفسي ، ويقصد به تعديل حالته بالإقلال أو الإنقاص من درجته التي كان يثبت عليها ، واستمراره حتى يصل إلي نقطة بداية تكوينه ، فيمكن تعديل حالة الاتجاهات الإيجابية بالتقليل من إيجابيتها مثلما يمكن تعديل حالة الاتجاهات السلبية بالتقليل من سلبيتها . ( عمر ، 1990 : 237 ) .


وتعتمد محاولات تعديل أو استبدال اتجاهاتنا على نفس مبادئ التعلم . ولأنه يبدو أن تغيير أو نسيان الاتجاهات أصعب جدا من تعلمها ، وجد الباحثون أنه عندما يتعدل أحد مكونات الاتجاه تجريبا فإن المكونات الأخرى تعيد تنظيم نفسها بصورة متوافقة . بل إنه توجد دلائل على أن البشر يغيرون من اتجاهاتهم وغالبا بدون وعى عندما ينتبهون إلي وجود عدم تناسق بين معتقداتهم ومشاعرهم أو عندما تعطى لهم فرصة لملاحظة أنفسهم بموضوعية وهم يتفاعلون مع الآخرين.
( لامبرت ، 1989 : 159 ) .




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الاتجاه نحو المعاقين :.



أولا : المرحلة التاريخية المبكرة :
إن القول بأن هناك بداية أولي للاهتمام بمشكلات المعوقين يمتد إلي مراحل وجود الانسان علي وجه الأرض قول غير صحيح ، ولا تستند علي أدلة أو براهين ، صحيح أن العمي والصمم والتخلف العقلي كلها ظواهر ملازمة لوجود الانسان ، ولكن الاهتمام بها لم يات إلا متأخرا .


وهناك مراجع علمية تشير إلي أن المتخلفين عقليا كانوا يستخدمون في العصر الروماني تسلية للأثرياء ، " كما أن التاريخ يحدثنا عن أنواع المعاملة التي كان يلقاها المكفوفون من ذويهم في الجماعات الأولي ، وهي أنواع متباينة تختلف باختلاف المثل الأخلاقية التي كانت تلتزم بإتباعها تلك الجماعات ، فبعضها كان يعتبر الكفيف تجسيداً للعنة الآلهة ، ولذلك كان المكفوفين يلقون ألواناً من الاضطهاد والإذلال قد تصل إلي حد القتل . وفي جماعات آخري كانت معاملة المكفوفين تتسم بطابع إنساني ، إلا أنها سلبية تكتفي بتقديم العون المحدود ليستمر المكفوف في حياته ، دون أن يبذل أي مجهود في سبيل تدريبه أو تعليمية " . ( أحمد ، 1987 : 39 ) .


( كما أن هناك معتقدات ظلت موجودة حتي العصور الوسطي في أوربا بأن الأشخاص المعاقين هم أشخاص مختلفون لأهم يمثلون الأرواح الشريرة ، وتستولي عليهم الشياطين .وتوضح شواهد أخري أن اتجاهات الآباء في كثير من المجتمعات كانت سلبية تماما نحو أطفالهم الذي يعانون قصورا في حاسة أو أكثر ، بحيث كان من حق الأب أن يقرر استمرار حياة الطفل أو الموت .


ومع بداية العصور الوسطي وبداية ظهور النهضة في أوربا وانتشار الديانة المسيحية حدث نوع من التغيير في معاملة الأشخاص المعاقين فقد توقفت عملية القتل وإن ظل بعض المعاقين كالمكفوفين يعيشون علي التسول و الإحسان ، انطلاقاً من الرحمة والشفقة. لقد كان هناك عاملان أديا إلي إنشاء الملاجئ للمعاقين والعجزة في القرون الوسطي حتي مطلع القرن التاسع عشر هما : النزعة الدينية ، ثم الحروب التي كان يخوضها الملوك وعودة المشوهين من المقاتلين ، فأنشأ الملوك الملاجئ كنوع من الترضية لمشوهي الحرب .


وبالتدريج وببطء شديد بدأ التراجع عن تلك الاتجاهات . وفي نهاية العقد الأخير من القرن السادس عشر كانت هناك محاولة في أسبانيا من جانب أحد الرهبان يدعي ( بونيس ديلون ) سعي فيها إلي تعليم مجموعة من الصم القراءة والكتابة والتحدث باللغة ، وقد كانت تلك خطوة جبارة أدت إلي تغيير الكثير من المفاهيم والمواقف نحو الصم ، قد افتتح أحد مساعدي هذا الراهب أول مدرسة للصم قرب باريس ، ثم في عام 1784 م افتتح مدرسة لتعليم المكفوفين في باريس . هذا الرجل يدعي " فالنتين هوي " ) . ( العجمي ، 2007 ، بتصرف )


أما الإسلام فقد نظر إلى الأشخاص المعاقين نظرة موضوعية منذ البدء، في الوقت الذي احتاج فيه العالم الغربي إلى عدة قرون لكي يصل إليها ويقرها. تلك النظرة التي تترجم اتجاها معتدلا يعي القدرات الحقيقة للمعاق الذي يمتلك الحق في أن يتعلم وأن يحمَل من المسؤوليات والتبعات ما يتحمله غيره في حدود ما تسمح به حالته الجسمية والصحية، بينما يعفى من التبعات التي تحول إعاقته دون القيام بها. وانه في قصة ابن أم مكتوم، رضي الله عنه، مثلا على هذا . عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعفيه من حضور الصلاة بالمسجد فلم يجبه إلى طلبه، ذلك أن العمى لا يحول بينه وبين التنقل، وبالتالي ارتياد المسجد في أوقات الصلاة، بينما نزل القرآن الكريم يعفى الأعمى من الجهاد لان العمى يحول فعلا دون أداء هذه الفرض." ليس على الأعمى حرج" ( الفتح، الآية 17 )


ويمكن اعتبار أن تلك الجهود في مجملها فاتحة جديدة ، وتحولا جذريا في أسلوب التعامل مع المعوقين .


ثانيا : مرحلة مؤسسات رعاية المعوقين :
لقد كان أول برنامج معترف به من أجل المكفوفين في فرنسا ، ثم انجلترا ، ثم اسكتلندا .
إلا انه خلال العام 1935 صدر قانون الضمان الاجتماعي وعن طريقه تأسست العديد من الوكالات الخاصة بالمكفوفين . وفى عام 1943 صدر قانون التأهيل . ومنذ عام 1921 بدأت المؤسسات الأمريكية في إعداد البحوث والكوادر المتطورة . وما بين العام 1950- 1960 قامت مراكز تأهيل المكفوفين فئ أمريكا بإعداد فريق عمل مدرب على كيفيه مساعدة المكفوفين في إتقان العديد من المهارات ، مثل تعلم طريقة برايل، والآلة الكاتبة، واستخدام أشرطة الكاسيت ، والمسجلات ، والكتاب الناطق ، واستخدام الهاتف بشكل سريع وصحيح واستخدام العصي البيضاء ، والتدريب على دقة التمييز السمعي وحاستي الشم واللمس لتحقيق الاتصال مع بيئتهم. ( Goldenson, 1978 ;25 ) .


أما بالنسبة للصم فقد بدأ الاهتمام بهم في فرنسا ، ثم المانيا ، ثم أسكتلندا ، ثم بعد ذلك بدأ الاهتمام بأنشاء مؤسسات المتخلفين عقليا غير أنها لم تبدأ حتي عام 1931 حيث بدأ أول برنامج نظامي في فرنسا .
وهناك الكثير من الأسباب التي يمكن ذكرها حول تعدد العوامل التي شجعت نشأة تلك المؤسسات وازدهارها في تلك الفترة ، ولعل من أهمها وضوحا هو :


• حركة الإصلاح الاجتماعي .
• ارتفاع مستوي التعليم .
• أانتشار الاتجاهات الديمقراطية .
• تطور أساليب الفحص والتشخيص والعلاج .
• نشأة أساليب ووسائل ايصال بين أربا وأمريكا مما أدي إلي قيام اتحادات هيئات قومية وعالمية لرعاية مصالح هؤلاء الأفراد .




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

ثالثا : مرحلة الاندماج :
لقد كان من نتائج البحوث والمؤتمرات أن اتجهت بعض الدول نحو تعليم الطلاب المعاقين بصريا مع الطلاب المبصرين في المدارس العادية. وبدأ أولياء الأمور بالامتناع عن إرسال أطفالهم إلى مدراس المكفوفين الداخلية ، وأخذوا يطالبون بتعليمهم في البيئة المحلية ضمن النظام التربوي العادي إذا كانت طبيعة الإعاقة ومشكلاتها تسمح بذلك. إن الضغوطات التي مارسها الأهالي التي ظهرت في عدد كبير من دول العالم بدعم من جمعيات واختصاصين في التربية الخاصة، نجحت في تغيير الاتجاهات وإعادة النظر في دور المدرسة والمجتمع عموما نحو الأفراد المعاقين.




وهكذا فإن الخدمات التربوية والتأهيلية للمعوقين ، بمن فيهم ذوى الإعاقات البصرية ، قد تأثرت بشكل كبير بالاتجاهات المجتمعية. فقد أصبحت حاجات وحقوق هؤلاء الأشخاص والأصوات المنادية بقبولهم وتفهمهم ودمجهم في المجتمع مسموعة ومدعمة من الحكومات والمجتمعات، وكنتيجة حتمية لذلك فان المديرين والمعلمين وغيرهم أصبحوا أكثر تفهما وقبولاً للطلاب ذوى الحاجات الخاصة كمتعلمين يمكن تزويدهم بخدمات وبرامج مكيفة ومعدلة في المدارس العامة( الحديدي، 1998: 22-23 ) .


ومع قرب نهاية القرن التاسع عشر بدأ هناك اتجاه جديد يتمثل في إنشاء فصول خاصة بالأطفال المعاقين داخل المدارس العامة وكانت هناك الدعوة القوية التي تزعمها ( جراهام بل ) ف خطابه الرئاسي سنة 1989 م أمام الرابطة القومية للتربية ، ودعا فيه إلي ضرورة فتح فصول خاصة بالصم والمكفوفين ومن لديهم قصور في قدراتهم العقلية قريبة من أماكن إقامتهم ، وكنتيجة لتلك الدعوة فقد أنشاء أول قسم للتربية الخاصة ، ثم بدأت الجهود تثمر بعد ذلك ف يشكل حركة افتتاح فصول خاصة داخل المدارس العامة لتربية المعاقين . ( العجمي ، 2007 ، 31 )


لقد شعر الكثيرون أن المدارس الخاصة بالمعاقين تفصل هؤلاء الأطفال عن أقرانهم مما يؤدى إلي حرمانهم مما يمكن أن ينشأ عن اختلاطهم بهم من حوافز ومثيرات ، بالإضافة إلي تعميق ما يتصل بالإعاقة من آثار نتيجة لهذا الحرمان. غير أن الفكرة يجب ألا تتمثل في مجرد نقل الطلاب المعاقين إلي المدارس العادية، ولكن تتمثل في تشكيل المدرسة العادية بحيث يمكنها أن تستوعب إطاراً أشمل من الطلاب (Chazan , et al: 1982: 122).


لقد أدى ظهور الاتجاه الجديد نحو المعاقين، ألا وهو اتجاه الدمج في المدارس العادية ، إلي توجيه النقد الشديد للنظام العزلي ، من حيث أنه كان يركز على جوانب القصور والضعف عند المعاقين ، لا على ما تبقى لديهم من قدرات وإمكانيات ومهارات مما يدعم أوجه التباين والاختلاف بينهم وبين العاديين، لا أوجه التقارب والشبه. ولقد دعم هذا الاتجاه بقوانين تكفل الحق لذوى الاحتياجات الخاصة فقد صدر القانون العام الأمريكي " التربية للجميع " في عام 1975 يؤكد على أن المعاق له الحق في أن يتلقى التعليم العام المناسب والمجاني من خلال برنامج تربوي في بيئة تربوية بعيدة ، ما أمكن ، عن القيد والعزلة المتوفرة في المؤسسات الخاصة .( شاش ، 2002 : 75 ) .


في الندوة العلمية حول ( التربية الشاملة وإزالة الحواجز التي تعترض التعليم والمشاركة في النمو ) المنعقدة في سوماطرا الغربية باندونيسيا في سبتمبر 2005، ورد في مقدمة التوصيات الصادرة عنها انه يجب أن ينظر إلي التربية الشاملة والتربية التي تراعي الأطفال ، باعتبارها اتجاه نحو تطوير المدرسة ككل علي نحو يضمن أن تكون الإستراتيجية التي تنادي بان ( التربية للجميع ) هي بالفعل تربية للجميع ، وهي طريقة لضمان حصول جميع الأطفال علي العناية والتربية الكاملة في مجتمعاتهم المحلية . وكذلك كجزء من البرامج التربوية في مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل سن المدرسة ، ثم مرحلة التعليم الابتدائي والثانوي ، وخاصة من يتم استبعادهم من التعليم العام أو تهميشهم . وهي مساهمة في نمو مجتمع يحترم الفوارق الفردية بين المواطنين ويقدرها . (International Symposium on Inclusion and Removal of Barriers to Learning ,Participation and Development , 2005) .


( لقد استخدم في الولايات المتحدة الأمريكية مصطلح ( مبادرة التربية العامة ) للإشارة إلي توسيع طاق الدمج المدرسي . ويتمثل جوهر مبادرة التربية العامة بدمج التربية العامة والتربية الخاصة في نظام واحد . وكان وليام ستينباك وسوزان ستينباك من أوائل الذين دعوا الي دمج التربية الخاصة والتربية العامة في نظام تربوي واحد يستطيع تلبية الحاجات الفردية لكل الطلبة .


ومن أم القضايا التي طرحها هذان المؤلفان لدعم موقفهما التالي :
• إن وجود نظام تربوي ثنائي كان ضرورة في الماضي ، وقد حقق أهدافه وذلك لم يعد ضروريا أو مقبولا في الوقت الحاضر .
• لا يوجد ونوعان من الطلبة عاديين وذوي احتياجات خاصة ، بل هناك طلبة توجد فروق فردية بينهم في النمو العقلي ، الجسمي ، والنفسي .
• ليس هناك مجوعة من الطلبة تحتاج إلي برامج وخدمات فردية خاصة ، فجميع الطلبة ذوو قدرات خاصة والفروق بينهم تحدد طبيعة الحاجات التعليمية ، وبناء عليه فليس صحيحا أن يدعي التربيون بان الطلبة المعوقون وحدهم يحتاجون إلي برامج تربوية فردية .
• لا يوجد نوعان من طرق التدريس خاص وأخر عام ، فالتدريس الجيد هو الذي يراعي الحاجات الفردية للمتعلم .
• يختزل النظام الثنائي محتويات المنهج المدرسي . فثمة أنشطة تربوية يشارك فيها الطلبة غير المعاقين لم يتم تدريب الطلبة المعاقين علي المشاركة فيها .
وكان الأمل يحدو دعاة ( مبادرة التربية العامة ) أن تكون أفكارهم جذابة لقادة التجديد في التربية العامة ، ولكن ذلك لم يحدث ، لان هؤلاء القادة تعاملوا مع قضايا التربية الخاصة بوصفها قضايا منفصلة عن قضايا التربية العامة ، ولان الاهتمام انصب علي الإبداع التربوي أكثر منه علي المساواة في فرص التعليم .


وفي حين أن العبارة الافتتاحية في مبادرة التربية العامة كانت ( التعاون بين التربية العامة والتربية الخاصة ) ، فان رسالة أنصار مدرسة الجميع أو الدمج الشامل هي ( إلغاء التربية الخاصة ) .ويدعون إلي أن يتحمل المعلم في الصف العادي مسؤولية تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مع توفير الدعم التنظيمي والإداري والتدريسي لهذ المعلم ويجزمون بان ذلك هو البديل اللازم للتربية الخاصة التقليدية القائمة علي العزل والفصل .


وتقدم أدبيات التربية الخاصة تعريفات مختلفة ( لمدرسة الجميع ) فثمة مجموعة تري أن مدرسة الجميع ليست أكثر من أسم جديد أطلق علي دمج التربية العامة والتربية الخاصة وفقا لمفاهيم ( مبادره التربية العامة ) ، وهناك مجموعة ثانية تعتقد أن مدرسي الجميع لا تتناقض ومبادرة التربية العادية ولا تعادي التربية الخاصة ، فهي بالنسبة لهم تعني إعادة تنظيم جوهرية للعملية التعليمية . وهناك مجموعة ثالثة تري ان مدرسة الجميع تعني إلغاء نظام التربية الخاصة برمته . فالحديث عن التجديد في التربية الخاصة من وجهة نظرهم انما هو حلم وليس هدفا قابلا للتحقيق ) ( الخطيب ، 2004 ، بتصرف ) .




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

التوعية :


في بداية الستينيات كانت هناك مجموعة من الأحداث المنفصلة زمنيا ، ومن أهم تلك الأحداث الدور الخاص الذي لعبته الحكومة الفدرالية الأمريكية في هذا الشأن ، حيث بدأت في عام 1958 م أستحدث قانون بعمل أفلام ذات صفة إعلامية من أجل الصم ، واستحداث في نفس الوقت قانونا مهما رقم 926 – 85 الذي أصبح بمقتضاه من حق الولايات والمنظمات أن تحصل علي منح ماليه لإعداد وتنفيذ برامج تدريبيه لإعداد كوادر فنية تعمل في مجال المتخلفين عقليا .


وبالاضافة إلي ذلك فقد صدر بهذا الحين تقريبا قانونا لحماية التعليم الذي أصبح بمقتضاه لكل فرد الحق في الحصول علي فرصة مناسبة لقدرته الخاصة في أن يتعلم ويتدرب ، وذلك كمسؤولية قومية عامة ، أما الخطوة المهمة في دعم التربية الخاصة فقد كانت عام 1963 م بموجب القانون رقم 163 – 88 ، والذي يعتبره البعض قمة الالتزام من الدولة لمساعدة الأطفال المعوقين وقد كان الرئيس الأمريكي في هذا الوقت أهم المخططين والمؤيدين لهذا القانون ، وهو الرئيس ( جون كنيدي ) الذي أعتبر رعاية المعوقين علي نفس المستوي من الأهمية التي تحظي بها الشئون الخارجية ، والدفاع ، والأمن القوي للولايات المتحدة .


وقد وجد قانون رعاية المعوقين باعتباره مشروعا إنسانيا لا يحمل أية صورة من التحيزات الخاصة ، و كانت هناك مجموعة من العوامل الاجتماعية التي ساعدت علي بلورة الجهود الرسمية المتمثلة في استصدار موافقة الحكومة الفدرالية علي هذا الإجراء ،

ومن أهم تلك العوامل يمكن أن تشير إلي ما يلي :
• وجود اهتمام شخصي لدي مجموعة من الشخصيات السياسية المهمة المهتمة بمشكلة المعوقين .
• قيام مؤسسات لدفاع عن حقوق المعاقين ، حققت تنشيطا في الاتجاهات القومية نحو رعاية المعوقين
• قيام مؤسسات ذات طبيعة فنية وتخصصية مثل مجلس رعاية الأطفال غير العاديين ، ساهمت بجهود عملية متخصصة في بحث شئون ومشكلات الأطفال ذوي الفئات الخاصة .


كيف نستثمر الاتجاهات في خدمة قضية الاعاقة والمعاقين :
لكي يتبني الإنسان قضية ما ، ويسعي للدفاع عنها وتحقيق أفكارها ، يجب أن يمتلك طرفي معادلة مهمة ...الطرف الأول ( قوة الإيمان بالقضية ) و الطرف الثاني ( الدافعية نحو القضية ) ، وكل من هذين الطرفين يتكون نتيجة خبرات تراكمية ومعلومات حول موضوع القضية المتبناة ، هكذا يتكون الاتجاه نحو تحقيق هدف ما
وهناك علاقة قوية بين التوعية بقضية المعاقين وتكوين الاتجاه نحوها ، إذ أن التوعية تعني إما تصحيح مفهوم خاطئ أو إضافة معلومات جديدة تساعد علي تبني الانسان لتلك القضية .


ويمكننا أن نرسم استراتيجية لتحقيق التوعية المجتمعية التي تصل في قمة أهدافها إلي ( إيصال المعاق إلي أن يتمكن من أن يعيش في مجتمعه بصورة طبيعية دون ان يشعر ولو بدرجة بسيطة بأنه بالاعاقة ستسحب منه امتيازات قد يحصل عليها لو كان فردا غير معاق ) .



استراتيجية التوعية :
أهداف قريبة ( يتم تحقيقها عن طريق وسائل الاعلام ) .
أهداف بعيدة ( يتم تحقيقها من خلال برامج عمل علي المدي البعيد ) .


المجتمع : يقسم المجتمع إلي ثلاث شرائح ، كل شريحة يخطط لها علي حده :
الشريحة الاولي :
شريحة صناع القرار ، سبقت الإشارة إلي انه عندما أصبح تبني القضية بشكل شخصي من قبل رجل دولة مثل ( جون كنيدي ) تغيرت النظرة في الولايات المتحدة نحو المعاقين ... بالتالي يجب أن تكون أحد أهداف التوعية هي توعيه صانع القرار لكي يتبني اتجاهات ايجابية عملية نحو القضية وذلك من خلال :
• استهدافهم في الندوات والمؤتمرات والمناسبات الخاصة بالمعاقين .
• محاولة استقطاب احد القادة السياسيين لتبني القضية بشكل شخصي .

الشريحة الثانية : شريحة التعليم :
لا يمثل التلميذ وسيلة نقل إعلامي داخل مدرسته فقط ، بل أن ما يتلقاه في المدرسية يعد أمراً في غاية الأهمية لان هذا التلميذ يمثل أسرته وحيه الذي يعيش فيه وأقرانه وأبناء عمومته ، بالتالي سيكون ناقلاً جيداً للمعلومة الصحيحة عن المعاقين أذا ما قدمت له في صورة جيدة ومشوقة ، وبالتالي فان من المهم تنظيم برنامج توعوي للتلاميذ يتضمن:
• إعداد مقرر دراسي في التربية الخاصة ضمن المناهج المقررة لطلبة المدارس العامة لتوعيتهم بالمعاقين وقدراتهم .
• إضافة برنامج نشاط تابع للنشاط المدرسي يسمي ( اليوم التطوعي ) مثلا ، تحدد له فترة زمنية خلال الشهر ، لتتاح للتلاميذ فرصة الاطلاع علي ما يجري داخل مؤسسات المعاقين .
• التوجه نحو مبدأ التربية الشاملة أو الاندماج الشامل داخل المدارس العامة مع تهيئة البيئة المدرسية لهذا الأمر .

الشريحة الثالثة : المجتمع الكبير :
وهو يمثل باقي شرائح المجتمع ، ويمكن الوصول إليهم عن طريق وسائل الاعلام المختلفة ، انه عندما يتكرر الحديث حول قضية ما ، وتصبح أمرا مألوفا سماعه من قبل أفراد المجتمع يبدأ الاتجاه في التغير و يصبح المجتمع ينظر بطريقة أخري ، لأنه أصبح معتادا علي ذلك ، فالمجتمع لم يألف التعامل مع المعاقين أو الاحتكاك بهم ولذالك قد يشعر البعض بأهم شخصية أخري مختلفة ولا يمكن التعامل معها بصورة طبيعية ، بحكم أن المعاقين انعزلوا في مؤسساتهم التي كيفت البيئة لهم وبالتالي استغنوا عن مواجهة المجتمع .
لذا فان دور وسائل الاعلام هو دور مهم وخطير في إحداث تغيير في نظرة المجتمع وذلك من خلال :
• اعتماد أعمدة ثابتة في الصحف والجرائد لتعريف المجتمع بالاعاقة والمعاقين .
• إعداد برامج وثائقية في الإذاعتين المرئية والمسموعة تلمس جوانب حقوق المعاقين ومبدأ المساواة .
• إجراء التغطيات الإعلامية المناسبة للندوات والمحاضرات التي تلي الضوء علي قضايا المعاقين .




أولا المراجع العربية :


1. الأحرش ، يوسف أبو القاسم ، و حميد محمود سبتي ، و رياض جابر سليمان ، ( 1998 ) ، المدخل إلي التربية وعلم النفس ، دار النخلة للنشر ، طرابلس ، ليبيا .
2. أحمـــــد ، السيد علي السيد ، وفائقة محمد بدر ، ( 2001 ) ، الإدراك الحسي البصري السمعي ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة .
3. توفليس ، هانم صلاح ، ( 1998 ) ، " فاعلية برنامج إرشادي لتعديل اتجاهات المعلمين تجاه الإعاقة البصرية " ، رسالة دكتوراه ، غير منشورة ، قسم الصحة العامة ، كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، مصر .
4. جاد الله ، فتحي الدايخ طاهر ، ( 2001 ) ، " دراسة لاتجاهات الطلاب نحو المعوقين بعد دراستهم لمقرر التربية الخاصة " دراسة سببية مقارنة ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم التربية وعلم النفس ، كلية الآداب ، جامعة قاريونس ، ليبيا .

5. جـــلال ، سعد ، ( 1989 ) ، علم النفس الاجتماعي ، منشورات جامعة قاريونس ، بنغازي ، ليبيا .
6. الحديدي ، مني، ( 1998 ) ، مقدمة في الإعاقة البصرية ، دار الفكر العربي ، عمان الأردن .

7. الخطيب ، جمال ، ( 2004 ) تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة ، مدخل إلى مدرسة الجميع ، دار وائل للطباعة والنشر ، عمان ، الأردن .
8. خليفة ، عبد اللطيف محمد ، و عبد المنعم شحاتة محمود ، ( د.ت ) ، سيكولوجية الاتجاهات ، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة .
9. زهران ، حامد عبد السلام ، ( 1984 ) ، علم النفس الاجتماعي ، ط 5 ، عالم الكتاب ، القاهرة ، مصر .
10. شــــاش ، سهير سلامة ، ( 2002 ) ، التربية الخاصة للمعاقين عقليا بين العزل والدمج ، مكتبة زهراء الشرق ، القاهرة .
11. عبد الكافي ، إسماعيل عبد الفتاح ، ( 2000 ) ، فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، مركز الإسكندرية للكتاب ، الإسكندرية .
12. عمر ، ماهر محمود عمر ، ( 1990 ) ، سيكولوجية العلاقات الاجتماعية ، دار المعارف الجامعية ، الإسكندرية ، مصر .
13. عوض ، عباس محمود ، ( 1980 ) ، علم النفس الاجتماعي ، درا النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان .

14. عيسوى ، عبد الرحمن ، ( 1980 ) ، علم النفس بين النظرية والتطبيق ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان .

15. غريب ، عبد الفتاح غريب ، ( 1993 ) ، موضوعات مختارة في علم النفس الاجتماعي ، دار النهضة المصرية ، القاهرة .
16. لامبرت ، وليم ، وولاس لامبرت ، ( 1979 ) ، علم النفس الاجتماعي ، ترجمة سلوى الملا ، دار الشرق ، القاهرة .
Chazan , Mourice , and A . F . Laing , and Michalsh , Sichaeletion Bailey , and Gleny , Jones , ( 1982 ) , Some of Our Children : The Early Education of Children With Special Needs , London , Open Books.
17.
Goldeson , Robert . M , (1978) , Disability and Rehabilitation Handbook ,U. S .A : Mcgraw Hill.

18.
International Symposiums on Inclusion and Removal of Barriers to Learning ,Participation and Development, (2005) September , Recommendations West -Sumatra , Indonesia .
19.