الـــــتـــــوحـــــــــد
تعريف التوحد..
هو نوع من الإعاقة التطورية الناتجة عن إضطراب عصبي يظهر خلل في وظائف الدماغ و يصيب الطفل خلال الثلاث سنوات الأولى فالطفل يبدأ بالتوحد على نفسه و إطلاق العنان لعالمه الخاص بعيدا عن التواصل مع من هم حوله و قد يكون عالمه عالم مليء بالضجيج و قد يكون خاملا يملأه الصمت القاتل..
أما الجمعية الأمريكية... فعرفت التوحد..
هو إعاقة تطورية تظهر دائما في الثلاث سنوات الأولى من العمر و ذلك نتيجة الإضطرابات العصبية التي تؤثر على وظائف المخ و تسبب ضعف التواصل اللفظي و اللغير لفظي و ضعف في التواصل الإجتماعي و انشطة اللعب التخيلي...
نشأة هذا المرض..
إن ظهور مرض التوحد ليس بالحديث.. حيث أنه كان اول ظهور له عام 1943 و لكن هناك إختلاف في نسبته بين ما كانت عليه و ماهي عليه اليوم فاليوم هي من 4:5 لكل 10000 نسمه و كذلك و بالذكور أكثر منه بالإناث 4:1
مسبباته..
• بما أن نسبة الإعاقة الذهنية في مرض التوحد هي من 60الى 70 % فإن هذا دليل على وجود خلل في منطقة ما بالمخ.. و يتم تحديد مكان الخلل بتحديد وقت حدوثه كأن يكون في فتره الإخصاب او فترة الحمل او فترة مابعد الولادة .
• وقد يكون السبب خلل جيني و لكن للآن لم يتم تحديد الجين..
• تناول عقاقير ضارة أثناء فترة الحمل.
• هناك جدل عن علاقة مطعوم (إم إم آر) مع الإصابة بالتوحد.
• عوامل بيئية نفسية للطفل تحفز ظهور المرض...
• عدم قدرة جسم الطفل على التخلص من المواد الثقيلة كالرصاص..
• نقص بعض الفيتامينات مثل B6
التشخيص...
حتى نستطيع التشخيص علينا أن نتعرف أولا على الأعراض التي تظهر على المريض...
• إنعدام الإتصال الإجتماعي..
• إنعدام الإتصال البصري والتتابع البصري...
• ظهور حركات نمطية كالصراخ التصفيق العض ...
• التعامل مع كل ماحوله و كأنه جماد فيقترب من الشخص يشمه يتحسسه بلسانه...
• عدم الإستجابة للأوامر ...(مثل عدم القدرة على مسك الأشياء و عدم القيام بأي أمر يطلب منه...)
• بعضهم يظهر حركة و نشاط زائد و البعض الآخر خمول شديد..
• لا يمكنه اللعب ضمن مجموعة ..
عند توفر هذه الأعراض و التي يتم التعرف عليها بالملاحظة تتم عملية التشخيص عن طريق فريق عمل كامل وهو مكون من..
• طبيب أطفال
• طبيب أعصاب
• أخصائي نفسي أطفال
• أخصائي تخاطب
• أخصائي إجتماعي
• أخصائي تربية خاصة
و هناك عدة مقاييس معتمدة في عملية التشخيص و منها
• إختبارات القدرات المعرفية مثل مقياس وكسلر ومقياس ستانفورد بينيه
• إختبار النضج الإجتماعي ..
و بعض الإختبارات الأخرى التي من شأنها أن تدرس الحالة بأكملها و تحدد درجة التوحد...
العلاج...
يتم وضع برنامج شامل متكامل بشكل فردي (خطة علاجية فردية),و لضمان نجاح هذه الخطة يتم تدريب أهل الطفل التعاون معهم و يتلخص البرنامج بالنقاط التالية ..
1-التدريب على المهارات الحياتية اليومية الإستقلالية (العناية الذاتية) مثل خلع الملابس و ارتدائها, تنظيف الأسنان ,تمشيط الشعر ,غسل اليدين والوجه, مهارات مائدة لطعام و تناوله ,استعمال بعض الأجهزة و الأدوات.
2-التدريب على المهارات الإجتماعية:
أ*. مسلكيات التفاعل و العلاقات الإجتماعية.. مثل التواصل البصري, النظر للمتحدث ,إختيار الألعاب\الدمى , تحديد مكان اللعب و تحية الآخرين
ب.اللغة و الكلام(اللغة الإستقبالية و اللغة غير اللفظية)تدريب الرأس و العينين على الإستدارة للإنتباه و متابعة الشخص المتحدث ,الإنتباه بمجرد ذكر إسمه,النظر للأجسام التي توضع أمامه و كذلك عند إسقاطها أمام عينه,إختيار اللعبة المفضلة ,الإستجابه لأمر جزئي واحد ومن ثم الزيادة بالترتيب و تكثيف الأمر..
ج.اللغة التعبيرية مثل إعادة الأصوات ,توظيف الصراخ بإصدار أصوات لفظية بدلا عنه,الإشارة لموضوع يريده مع إصدار صوت رمزي,تقليد الأصوات الصادرة عن مدربه..
د.الإذعان و إطاعة الأوامر اللفظية...متابعتها ,فهم المطلوب من الأمر,تنفيذ المهمة و البدء بها,الإستمرار بتنفيذها,الإنتهاء من التنفيذ,الإستعداد لتقبل أخرى...
3- تعديل السلوك العام لنصل الى مرحلة تجعله أكثر قدرة على التعايش مع البيئة المحيطة به.
4- إعطاء أدوية تساعد المريض و تتم من قبل الأطباء المشرفين على الحالة..
5- يتم عادة إتباع حمية غذائية خاصة مع أخصائي تغذية خاصة أن الطفل في هذه المرحلة هو في مرحلة نمو.. مثلا في حالة النشاط الزائد نمنع الأهل من إعطاء الطفل الشوكولا و كذلك الإعتماد على العصائر الطازجة .
عزيزي القارئ ... يبقى مريض التوحد هو أحد أركان مجتمعنا و ليس ركنا مهملا فدعونا نمد له يد العون لنصل به الى بر الأمان و نصنع منه فردا قادرا على التعايش في المجتمع و بعيدا عن عالمه الذي توحد به و قد نصنع منه فردا نافعا في مجتمعنا إن أحسنا تدريبه و شخصت حالته منذ البداية دون ان يهمل..
م
تفع الله به