1.
القصة القصيرة
نداء الوطن:
في قرية صغيرة ، مساحتها بين جبلين ، كان هناك رجل تقاعد من عمله في الجيش , فواصل حياته في زراعة ارض قد ورثها من أبيه ، و لم تكن الأرض كبيرة , و لم تكن تحتوي على كثير من الأشجار .كان يعمل في المزرعة مع زوجته و أولاده ، حيث كان اولاده يساعدون اباهم في عمل المزرعة ، وكانوا يعيشون حياةً سعيدة .
لكن في احد أيام ، بينما كان الاب ذاهب إلى مدينة ليبيع ما انتجه جبين عرقه ، وصله خبر ان دولته تغزى من قبل العدو ، فرجع إلى بيته مسرعاً ، و حينما دخل البيت ذهب إلى غرفته ، استغربت الزوجة ، فلحقته الى غرفته ، فرأته يخرج صندوقاً كبيراً، كان قد وضع لبسه العسكري و البندقية في هذا الصندوق بعدما تقاعد ، قالت الزوجة:
- ماذا تفعل؟
- قال: لقد حان وقت .
- قالت :عما تتحدث؟
- انه العدو ، لقد بدأ باستعمار وطني ، ويجب علي ان أتصدى للعدو و أدافع عن وطني الذي عشت فيه.
حاولت الزوجة ان تمنعه من الذهاب ، ولكن المحاولات أدت الى الفشل ، فالزوج مصر على الذهاب .
جمع الزوج الأولاد ، و قال لهم :
- يا ابناء ، لقد عشنا في هذا الوطن ، و سوف نموت فيه دفاعاً عنه ، فاني ذاهب لاحمي وطني .
ودع الزوج الابناء و الزوجة ، و ذهب دون ان ينظر الى أسرته ، لكي لا يحزن عليهم ، وكانت الزوجة تقول في نفسها (( يأرب انصرنا ، و ارجع زوجي سالماً )).
بعد مرور خمسة اشهر من الحرب ، ينما كانت الزوجة جالسة في البيت ، سمعت أحدا يطرق الباب ، ففتحت الباب ، فوجدت جندي مبتلل الوجه ، منحني الرأس ، نظر الجندي إليها و قال :
- إن الناس جميعهم في النهاية راجعون الى ربهم ، ولكن ليس كلهم راجعون بنفس الطريق ، بل يختلف من إنسان الى إنسان ، لقد رجع زوجك إلى ربه بأحلى طريق ، الطريق التي يتمناه الإنسان ، لقد استشهد في الحرب .
حزنت الزوجة حزنا شديداً و ولم تتكلم بأي كلمة ، فذهب الأبناء إلى امهم و قالوا :
- يا أماه ، لماذا تبكين ؟ إن أبي شهيد عند ربي ، و هذا ما كان يتمناه .
ادركة الزوجة إن الأبناء على حق ، لقد كان هذا ما يتمناه ، و بدأت تسترجع حياتها الطبيعي ، دون نسيان زوجها ، الذي مات و هو يلبي نداء الوطن .